صحيفة المثقف

سعد صالح جريو الزعيم العراقي النموذج بين الإجحاف والإنصاف (2)

فلقد بدا شبح الهموم على الدجى  حلكا ركاما قام فوق ركام

يوحي الى نفس الكئيب كآبة  خرساء تخلع مهجة الضرغام

متوسطاً شبحين ذاك لمحنة الـ   وطن الأسير وذا لفرط سقام

فلعلتي شبح رهيب كالردى      ولموطني شبح جريح دام

إني إخال العمر فصل رواية      حبكت وقائعها يد الاحلام

فروايتي وصلت لآخر مشهد     وبدايتي اكتملت بفصل ختامي

...  

 

سعد صالحا والعمل الوطني ----------------------

مبكرا زج سعد صالح نفسه في العمل الوطني ويروي الصديق الاستاذ كامل سلمان الجبوري في تمهيده لمذكرات الكابتن مان مايفيد ان هناك ( مذكرات سعد صالح جريو ) ومثل هذه المعلومة تمثل لكتابتنا مرجعية بالغة القيمة ! ومن خلال عدد من المذكرات وبخاصة مذكرات السيد حسين كمال الدين ومذكرات السيد سعيد كمال الدين يصل القاريء الى ان جريدة العرب بعددها الصادر 16 تشرين الثاني 1918 نص بلاغ الحلفاء الذي اعلن في باريس ونيويورك ولندن والقاهرة في الثامن من تشرين الثاني فتلاقفته ايادي الشبيبة في كل اصقاع العراق وكان ان اطلعت شبيبة النجف على البلاغ المجحف وفي الصميم السيد سعد صالح جريو والسيد سعيد كمال الدين والشاعر احمد الصافي النجفي وهرعوا الى منخفض ارضي قرب السكة الحديدية ليتشاوروا وزيتدارسوا كيفية افشال مخطط الحلفاء فاتفق الراي على افشال جريمة الانتخابات تحت خيمة المحتل واتفق الراي على ان تكون الدعوة لحكومة عربية ملكية نيابية ديموقراطية فنهدوا الى ترويج افكارهم بين الاوساط الفراتية ! وقد استطاعت مجموعة سعد صالح جريو كسب كل من الشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ عبد الكريم الجزائري والسيد محمد رضا الصافي والسيد علوان الياسري والشيخ محمد باقر الشبيبي والسيد عبد الرضا الشيخ راضي والسيد كاطع العوادي والشيخ شعلان الجبر والسيد نور الياسري والسيد محسن ابو طبيخ والشيخ عبد الواحد ال سكر والشيخ علوان الحاج سعدون والشيخ غثيث الحرجان والشيخ شعلان ابو الجون وذلك يعني ان مجموعة سعد صالح من الشباب النجفي هيات السبيل اللاحب لثورة العشرين ! . يقول الاستاذ احمد الناجي في موقع الحوار المتمدن حول تأسيس الحزب الوطني النجفي في 3 تموز 1918، فقد تبنى الحزب نشر الأفكار الوطنية، وأعضاؤه المؤسسون هم الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد رضا الشبيبي والسيد سعيد كمال الدين والسيد محمد رضا الصافي والشيخ محمد باقر الشبيبي والسيد حسين كمال الدين والشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ علي الشرقي والسيد سعد صالح جريو والسيد احمد الصافي والسيد محمد علي كمال الدين. وقد انضم اليه جمع كبير ومن طبقات مختلفة وكانوا يتلقون توجيهاتهم من الطبقة الروحية العليا وهم الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي والشيخ مهدي الملا كاظم الخراساني، وكان للحزب الوطني النجفي علاقات واسعة مع البعض من رؤساء العشائر وشيوخها وأبناء المدن والحواضر القريبة، فقد كان له معتمدون في مدينة الحلة وناحية الكفل.

لقد نعم العراق لاول مرة في تاريخه وربتما لآخر مرة ! نعم حقا بوزير داخلية استثنائي عمل المعجزات في وقت قياسي من اجل ترسيخ الخطى الديموقراطية وهذا الوزير لايمكن ان يكون سوى سعد صالح جريو الذي صار وزيراً للداخلية عام 1946. وفي عهده أُجيزت عدة احزاب وطنية، منها حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي. ولكن سعدا صالح جريو استقال من وزارته بعد ثلاثة اشهر فقط  ! ان سعد صالح وزير الداخلية بكل ثقلها في حكومة توفيق السويدي لم يلبث سوى ثلاثة اشهر فتمكن في تسعين يوما لاغير ان يطلق حرية الصحافة ويرفع القيود على تحركات رجال الاعلام كما الغى الاحكام العرفية وحالة الطواريء والقوانين الموقوتة والمراسيم الاستثنائية ! وشرع قانون الانتخابات الجديد ووقع على اجازة فتح الاحزاب الوطنية كما اطلق وزير الداخلية سعد جريو سراح المعتقلين السياسيين  من كل الاتجاهات الوطنية والقومية والاممية ! بعبارة منصفة ان سعد صالح خلال تسنمه لحقيبة وزارة الداخلية لثلاثة اشهر استطاع بكفاءة عالية شهد لها الغريم قبل الصديق من طلس آثار الحرب وعقابيلها ! فهو اذن نموذج مضيء للوزير الوطني ! استقال سعد صالح من الوزارة غير آسف عليها واسهم في تأسيس حزب الاحرار! ومارس منذ عام ( 1930 ـ 1935 ) المعارضة الوطنية في البرلمان العراقي حين انتُخِب عضواً فيه تلك الاعوام. وكشفت وثائق مجلس النواب في المكتبة الوطنية العراقية قوةَ دفاعه عن مصالح الشعب وحضارة خطابه العراقي وكونه جريئاً قوياً في نبراته الهادفة. ولقد سعا بوعيه الثقافي الملتزم بأهداف الأمة الى تكوين شعب واع تقوده حكومة تكنوقراط متواضعة مع شعبها متشددة مع الطامعين بها، سعد صالح جريو عراقي طيب القلب، ذكي الفطرة شهم ذو جاذبية بين اصدقائه شريف في مقاصده السياسية. وكان صبره السياسي الاعتقادي من أهم العناصر التي تجلّت في سلوكه الوظيفي طوال حياته، فعاش كريم النفس، أليفاً في مجتمعه الخاص والعام.. وبقي اسمه بل ما زال اسمه يعيش خالداً في الذاكرة العراقية.لكن ثمة من يغمط حق هذا الزعيم العراقي الثائر ! فقد قرأت مثلا مذكراتي للمرحوم توفيق السويدي ص 417 فصل وزارتي الثانية ( لقد توخيت في توليف وزارتي الثانية التي شهدت حفلة الاستيزار في 23 شباط 1946 بحضور الشريف حسين بن ناصر وكيل رئيس الديوان الملكي ان اختار للتعاون معي فيها كوزراء بعض الوجوه الجديدة والعناصر القوية النظيفة المشهود لها بالكفاءة والوطنية والنزاهة والسمعة الحسنة التي تجعلها في نظر الشعب شخصيات مقبولة ومحبوبة .. وهكذا فقد الفت وزارتي على الشكل التالي : توفيق السويدي رئيسا للوزارة ووزيرا للخارجية ثم سعد صالح جريو وزيرا للداخلية وعبد الوهاب محمود وزيرا للمالية ....... الخ . وفي ص 446 ثمة مبحث عنوانه ارشد العمري يتحدث عن جدال صاخب حدث بين ارشد العمري ووزير الداخلية سعد صالح جعل العمري مضطرا للتخندق ضد وزارة السويدي ( ارشد العمري كان يسعى الى توليف وزارة برياسته قبلي وحين فشل ساعدني على توليف وزارتي ظنا منه انها ستكون وزارة اصدقاء له الا ان بعض الخشونة التي صادفها من وزير الداخلية سعد صالح جعلت منه رجلا غاضبا صاخبا فوحد مساعيه مع مساعي الآخرين الذين هاجمهم السيد سعد صالح بكل قسوة فارادوا ان ينتقموا منه بهجومهم على وزارتي .. )

السويدي يسمي وطنية جريو وجرأته في القول خشونة وقسوة فهو يقيس بملعقة السياسة وسعد صالح يقيس بملعقة الوطنية ! ولسوف يجد القاريء الكريم ان الخشونة والقسوة ينسبهما رئيس الوزراء السويدي الى سعد صالح ومنجزات اجازة الاحزاب الوطنية وقانون الصحافة العظيم وقانون الانتخابات المتطور واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين واشاعة مناخ من الحرية الاجتماعية غير مسبيوق وهي من منجزات سعد صالح وزير الداخلية فان السويدي يغمط حق جريو وينسبها لنفسه فكان الله في عونك ايها الوطني الغيور سعد صالح قارن قوله للمثال ص 453 مبحث قانون الانتخابات ( إن قانون الانتخابات الجديد الذي وضعت اسسه لجنة خاصة كنت اراسها كان قد اوجد تبدلا اساسيا في الطرق المستعملة فجعلها قريبة للديموقراطية كما انه اوجد ضمانات هامة تصون الشعب من تلاعب الحكومة وتاثيرها فيها ! فحين كان وزيرا للداخلية ناصبه الصحفي يحيى قاسم رئيس تحرير جريدة الشعب عداوة ثقيلة فهو يشتم سعدا مرة ويتهمه اخرى ويعرض به ثالثة وقد تواصل التهجم والتجريح شهرين دون ان يكف فرفع سعد صالح سماعة الهاتف وخابر رئيس تحرير جريدة الشعب وخلال الحديث الهاديء قال سعد :والله يااستاذ يحيى قاسم الى ان تموت لاسمح الله فلن اكسبك شرف اغلاق جريدتك

 

يأنس للنكتة رغم مكابداته -----------------------------

يامن رأى زعيما عراقيا وطنيا كمثل سعد صالح ! متواضعا ومترفعا معا ! حزينا ومشرقا في الآن ذاته ! كئيبا محبا للنكتة واحيانا يبتدعها!

هذه واحدة من ظرفه فحين اخبر الخدم سعد صالح ان شرطيا من الشعبة السرية الخاصة يحوم حول بيته متفرسا بوجه الداخل والخارج متجسسا متحسسا ! فقال للخدم امسكوا الجاسوس وادخلوه الى سرداب البيت وشدوا الحبل حول قدميه واضربوه بفلقة العصا فكان سعد يفلق الجاسوس بنفسه ويغمز للخدم فيصرخون حسب الاتفاق صلوات على محمد وال محمد ! ثم اطلق سراح الشرطي السري فما عاد احد قادرا على مراقبته بعدها !

والثانية !! استأذنت شركة الدخان الوطنية سعد صالح كي تضع صورته على علبة السجاير وحين زاره السيد جواد الحيدري وهو ضعيف البصر فقال حين قدم سعد بنفسه علبة سجاير نصر : هؤلاء ذوق سز يعني مالقوا غير هذا الوجه المنحوس ! فداعبه سعد وقال له بالعكس الصورة جميلة فصرخ الحيدري كل من قال لك ان هذا ( البجم ) ينفع لاتصدق فضحك الجميع وسهر الحيدري ومضى الى بيته وهو لايدري انها صورة صديقه سعد صالح .

والثالثة حين كان متصرفا للواء المنتفك وبينما كان يهم بدخول المبنى استوقفه قروي وقال له افندي وين المتصرفية ؟ فقال له سعد واشار بيده هذه هي ! فقال له القروي تعرف المتصرف ؟ فاجابه سعد نعم وهو صديقي فقال له القروي هل تستطيع ادخالي عليه ؟ فقال له سعد انه لايقابل احدا مالم يدفع الرشوة له ! فقال القروي ليس عندي سوى دينار فهل هذا يكفي ؟ فقال سعد ان هذا المبلغ لايرضي الفراش فكيف المتصرف فغضب القروي وقال : الله ايصخم وجهه واخذا يشتم المتصرف بأقذع الشتائم فامسك سعد بيد القروي وتابع معاملته بنفسه مع الموظفين وحين علم القروي انه تورط مع المتصرف خجل واعتذر فقال كل الشتايم سهلة بس صخام الوجه صعب عليَّ !

والرابعة قال لصديقه السيد حسين كمال الدين وكان مصرا على تسمية اولاده وبناته باسماء تنتهي بألف وميم مثل سهام عصام وئام وهمام وسلام فقال له سعد كل ما اخشاه هو نفاد هذه القافية فتضطر الى اسماء مثل صخام ولطام !

وكان سعد يضحك بكل جوارحه للنكتة الجميلة ويردد كلمة دون غيرها وهي (جابها) اي استطاع حبك النكتة بحيث ضحكنا حقا !

والخامسة فالسادسة مثلا كان سعد يحفظ ارجوزة الاصمعي ابو سعيد عبد الملك بن قريب ت 216 هــ

صوت صفير البلبل  هيج قلب الثمل

وبخاصة الابيات ذوات الحروف المتنافرة المخارج من مثل

والكل كع كع كعكع  جنبي ومن حويللي

وقد عارضها معارضة مناسبة رددتها مجالس السمر النجفية .

كما انه يحفظ مجرشة الملا عبود الكرخي ( ساعة واكسر المجرشة وانعل ابو التجرش بعد / حظي ياهل وادم نزل والفاينة حظها صعد ) وعارضها معارضة جميلة ! والسابعة والثامنة ! مرة دار الحديث في مجلسه مع الدكتور احمد الجلبي حول صناعة الحمامات البيتية وكانت مكلفة ونادرة عصرئذ ص 200 خاجي

 

نبوءة سعد صالح بمغادرته الحياة  --------------------------

الأرواح الطيبة الطاهرة ترسل اشارات الى حسية الجسد يستنتج منها صاحبها دنو الموت منه او دبيب الخذر الذيذ في مفاصله ! وسيصدق هذا القول على سعد الطاهر ذلك العراقي الذي مرغ انف السياسة بالتراب دون ان تنال منه مقدار خرم الابرة ! فما ان تسلم جسده رسائل الروح بقريب ميقات الرحيل حتى فازدادت رقته وتجلت مروءته فوق ماهي عليه كان يجمع عائله بين ذراعيه الزوجة الصالحة والاطفال الصابرين وكأنه يريد ان يحول عبارة في نفسه الى فعل !! يريد كأنه يقول لهم سامحيني يا عائلتي فكنت مدعاة لقلقكم علي حيا ! وسأكون مدعاة لعذابات معتقة ميتا ! وساعة استشعر ان ملك الموت قاب ساعتين او ادنى من جسده المبهظ استيقظ منتصف الليل وهو يتنفس بصعوبة وبالكاد يحرك اصابع يده ! وقد سأله المضمد الراقد معه في البيت : سيدي هل اجلب لك الطبيب ؟؟ فابتسم سعد وهو يغالب الألم : لاعليك ياسيد دلول فقد جف الحبر ورفعت الالواح ! وحين بكا المضمد الخفر على صحته ! نظر اليه سعد بحنان كبير لكنه قال له معاتبا : هل كان ذلك البكاء ضروريا في حضرة رجل مشرف على الموت ؟!! كان سعد يحن الى اصدقائه لكي يلقي كل منهما على صاحبه النظرة الأخيرة !! هكذا هكذا يكون القول في رحيل سعد صالح لييسر دخولنا البانوراما السعدية وهناك سنرى اصدقاء سعد صالح الذين اصطفاهم لنفسه دون كل الناس ! صفوة اصدقائه حزبيون ومستقلون مسلمون وكتابيون ! مثل كامل الجادرجي والاب انستاس ماري الكرملي وعلي ممتاز الدفتري وعبد الوهاب محمود وطبيب الاسنان الدكتور عاصم الحيالي والدكتور مهدي الصندوق والدكتور احمد الجلبي وسلمان البراك الحلي والسيد مرزة القزويني وعلي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي وقائمة اصدقائه طويلة جددا ! ويهمنا ما يتصل بالايام الاخيرة من حياة سعد صالح الحافلة فحين زار السيد ميرزا القزويني بيت سعد صالح قادما من الحلة وكانت في ذات ظهيرة من شهر آب اللهاب الذي يذيب المسمار في الباب ! قال له الخدم ان السيد سعد نائم في السرداب ضمن قيلولة الظهيرة وانهم على استعداد لايقاظه بناء على وصيته حين يزوره شخص مهم او قادم من مدينة بعيدة لكن السيد القزويني ابى ان يوقظ سعد وقال لهم ابلغوه سلامي فانا جئت لتشييع جثمان سلمان البراك وحين صحا سعد من القيلولة واخبر بان السيد القزويني قدم لتشييع الصديق المشترك سلمان البراك فقال سعد صالح : ان الصحيح ان السيد ميرزا القزويني جاء للنجف من الحلة لكي يشيع جنازتين فبكى من كان حوله فقد قصد بالجنازة الثانية نفسه ! وذات مرة استيقظ على خلفية حلم كابوسي يسميه النجفيون الجيثوم وهو ان يشعر الحالم انع غير قادر على الحركة بله التنفس ! فقرأ آية الكرسي بعدها طلب احضار اخيخ السيد طلب صالح جريو وابن عمه السيد حسين جريو وكانا يقطنان النجف بمبعدة عن بيته ومحلته فحضرا على الفور مع اذان الفجر فصلى سعد واخيه وابن عمه ! وبعدها اخبرهما بهدوء كامل انه ارسل في طلبهما لكي يكتبا وصيته ! وحين ندت الدموع في اعينهما ابتسم سعد متجلدا وهو يردد لطرفة بن العبد :

أرى الموتَ يعتامُ الكرامَ ويصطفي  عقيلةَ مالِ الفاحش المتشدد

ارى الدهرَ كنزاً ناقصاً كلَّ ليلةٍ  وما تُنْقِصُ الأيام ُ والدهرُ ينفد

لعمرك ان العيش ما اخطأ الفتى  لكالطول المرخى وثنياه باليد

ولكن سعدا لم يمت في تلك الليلة بل مات بعدها بثمان واربعين ساعة

ويذكر المؤرخ ورائد القصة الاستاذ جعفر الخليلي حكاية طريفة ولكنها ذات مغزى يلتقطه اللبيب ! فقد كتب الطبيب دواء له لايوجد في العراق ولا في اي بلد سوى امريكا فهذا الدواء المكتشف حديثا قادر على بناء ما تهدم من الاعصاب وما كان يضمر من عضلات وكتب الى امريكا وكان سعد ملهوفا لوصول الدواء لكن انتظاره قد طال ويأسه قد عرض ( وقد وصل الدواء المجرب الذي انحصرت المعالجة به لقد وصل الدواء في اليوم الذي فارق فيه سعد صالح الحياة !! ) فيا لسخرية الأزمنة من الأمكنة !!.

سعد صالح بريشة د. عبد الحسين شعبان

 

ملحق ---------------------------------------

حبيبي الدكتور عبدالاله الصائغ المحترم

تحية حارة وشكرا جزيلاً

وارفق اليكم المقدمة الأولية للكتاب مع المحتويات، كما انني

 سوف أضيف فصلاً جديداً تحت عنوان

: سعد صالح ومجايليه: الفرصة الصادقة

* سعد صالح والجواهري

*سعد صالح والجادرجي

* سعد صالح وعبد الكريم الازري

* سعد صالح وجعفر الخليلي

* سعد صالح وصالح جبر

 مع أطيب الاماني

عبد الحسين شعبان 4-5-09

 

عبد الحسين شعبان

سعــد صالـح الفرصـــة الضائعـــة

بيروت 2009

المحتويات

      تمهيد

      الفصل الأول    –        النجف والفرصة الواعدة

      جامعة النجف

      الدولة العراقية والمؤسسة الدينية

      الفصل الثاني    -        العراق والفرصة الحالمة

      ذاكرة المستقبل

      إرهاصات الاصلاح الأولى

      الفصل الثالث   -        الفرصة الوطنية- " أهْلَكْ وَطَنكْ "

      العراقية الحميمة

      السجايا الانسانية

      الفصل الرابع   -        البلاغة والفرصة الحاشرة

      الفرادة والوسطية

      الثقة بالشعب

      الفصل الخامس-                   سعد صالح: الفرصة الشعرية

      قصيدته الكلاسيكية ونزعته التجديدية

      قراءة في قصيدة الأشباح

      الفصل السادس-          الفرصة الشخصية " السسيولوجية"

      قراءة في السيماء الشخصي

      قراءة في المرحلة التاريخية

      الفصل السابع -                    المواطنة والفرصة الضائعة

      استعادات تاريخية

      المواطنة والهوية

      خلفيات فكرية

      خاتمة

      المصادر والهوامش

تمهيد

لا يشكّل الفهم التاريخي لوحده للعمل الفكري والمسيرة الثقافية لأعلام بارزين، مرجعاً كافياً لاستيعاب التطور الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لحقبة تاريخية كاملة ولشخصيات مؤثرة فيها، سواءً في قراءته للأحداث وتراتبها وتعاقبها أو في أسسه ومنطلقاته الاساسية بحصر الظاهرة دون رؤية لجوانبها المتنوعة والمختلفة، وذلك لأن المنهج التاريخاني يبقى منهجاً انطباعياً قائما على قراءة التاريخ بخط واحد أو بحلقات متصلة، كسلسلة مستقيمة تعتمد على فهم ما هو سائد للأحداث والوقائع، الاّ إذا جرى ربطه بالأوضاع الاجتماعية السائدة بكل تنوّعها وأطيافها، وبدلالات تأثيراتها وانعكاساتها.

ومن هنا فإن بعض جوانب القصور والنقص قد تعتور هذه القراءة، وإنْ كانت في الوقت نفسه تتضمن جوانب صحيحة، لا يمكن الاستغناء عنها أحياناً، في إطار المنهج الوضعي النقدي الجدلي المطلوب في معرفة التاريخ والسيرة الفكرية والثقافية والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة، وهذا الأمر يحتاج الى دراسة الظواهر الاجتماعية وسير تطور الأحداث التاريخية، لا وفقاً لتراتبيات متوازية وتسلسلات منطقية لمراحلها حسب، بل أيضاً في ضوء الانقطاعات التاريخية والمنعرجات المحتدمة والتحولات الجزئية والتكوينات الصغيرة، والاسهامات الفردية والمحاولات الشخصية، والبدايات الاجتهادية، والخطوات الشجاعة، رغم ان هذه لا تشكّل هي الاخرى قاعدة كافية يمكن الركون اليها، لكنها تُسهم في إظهار عمل التاريخ في المؤسسات والافراد، والعكس صحيح أيضاً، بابراز دور الافراد والمؤسسات على محدوديتها أحياناً في حركة التاريخ، ولكن تراكمها وتفاعلها مع الكل العام، هو الذي يعطيها هذا الدور المتميز.

هكذا يبدو التداخل بين الفردانية والمجتمعية أو الفرد الجمعي، في إطار الصراع السياسي والاجتماعي ودور الفرد في التاريخ من خلال المنهج الجدلي للوضعية النقدية لمسيرة مثقف ومفكر وإداري وسياسي من موقع السلطة ومن موقع المعارضة. وقد اجتمعت في الرجل عدد من الصفات، ولا يمكن للباحث ان يرجّح احداها على الاخرى، فجاء بامتياز هذا الجامع الكبير رجل الدولة من الطراز الأول، موظفاً ادارياً يراكم الخبرة، متصرفاً (محافظاً) مبادراً، وسياسياً صاحب قرار، ووزيراً مجدّداً، وفي الوقت نفسه معارضاً لا يلين، بالنقد والكلمة والموقف، في الصحافة والبرلمان ولغة الاحتجاج أيضاً. ولعل شفيعه عندما يكون في موقف الناقد والمعارض لا ينسى موقعه كرجل دولة، وعندما يكون في موقف المسؤول والسلطة، لا يتخلّى عن موقعه كمعارض وناقد واصلاحي طامح للتغيير.

نحن إزاء رجل اسمه سعد صالح جمع في شخصه وسلوكه ودوره الادبي والثقافي، مجموعة من الشخصيات المؤتلفة والمختلفة، وتلك احدى سماته الاستثنائية، وهو ما يختلف به عن الكثير من مجايليه، فقد يكون أحدهم مثقفاً بامتياز، ولكن لا علاقة له بعلم الادارة او الاقتصاد، وقد يكون الآخر سياسياً محنّكاً ولامعاً، لكن ثقافته محدودة وعلمه قليل وقد يكون قد درس التراث والتاريخ والأدب، لكنه لم يطلع على المدارس الفكرية والثقافية الحديثة، لكن سعد صالح جمع هذه الشمائل كلها في شخصه مع قوة شخصية واصرار ومنهج نقدي تقدمي، وهو ما حاول تطبيقه في سلوكه اليومي، ومن أصغر القضايا حتى أرقاها، ومن أبسطها حتى أعقدها، ومن أسهلها حتى أصعبها، حيث كان يملك خزيناً ابداعياً وطاقة حيوية نادرة ورؤية سياسية ثاقبة وموقفاً اجتماعياً متقدماً ولساناً ذرباً، لم يكن يضاهيه خطيب في البرلمان، وفوق كل ذلك امتاز بتفوق اداري ووظيفي اعترف به أعداؤه أو خصومه قبل أصدقائه أو مريديه.

لقد عبّر سعد صالح من خلال عمله الوظيفي والاداري أو خطاباته ومواقفه في البرلمان أو في دوره الثقافي والفكري عمّا يؤمن به، وسعى لوضعه موضع التطبيق، في اشاعة الحريات وإجازة الاحزاب في الوزارة التي شارك فيها، ولم تدم أكثر من 100 يوماً، أو في رئاسته لحزب الأحرار الوسطي، الذي خرج من معطف الحكومة والقوى المتنفذة فيها، ليصبح بعد رئاسة سعد صالح، جزءًا من التيار الليبرالي التحرري المستقل، لاسيما بعد إبعاد توفيق السويدي عن قيادته حيث كان يريده فناءً خلفياً لتأييد السياسة البريطانية.

في ظل المنهج الجدلي، يمكن القول ان ساحة الثقافة والادب، خسرت سعد صالح، أديباً واعداً وشاعراً رقيقاً، وهو ما عبّر عنه الجواهري الكبير في حواراته مع الكاتب المنشورة في كتابنا " الجواهري – جدل الشعر والحياة"، حيث ورد ذكر سعد صالح أكثر من 3 مرات، كما وردت إشارات الى سعد صالح في مذكراته (جزءان)، فضلاً عن حديث خاص مع الكاتب لم ينشر حتى الآن!

امتازت لغة سعد صالح الادبية مثل قصيدته العمودية بالعذوبة والعمق، وصوره بالجمال والشفافية، وكان أميل الى الجديد ليس على صعيد الأدب حسب، بل على صعيد الفكر والممارسة، خصوصاً في القضايا الاجتماعية، حيث كان داعياً لحقوق المرأة ورافضاً تكبيلها بالقيود والعادات الاجتماعية العتيقة، مبتدئاً من أهل بيته في معركة السفور ضد الحجاب، كما سيأتي ذكره بشهادات لاحقاً من كريمتيه الاستاذتين سلمى ونوار ونجله المحامي لؤي سعد صالح.

ان التوقف عند دراسة المرحلة التاريخية تقتضي دراسة فكر بعض أعلامها لأنه يشكل معيناً في فهمها، وذلك بمعاينة الاتجاهات الفكرية التي تمتد حضوراً في أوساط الشبيبة المتطلعة الى المستقبل من جهة وفي أوساط الناس وحركة التاريخ من جهة أخرى.

لقد شهد العراق وعياً وطنياً وقومياً في أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، خصوصاً بانبثاق حركة المشروطة في ايران العام 1906 وصراعها مع المستبدّة وانعكاس ذلك على السجالات والصراعات الفكرية والثقافية في العراق، لاسيما في المجتمع النجفي الذي انقسم بين مؤيد لحكومة مقيّدة بدستور "المشروطة" وبين حكومة "مطلقة" بحجة أو زعم " المستبد العادل"، وإضافة الى ذلك كان الصراع الدائر في الدولة العثمانية والدعوة للاصلاح والتغيير قائماً، لاسيما في ظل ارهاصات عربية استقلالية وتحررية، خصوصاً عشية وبُعيد صدور دستور العام 1908 وما تبعه من حركة كمال اتاتورك، وكان هو الآخر قد ترك تأثيراته الكبيرة على الحركة الفكرية والسياسية، في الدولة العثمانية وفي العراق بشكل عام والمجتمع النجفي بشكل خاص، لاسيما وأن بوادر انحلال الدولة العثمانية و"الجامعة" الاسلامية بدأت تزداد وتتسع فسحة أطرافها للانعتاق والاستقلال.

وقد اتّجه الفكر في ثلاث مدارس أساسية، الأولى: مدرسة التجديد والتحديث، لاسيما بعد الاطلاع على كشوفات الثقافة الحديثة وما أفرزته، واتّسمت هذه المدرسة التنويرية بالدعوة الى الاصلاح، مع الاخذ بنظر الاعتبار حضارتنا العربية- الاسلامية، لاسيما حركة التنوير والاصلاح ممثلة بجمال الدين الافغاني ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوي وعبد الرحمن الكواكبي ورشيد رضا مروراً بشبلي شميل وفرح انطوان وصولاً الى سلامة موسى وعلي عبد الرازق، وكان سعد صالح أقرب الى هذه المدرسة.

والثانية: المدرسة التغريبية، وهي مدرسة دعت الى "التجديد"، لكنها كانت أقرب الى التغريب أو محاكاة كل ما هو غربي خصوصاً بموقفها السلبي من التراث والتاريخ العربي، وهذه المدرسة اقتدت بالجملة والمفرد كما يقال وبالتفاصيل بكل ما هو غربي، في حين تمسكت الأولى بالتجديد مع الحفاظ على الهوية وتعزيزها بالفكر الاصلاحي، من خلال الحداثة والاصالة والمعاصرة والتراث.

اما المدرسة الثالثة: فهي المدرسة المحافظة، التي ظلّت بحجة الحفاظ على التقاليد والدين منكفئة على نفسها وترفض أي تغيير أو تقدم، لدرجة تعتبر ان كل ذلك خروجاً على التقاليد والقيم ومؤامرة على الدين، باعتبار كل جديد بدعة وضلال وكل بدعة وضلال كفر وحرام.

وكان سعد صالح من المدرسة الاولى الحديثة الانفتاحية مع الحفاظ على الهوية، لاسيما في الموقف من الاستعمار وخططه واهدافه وفي الموقف من فلسطين، فضلاً عن بناء دولة عصرية أساسها حكم القانون والمساواة والحرية والعدل.

وكانت المدرسة الثانية هي اقرب الى الحركة التركية التي نشأت عشية انحلال الدولة العثمانية، ونعني بها " جمعية الاتحاد والترقي"، لكن هذه المدرسة رغم تأثر بعض العرب بها، الاّ انها اصطدمت مع الطموحات القومية العربية، التي كان سعد صالح أحد روادها الاوائل، خصوصاً وقد اشترك في ثورة العشرين ضد الانكليز وساهم بحماسة ونشاط في عدد من الجمعيات السرية ضدهم منذ ثورة النجف العام 1918، وتعرّض للملاحقة والنفي وترك الدراسة، حيث اضطر الى مغادرة العراق الى الكويت، والمكوث فيها بضعة شهور، ثم عاد لاكمال دراسته حيث تخرج من دار المعلمين، ثم من "مدرسة " كلية الحقوق في بغداد.

ورغم ان الوعي العروبي تمثل آنذاك بعدد من الرواد، الاّ ان الوعي الديني كان ميالاً وظهيراً للوعي العروبي، وقد اتّسم هذا التوجه برابطة الدين للابقاء على السلطة العثمانية، بدلاً من الاستقلال، في حين ان وعياً قومياً عروبياً نشأ متأثراً الى حدود معينة في أوروبا، لكنه في الوقت نفسه كان جزءًا من شعور استقلالي غريزي وفطري بالانتماء وبالشعور بالهوية الجامعة. وقد كان سعد صالح معتمراً القبعتين كما يُقال فقد درس في مطلع شبابه في الحوزة العلمية النجفية، ثم اطلع على الثقافة الحديثة مزاوجاً ايّاها بثقافته الدينية والفقهية، لاسيما برافد حقوقي وقانوني، مثلما تلقّحت بذرته وسنديانته الأدبية والثقافية، بالسياسة وعلم الادارة، اللذان تميّز بهما في إطار مخزونه الأدبي والثقافي، مثلما هو مخزونه الديني والفقهي، حيث كان عامل رفد له في إطار تطلعه العصري الحديث ورؤيته التقدمية للثقافة.

ان المراجعة الفكرية للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مطلع القرن العشرين تستهدف استجلاء الدور الذي قام به عدد من العروبيين في تراكم الوعي الثقافي والنزعات الاستقلالية، وبالتالي التوصل الى دور سعد صالح وما قدّمه وما بذله فيما اوكل اليه من مهمات أو ما بادر هو شخصياً اليها، ولعل ذلك أحد الأهداف الاساسية لتأليف هذا الكتاب، ولتسليط الضوء حول شخصية ريادية متميّزة، ودورها التنويري على الصُعد الفكرية والسياسية.

ينتسب سعد صالح جريو الى السادة آل جريء بن القاسم، حيث يستمر نسبه ليتصل بجدهم الأعلى عبيد الله الاعرج بن الحسن الأصغر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين بن علي، وهم علويون حسينيون، وقد نشأ في إطار الضمير النجفي الثائر، للأسرة والمجتمع والمدنية، حيث استلهم من عائلته دفاعه عن الهوية في الحروب الوطنية عن المدنية ضد الهجمات عليها، كما عاش ثورة النجف ضد الهجمات عليها، كما عاش ثورة النجف ضد العثمانيين العام 1915 ةشهد وشارك في الثورة على الانكليز العام 1918 التي لمع فيها " علي جريو"، كما ساهم هو مع عائلته في ثورة العشرين، لإضافة الى نقله الرسائل الى بغداد واعتباره إحدى حلقات الوصل، كما ساهمت عائلته في لعب دور الحارس لثغور النجف حيث كان الصدر قد قال له " كن خليتنا السرية أما جعفر أبو التمن فقال لسعد صالح أنت عمادنا في الشباب، كما يذكر المؤرخ حميد المطبعي.

تخرج سعد صالح جريو من المدرسة النجفية لا من سوح نصالها بل من منابرها الثقافية وحلقاتها الأدبية ومحافلها الشعرية، وكان جيله يتمثل في عدد من الأدباء بينهم محمد سعيد الحبوبي وجواد الشبلي وعلي الشرقي ومحمد رضا الشيبي ومحمد باقر الشيبي وأحمد الصافي النجفي ومحمد مهدي الجواهري ومحمد رضا الصافي وحسين كمال الدين ومحمد علي الدمشقي وعباس الخليلي وصالح الجعفري وآخرين.

قسمت الكتاب الى سبعة فصول، فبحثت في الفصل الأول: النجف والفرصة الواعدة بعرض البيئة الثقافية والفكرية والسياسية والدينية التي نشأ فيها سعد صالح، أما في الفصل الثاني فقد انتقلت وانا أتحدث عن سعد صالح من النجف الى العراق من خلال فرصة حالمة وذلك بدخوله المعترك الوطني والاجتماعي والاداري، سواءً بتسجيله ذاكرة المستقبل او من خلال ارهاصاته الاولى للاصلاح الذي ينشده، وكان الفصل الثالث بعنوان: الفرصة الوطنية " أهلك وطنك" وتناول العراقية الحميمة والسجايا الانسانية الشخصية لسعد صالح. وكرسنا الفصل الفصل الرابع لدوره الادبي وهو بعنوان " البلاغة- الفرصة الحائرة " تناولنا فيه اسلوبه المتميز وفرادته ووسطيته في ظل عواصف التطرف والاحتدام، كما بحثنا في مبلغ ثقته بالشعب من خلال الممارسة وخصصنا الفصل الخامس لشعر سعد صالح تناولنا فيه اسلوبه الشعري وصوره الجمالية، وتوقفنا لنلقي ضوءًا حول قصيدته الشهيرة الاشباح ووسم الفصل السادس بعنوان: الفرصة الشخصية وهي قراءة في السيماء الشخصي لسعد صالح ارتباطاً بالمرحلة التاريخية وكان الفصل الأخير (السابع) بعنوان : المواطنة والفرصة الضائعة وتوقفنا عند بعض الاستعادات التاريخية ورأي سعد صالح بالمواطنة والهوية.

 

مظان المصادر والمراجع --------------

بصري . مير . أعلام الأدب في العراق الحديث طبعة دار الحكمة . لندن 1999.

الجبوري. حامد كَعيد . الشاعر الكبير عبد الصاحب عبيد الحلي مقالة في جريدة الصباح العراقية

الخالدي . محسن فالح . وجوه النجف الاشرف عن قرب . طبعة كويت بريس 1962 .

الخليلي . جعفر .هكذا عرفتهم .طبعة الشريف الرضي في قم

الطبعة: الثالثة ـ الحلة 2008

السويدي . توفيق . مذكراتي طبعة ثانية دار الحكمة لندن 1999 .

الشريفي . فؤاد عبد الرسول . هكذا تكلم سعد صالح جريو . طبعة دار الرشيد . بغداد 1959

شعبان . عبد الحسين . سعــد صالـح الفرصـــة الضائعـــة

طبعة بيروت 2009

الصائغ . عبد الاله . النجف الأشرف رمال صفر وقلوب خضر . مخطوطة جاهزة للطباعة نشر اكثرها في الصحف والمجلات ومواقع الانترنت المختارة .

الكواز . جبار .ورقة الحلة

طبعة المركز الثقافي للطباعة والنشر

مان . الكابتن مان . مذكرات الكابتن مان ترجمة كاظم هاشم الساعدي وتحقيق كامل سلمان الجبوري طبعة مؤسسة العارف بيروت 2002

الناجي . احمد الناجي . موقع الحوار المتمدن

وبعد : فهذه حدود الفرزة الاولى المكرسة للزعيم الوطني الخالد السيد سعد صالح جريو وقد كتبتها تلبية لرغبة الاستاذ الدكتور عبد الحسين جريو فالشكر له على انه نبهني الى قامة السيد جريو ورغبني في الكتابة فيه وعنه والى الفرزة الثانية ايها القاريء الكريم .

 

عبد الاله الصائغ

مشيغن المحروسة

AMERICAS BEST VALUE INN

التاسع والعشرون من جون حزيران 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1094  الثلاثاء 30/06/2009)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم