صحيفة المثقف

بعد ست سنين لا زالوا يأتون متأخرين

منذ ست سنين ومع انفجار أول عبوة ناسفة بدائية الصنع وصولا إلى العبوات المتطورة والخارقة للدروع واللاصقة و(الميكروعبوة) التي يقولون أنها بحجم حبة الصداع  وعراقنا يقاسي الويلات ويتعرض للدمار والتخريب!

منذ ست سنين ونحن نبني قواتنا الأمنية وندربها ونزودها بالمعدات المتطورة التي لا تعترض عليها القوات المتعددة الجنسية، بين قوسين الأمريكية، ولا ترتعب منها دولة الكويت (الشقيق) فتطلب من مجلس الأمن التدخل فورا لمنعها بموجب سلطة البند السابع، ونحن نأمل من كل قلوبنا أن عصر الإرهاب سينتهي وزمانه سيولي من غير رجعة.

 ولكن منذ ست سنين إلى الآن وقواتنا تصل دائما متأخرة إلى موقع الحدث، ولا نسمع صافرات سياراتها إلا بعد أن يعلن التفجير عن نفسه وتصرخ جراح الضحايا وتأن الأشلاء وتخرب البيوت والشوارع وتحترق السيارات ومحتويات المحلات التجارية!

منذ ست سنين ونحن نرى على شاشات الفضائيات من يدعي أن الإرهاب أنهزم وأن قواتنا الأمنية كاملة الجاهزية وأن التفجيرات تعلن عن فشل تنظيم القاعدة وأتباعه الإرهابيين المحليين وأن قواتنا مسيطرة على الوضع ولكن نرى حساب الحقل غير حساب البيدر!

كلا يا سادة نقولها بصراحة لكم، إن الإرهاب لم ينهزم بعد ولا زال فاعلا ومؤثرا ومتمكنا من توجيه ضرباته الحقيرة والمجرمة إلى التجمعات الشيعية باستمرار بدليل أن قواتنا الأمنية لا تصل إلى مكان التفجير إلا بعد حدوثه والخرق إلا بعد نجاحه.

 ومتى ما أعلنت القوات الأمنية أنها ألقت القبض على انتحاري مجرم قبل أن يفجر نفسه ويقتل بعض العراقيين وأظهرت صورته القبيحة على شاشات التلفزيون، أو أنها اكتشفت سيارة مفخخة وأبطلت مفعولها قبل أن تنفجر وعرفت عائديتها وطريقة حصول الإرهابيين عليها، أو أنها عرفت أسماء وجنسيات من قام بالتفجيرات الحقيرة مؤخرا في المناطق الشيعية على وجه التحديد وألقت القبض عليهم وعلى من سهل لهم مهمتهم، أو أنها تسللت إلى شبكة اتصالات القاعدة وسيطرت على كل خطوط اتصالاتها، أو اكتشفت معسكرات تدريبهم ومقرات تواجدهم ودمرتها بعد أن ألقت القبض على من فيها، ورصدت أماكن تسلل غير العراقيين منهم إلى البلاد ومن يقوم بتهريبهم واكتشفت مصادر تمويلهم والجهات الممولة لهم فأبلغت البلدان المسئولة واشتكت عليها في محكمة العدل الدولية وصادرت الأموال وجففت مساربها ومصادرها وألقت القبض على أصحاب الشركات والرؤوس العراقية الداعمة لهم. عند ذلك نقول لهم نعم الآن انهزم الإرهاب وانتصرت قواتنا الأمنية المجاهدة البطلة.

 أما أن تأتي قواتنا متأخرة في كل مرة يحدث فيها خرق أمني ولا تصل إلا بعد أن ينفذ المجرمون جريمتهم الكافرة النكراء وبعد أن يلغون بدم الأبرياء من شعبنا فذلك نصر ولكن لا يسجل للقوات الأمنية بل للمجرمين المنحرفين من أزلام القاعدة والنظام المقبور لأنهم نجحوا بزرع دمعة جديدة في مقلة حرة عراقية أو طفل بري أو والدة ثكلى أو حبيبة فقدت حبيبها أو زوجة فقدت زوجها!

أيها الأبطال الأماجد يا رجال قواتنا الأمنية الشجعان المجاهدين إن عيوننا ترنو لكم وتأمل منكم أن تحققوا لها النصر الذي كانت ولا زالت تنتظره منذ زمن طويل. فقد طال زمان الإنتظار

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1108  الثلاثاء  14/07/2009)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم