صحيفة المثقف

هرطقة عن الفساد والجراد

وفي قمقم الظلمة حبست الكلمة وكتمت الأنفاس وأستعبد الناس وفشي الإفلاس بعد أيام الحوسمة بين الناس فكثرت البطالة وزادت العطالة وطغت الجهالة فالناطق مفقود والساكت مفقود والناقد مفقود والجود من الموجود.

 ووقف التاريخ بسمعه يصيخ علهُ يسمع هاتفا بشارة بالفرج القريب من هارب حبيب أو من عجوز هرمة أرملة أو طفلة مهجرة ميتمة، لكنه لم يدرك الصباح والبشارة بسبب التفجير والنباح، فالكل تنبح بعضها والكل تنهش بعضها وبعضها تقتات لحم بعضها. ما بالها وما الذي حل بها بؤسا لها  تعسا لها؟

وانسابت الدموع من والهٍ موجوع، فما يدور سادتي في بلد القبور ليس ككل ملحمة مدينة مهشمة وطرقات مظلمة وكتل من البشر لا كالبشر تأكل لحم بعضها تجتر كالخراف، وجثث مفحمة وما يفوق ذلك الكثير في البرد والهجير لكنني أخاف . أخاف أن أبوح بالحقيقة أو أشرح الطريقة فأتهم بأنني عميل.

 وإن نطقت سادتي من يلتفت من ينتبه من يسمع الحقيقة وعند كل ناصية أصوات أبواق تتاجر بالعراق وبالوفاق وبالعرايا والسبايا والصبايا والوصايا والقضايا والضمائر والمشارب والمذاهب والمسارب، وهمهمة وفتن منمنمة صنعها الفجار من أهل الدار بمعونة ودولارات النفط من دول الجوار

 والكل لها أوكار يحرسها المارينز في الليل والنهار، يا حافظ يا ستار!

 أهذا هو النهار؟ أهو مخاض الانتظار؟ مذ أربعين عام ونحن نرنو للسعادة للأمن والنظام والوئام والسلام والعيش الرغيد في بلد الرشيد؟

جُدنا بكل عمرنا ، وأوجع الجلاد حتى رمشنا والندبات والجروح لم تفارق جسمنا كي نصنع التغيير ونضع التفسير للماضي والآت لنصنع الحياة ونحقق الأمنيات وينتهي عصر المذلة والتمايز والتفاضل والسبات لكنهم جاءوا من اللاشيء واللامكان وأصبحوا الرموز والعنوان تحيطهم حماية وحصانة ووصاية بموجب المراصصة والانتماء والمحاصصة ومسكوا الزمام  وساروا إلى الأمام، داسوا على جراحنا بأمر السيد الفساد. فليرحم الله الجراد !!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1089  الخميس 25/06/2009)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم