صحيفة المثقف

قراءات نقدية: صهل النهار والاشتغال على النقائض قراءة في نص الشاعرة وفاء عبد الرزاق

دون أن ننسى أن لها نشاطا اجتماعيا لافتا وحركة دؤوبة في تفعيل الواقع الثقافي وانحيازا محببا للأدب النسوي خاصة.

 في نصها صهل النهار وقد أ نتخبناه نموذجا لمنجز الشاعرة من بين مئات القصائد المنشورة لها لقيمته الشعرية الغنائية وتفرده في الاشتغال على تناقضات الجملة .. أو ما نسميه الاشتغال على المفرد ة والمفردة المضادة

 نصفي .. في.. كله..

 الراكد.. الجاري.

 الغصة.. زلال..

  الخضوع.. حركة..

 العري.. ستر..

 الانتقال.. ثبات..

 مالايسمع.. اسمع..

 اصمت.. نطقا..

 الخفاء.. ظهور..

 تصدق أكذب ما ترى..

 كل ذلك في جمل شعرية متتابعة يسند بعضها بعضا ليتسامى النص إلى ذروة ما تريد. متصاعدا صوب تخوم  المعنى

. وكأن لعبة المفردات المتناقضة مقدمة  تستبطن هواجس الشاعرة وبطاقة تعريف بمن ستؤجج النص بعنفوان عاطفتها المشبوبة..

 ميزة قصائد الشاعرة وفاء عبد الرزاق  المشبوبة ولا اقول الإيروسية انها تلوح بالمعنى ولا ترتاده.. لها قدرة على استبطان جمل شعرية موحية دون أن تعبر ضفة اللياقة اللغوية ودون أن تجرح المعنى  بمفردة صارخة. . أو جملة نابية. وكأنها تقدم درسا في النص المشبوب.

. يرفعُ نـَصْبَها بحالهِ

 

بعِزّهِ يُجبرُ الكسرَ

 في هذا البيت تشتغل وفاء على ملابسات الإعراب في اللغة العربية وتقتنص ثيمتها منه.. فالحال دائما يأتي منصوبا. لكن  الحبيب له القدرة سحرية على ان يرفع النصب.  بما لجذر مفردة نصب من دلالات. فهو تارة يعني التعب ألممض. وتارة يعني   حالة إعرابية لغوية. والشاعرة تلمح  لكل ذلك مستمرة بالاشتغال على لعبة التناقضات بحركة عفوية تجمع مابين رقة الشعور وحرفية الكاتبة المتمرسة..

 حاولت هنا ان أركز على ديالكتيك التناقض اللفظي وما يتبعه من تناقض شعوري . يمنح النص سحرا أنثويا وغموضا محببا تكمن لذة القارئ  عند قراءته في فك تشفيراته وترميزاته إضافة إلى استمتاعه بارتشاف عذوبة  النص دون تأويلات محتملة قد تختلف من قاريء لقاريء وتلك أهم مميزات النصوص المعاصرة فقد يجد قاريء ما ملامح صوفية في نص ايروسي باذخ الصراحة 

قد لا يجدها قاريء آخر.

 والشاعرة وفاء عبد الرزاق تمتلك القدرة على تحريك مكنونات الغموض لدى قارئها بحرفية فريدة.

 قلت إني ركزت على لعبة المتناقضات. وإلا فالنص يحتمل قراءات أكثر من هذا القراءة المتواضعة.. وهنالك ثيمات اخرى في النص..

 ارتأينا ان نتركها للقارئ ليبحث عنها!!

 في الختام اقول للشاعرة القديرة وفاء عبد الرزاق .. ربما فات الأوان على النقاد لتقديم الاعتذار للشعر النسوي العراقي  الذي لم ينل ما يستحقه من عنايتهم..رغم انه يستحق الكثير..

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم