صحيفة المثقف

شهادة الكاتب مصطفى مرار حول (أدب الأطفال) / شاكر فريد حسن

لكنه منع من المشاركة وتقديم شهادته ومداخلته بسبب "الرقيب" الذي لم يوافق على ما جاء فيها.

وفي هذه الشهادة يلوم مصطفى مرار "ابو نزار" الكتاب الذين وجدوا انفسهم أو جرهم ذوو المصالح في ساحة أو ميدان أو سوق مستباحة، بلا دفاعات تردهم، ويساهمون في تأسيس وتكريس أدب هابط لأطفالنا وفلذات أكبادنا. وينتقد، بشدة وحدة، مراكز أدب الأطفال التي تتحمل المسؤولية عن ترويج وتسويق هذا الأدب التجاري الضحل والهش .هذه المراكز التي تحمل أسماء كثيرة ومتنوعة، والتي يقول عنها:"مراكز وان ادعت الاستقلالية، فهي أسيرة في أيدي مجموعات تجارية تسمي نفسها دور نشر، أو هي فعلاً، تختار وتتعاقد مع من تريد من المستكتبين الذين تكاد تشترط فيهم ضحالة الموهبة وسطحية الثقافة التربوية، فياتيها هؤلاء بنصوص أقل ما يقال فيها، أو توصف به، ما يقوله اخواننا المصريون، انها أي كلام وبلغتنا نحن "كلام فاضي"أو انها مجرد "خراريف".

انني اتفق مع صديقي ابي نزار في كل كلمة قالها، وفعلاً ان اطفالنا محاصرون بأدب فج وتافه، وأن أدب الأطفال، الذي من المفروض أن يكون أدباً واقعياً، هادفاً، وجاداً، أدبأً يغذي فكر وعقل الطفل وينمي قدراته ويعزز ثقته بنفسه، ويزرع فيه قيم الخير والمحبة والعطاء والتسامح والفضيلة والخلق الحسن.هذا الأدب تحول في السنوات الأخيرة الى أدب تجاري رخيص هدفه الكسب المالي وملأ الجيوب بالأخضر الامريكي واليورو الاوروبي.

ان الكتابة للطفل ليست بالامر السهل، انها كتابة مميزة ولها خصائصها ومميزاتها، وهي تحتاج بالاضافة للموهبة الى تخصص، ومعاناة، وتجربة، وممارسة، ومعرفة عميقة في اللغة وعلم النفس التربوي، وكذلك لخبرة عملية في دنيا وعالم الطفل، واحساس حنيني مرهف. وليس بالضرورة ان يكون الكاتب لامعاً في مجال الكتابة للكبار لكي يكتب ويبدع للاطفال.

وازاء السيل الكبير من الكتب التجارية للاطفال، التي تملأ وتغمر السوق المحلي فالامر يستدعي محاصرة هذه الكتب وتعرية القائمين على دور النشر ومراكز ادب الأطفال من عصابات المافيا المتربصة باطفالنا، التي تساهم في الترويج للادب الهابط .فلتتضافر الجهود المخلصة والبناءة من اجل تذويت أدب اطفال صادق وهادف وموجه، في سبيل بناء اجيال جديدة، وتحقيق طفولة قويمة وسعيدة تتحلى بالقيم الحضارية والانسانية.وتحية من الاعماق لصديقنا الكاتب مصطفى مرار على شجاعته وجرأته وصراحته في قول الحقيقة ومواجهة "المافيات الأدبية"مع التمنيات له بدوام العطاء الادبي.

 

 

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم