صحيفة المثقف

نــــص مـــقــــول (8) (مـصـادفــة) / نـجيب طــلال

فـقـرر إدخـال الشبكة الـعـنكـبوتية (لكي) يرتـاح مـن ذلك، لـكن (هـي) أثـلجـها الـخـبر وفـرحـت، مـادامت سـتكون حـرة طـليقة، وغـيرمـقـيدة بالـقوانين الـداخـلية للأسـرة، مـن ليلـتـها، حـولت وجهـتها مـن (الشات) إلى (الفـايس بوك) لتعــيـش في أجـواء (الصـداقة) المفـترضة، بين الصـور والعـبارات الإهـدائية والتذكارية، والكلمات التفاعـليـة بلا حـدود (مـما) أمسـت تستقبل وترسـل الدعـوات (الصـداقة) رغـم أن الأغـلـب (مـن) الصديقات والـزمـلاء في نـفـس (الثـانوية) ولكــن شـهـوة التواصـل وتـبادل الأراء والهـوايات والهدايا (،،،) لـه لـذته وإيـقاعه بالنسبـة لعـمرهـا وزمانـها، وبالصدفة وهـي تنـتـقي مـن ترسل إليـهم الـدعـوة، رمـقـت صورة (شـاب) وسيم الـخـلـقـة، والابـتسامـة تعـلومحـياه فـأتـارثـها، بـعـدما اهـتـزت جـوارحـها كـبرق خـاطف، واسـترخـت تـفـكـرفي الإثارة والاهـتزاز الذي طـرأ وبين الفـيـنة والأخـرى، تتمـعـن في عـينيـه  الصـغـيرتين، ذات أهـداب رشيـقة كـحاجـبـيه الـرقـيقـتين، وكانت تحاول قـراءة ما وراءهـما (مـن) بـراءة طـاهـرة أم مـزيفة (؟؟؟)

وأخـيرا عـزمت استـدعـاءه كصـديق في مـجـموعـتـها، وإذا بالتـيار الـكهربائي (انـقـطع) عـن الحي كـله، فــتوترت (ثـم) استسـلمت للانتظار (حـتى) يـعـود التـيار، فـما عـاد (إلا) صـبـحا

وبـين الانتـظار الـمقـلق والتـوتر المـحـرق، صـورته لـم تـفارق مـخـيلـتها، حـتى سـاهـت وغـلبـها النـعاس، إلى أن أيـقـظـتها والدتها مـن فـراش غـرفـتها، قـبيـل إشـراقـة الشـمس (،،،) فـبدل أن تـنجـزحـقـوقها الطبيعية كـالمـعـتاد، تـوجهـت نـحـو الـجـهاز، فـفـتـحـت (النيت) بـسرعة فـائقـة، مـرسلة بـطاقـة (الـدعـوة) لـه، ثـــم تـأبطـت مـحـفـظتها مـهــرولـة خـارجـا، لـتلتـحق (تـوا) بـموكـب الـزحـام،عـلى الـحـافلات، قـبل أن تـغـلق بـوابة (الثـانوية) كـالـعـادة، بدون رحـمة في وجـه المتأخـرات والمـتأخـرين: عـن الـصف الـدراسي() ظـلت في كـل الحـصص المـقـررة (اليـوم) شـبه يـقـظة و نــائـمة وبـيـنهما هـائمة في مـلامـح (الصورة) عـلهـا تـصل لـقـرينـة شبـه (غـير) خـافـيـة عـليـها،

مسـاء وبـلـهـفة وشـوق، أبـحـرت في صـفحـات(الفـايس بوك) فـوجـدت قـبول الدعـوة، مرفـقـة بعـبـارات شـاعـرية، فازداد اهـتزازهـا، الـذي لـم تـكـن تعـرفه مـن (قـبـل) فـبـادلـته بـعـبارات أرق شـاعـرية ومباشــرة وجـدا نـفـسيـهما في ردود عادية (ثـم) بـدأت تـشابك وتـشعـب (بيـنهـما) وعـقارب الساعـة تـدور و تـدور بسرعـة مذهـلة، فـلم تـفـطن بها إلا بعـد منـتصف (الـلـيل) نـاسـيـة و مـهملـة واجـباتهـا الـدراسيـة، وكـذا حـقـوق البطــن، و مـما زاد الأمـر نسيانا واللامـبالاة بالـزمن ومـا يـحـيـطه، حـينمـا بـادرتـه :

0-   هـل تـؤمـن بالـصداقـة بين طـرفـين؟

0-   ذلـك ارتـباطـا بـالـعـقـليــات والســلوك

0-   لا يـهـمـني الآخـريـن،بـل يـهـمـني رأيكومـوقـفـك أنــتفـهـل تـؤمـن بـها أم (لا) (؟؟؟)

0-   أومـن بـها، ولـكـن مـجـتمـعنا بتـخـلفـه وأمـراضه، يـعـيق ويـنـسـف هـا ته الـعلاقة، وخـاصة المـقـول السـائـد (كـلمـا كان رجـل وامـرأة فالشيـطان بيـنهـما) وهـلم مـن المـقـولات الـفارغة التي تـعطـل أية عـلاقـة إنسـانيـة (أو) مشــروع عـمـلي ("""""")

0-   أعـرفـه كـيـف يـفـكـر، بـتـفـكـيـر مـشـحـون بـأفـكارغـيره (الـذي) لـه مصالح في حـشوهـا (لكـن) نـحـن جـيل (غـوغـل) و(الفـايس بوك) و(التـويتر) و(يـاهـو) أمسـيـنا نـتجـاوز أفـكارهـم السخيفـة

0-   أكـيـد، ولـكـن لازالـت (تلك) العـقـليات تتـحكم في مـصيرنا، وتـوجـهاتـنا

0-   لايهـمنـي (؟؟؟) الأهـم أن نـحـقـق صداقـة، لـنتواصـل يـومـيا، نـتـذاكر يـوميا، ولا أريـد أن تـكون مـعـرفـتنا سـحابة عـابرة (بـل) أريـدهـا شـيئـا جـمـيلا ورائـعـابالمناسبة، في أي صـف الآن؟

0-   هــذه السـنة في الـصـف (....) وأتــابـع دراستـي بالثــانــوية (.....) وأنــــت (؟)

0-غـير مـمـكـن، لأنني أنـتمي لـنفـس الـمـؤسسة، فـكـيف لـي (لـم) أصادفـك أو ألـمحـك (؟؟؟؟)

0-   مـن طبيعي الـهـدوء والـعـزلـة، وكـثيرا مـا أميـل للتـأمل في البشـر، وهـذا الـعالم المليء بالشـرور والشـر، ولـمـاذا ينــتـصـر الـشر دائمـا (؟) ويـوهـمونـنا أن الـخـيـر ينـتـصر (؟؟؟؟؟)

0-   إنـها أهـداف مـن يـدعـمالأفـلام والمـسلسـلاتالمـهم (تـريد) أن تصـبح فـيـلسوف عـصـرك (؟)

0- واقـعـنا يـفـرض عـلينا أن نكـون فـلاسفـة أكــثر مـن فـلـسـفـته ()

0 - مـا عـلينا، فـما لـقـبك الـحـقــيقي (؟؟) وأيــن تــســكـن (؟؟؟)

0-هـل هـو اسـتـنطـاق (أم) حـب استـطـلاعيـا تـرى (؟؟؟؟)

0- بالـعـكـس صـداقـتنا التي طبـعنـاها (اليوم) تـفـرض أن أعـرف وتـعـرف عـني الشيء الكثير (")

0- آه، آه،، أسـكـن في حـي (....) ولــقـبي الـحـقـيــقي (....) وأبـي يشـتـغـل (ميـكانيكي) وأنــــت (؟؟؟)

0- غــير ممكـن بالـمرة، نـفـس اللقـب وتـلك مـهنـة والدي (""") هـل صـحـيـح مـا تـقـوله (؟)

0- لـم أتـعـود الـكـذب، ولـو بريئـا (""") ربـما هـي مصـادفة لـيس إلا () أو ربمـا أنت ابنـة عـمي؟

0- ليس لـدي عـم بالـمرة (ربمـا) أبي يـنـكر ذلـك، إن كانـت هـناك قـطيعـة مع إخـوته، ولـكـن (ألا) يـمكـن أن تـكون (أخـي) (؟)

0- كـيـف أيـتها البلـهاء، والـدتي ليست مطـلقة، ولا أنـت، وأبـي دومـا في مـنزلنـا، اللهـم بعض الأسفـار (أو) الـزيارات (أو) تـقـديم مسـاعـدة لـمـنأصيـبت سـيارته أو شـاحـنـته بعـطب ليـلا ("""")

0- مـا تـقـولـه (الآن) هـل هـو مصـادفــة (مـمكـن) ....(أيـوه) لـقـد تـذكرت....مـلامـحـك وعـيونـك البريئة، تشـبه تـمامـا مـلامـح أخـتي الـصـغـرى(يـاه) (ربـما) الشـبه مصـادفة (""") هـل بإمـكانك أن ترسلصورة (والـدك) بالبريد الإلـكــتروني (؟؟؟؟)

0- لــمـاذا هــذا الطـلب ("""") هــل هـناك أمــر(مــا) تشـكـيــن فـيه (؟) اهـديء سـأرسـلها فـورا (؟؟؟) فـتـحـت بـريدهـا بـلـهـفــة وتـرقـب مـثيـر() وإذا بـإشــعار الـرسالة يـصـل () برنـينـه الـمعـتاد، مـا إن اسـتـخـرجـت (الصـورة) مـن مـعـقـل المـراسلة (حتـى) صـرخـت صـرخـة (مـدوية) أدركـت  خـطأهـا، فــحـاولــتوضـع يـديها عـلى فـمـها، لـلجـمـه وإسـكـاتـه، ولكـن لـم تـســتـطع مـن كـثرة الـدهـشـة (حـتى) الـكـلمـات لـم تـطـاوعـها لـتـعـبـرلـه، بقـدر مـا ـللسـانها يردد (?) هــو.... هـــو......هــو....... هـــو...... هــو....... هـــو......

 

[email protected]

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1576 الاحد 14 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم