صحيفة المثقف

المملكتين والإرهاب والشرف

في ذات الوقت الذي تنتشر فيه تجارة الرقيق الأبيض على أراضيهم بشكل مرضي يهدد المجتمع بالانهيار.وليس من قبيل الصدفة أن تتحول شرائح كبيرة من مجتمعيهما إلى ممارسة الدعارة تحت ضغوط الظروف القاهرة، وتتحول مناطق سكنية كاملة إلى مواخير للدعارة تمارس فيها الرذيلة تحت ناظر المسئولين وحماية قوات الشرطة والدرك، وتتحول أكبر الأسواق التجارية إلى بورصات للمزايدة على الدعارة المستوردة.وليس من قبيل التشفي أن نذكرهم بأن الله سبحانه وتعالى كما يرمي بحجر كذلك يرمي بالبلاء في الأموال والأولاد .

إن هذه الازدواجية تدل على كذب مزاعم القائمين على هاتين المملكتين بأنهم القائمون على الإسلام والحافظون له والذادون عن شوكته والناشرون لعقيدته. وتدل أن كثيرا من القادة العرب أدمنوا الكذب والادعاء الفارغ ، وشعاراتهم التي يرفعونها مجرد استهلاك دعائي ولا علاقة لها بالوضع العام لبلدانهم ولشعوبهم. وأنهم لا يلتفتون للمصائب التي  تحل بشعوبهم خاصة والأمة عامة هذا إذا لم يكونوا المسئولين عن وقوع هذه المصائب. كما ويدل أن زمن المسئولية عن موت شاة في سواد العراق قد انتهى إلى الأبد وحل محله زمن المسئولية عن قتل العراقيين بالجملة وحرق أراضيهم وتدمير ممتلكاتهم والتفاوض مع الأعداء والركون إليهم.

لذا ليس من قبيل الصدفة أن يكون أغلب الانتحاريين الذين يزرعون الموت والدمار في العراق من خلال نحر أنفسهم وسط الجموع البريئة هم تحديدا من رعايا هاتين المملكتين، بل إن هذه الكثرة والغلبة تكشف لك حقيقة أصول هؤلاء الانتحاريين وتبين لك خالص معدنهم الذي يدفعهم لارتكاب هذه الجرائم التي يندى لها جبين الشرف والإنسانية، لأن من لا أصل له لا يرعوي عن فعل كل المحرمات وممارسة كل الموبقات.

فالمملكة السعودية التي تدعي أنها حامية الإسلام وراعية الأسلمة الدولية ، تصدر لنا  منذ ست سنين اللقطاء وأولاد الزنا وأبناء المواخير ليقتلوا العراقيين الشرفاء، ولذا تهفو لها قلوب المتطرفين والمارقين والخوارج بعد أن فتحت لهم الأبواب على مصا ريعها لا شوقا لزيارة بيت الله الحرام في مكة المشرفة ولا حبا برؤية قبر الرسول (ص) ولكن للتمتع بدور الدعارة التي تقع في الصحارى  بمواصفاتها الخرافية، حيث يبدو ظاهرها خيمة لأعرابي فقير ويبدو داخلها قطعة أو غرفة من أرقى ما موجود في أكبر الفنادق العالمية وأشهرها. ثم بعد إتمام حجهم لهذه المواخير يتم إدخالهم دورات غسيل الدماغ ليصبحوا مهيئين للقيام بالأعمال الحيوانية القذرة.

 هذه المملكة وحسب تقارير وزارة الخارجية الأمريكية ورد ذكرها وللعام الثالث على التوالي بنجاح ساحق ضمن الشريحة  (الثالثة)  وهي أعلى درجات التقييم، وتخص عادة الدول التي لا تتماشى ـ كما يقول التقريرـ مع أدنى معايير مكافحة الاتجار بالبشر

هذه المملكة التي تبين أن فجور أمرائها وأميراتها أسوا من حال بقية شعبها حيث تظهر للعيان صور دعارتهم وتفوح رائحة فضائحهم لتزكم الأنوف علنا وبالخط العريض، فلا يمر يوم إلا وتسمع فيه قصة عن دعارة هذا الأمير أو مجون تلك الأميرة، ولو كان الخبر مجرد خبر مروي لكان قابلا للتصديق أو التكذيب بنفس الدرجة، ولكنه خبر بالصورة والصوت والوثائق التي لا تقبل الطعن أو التشكيك، كما هو خبر دعارة الأميرة (مشاعل بنت فهد) التي ملأت فضيحتها الآفاق وصفحات الجرائد، أو خبر الأميرة زوجة الأمير وبنت الأمراء التي حملت سفاحا من رجل بريطاني غير مسلم خلال زيارتها الاستجمامية إلى بلد الضباب (لندن) وهو الخبر الذي أعلنته محطة (BBC) الإخبارية يوم 21/7/2009 نقلا عن صحيفة الاندبندنت.وفضائح الأمراء أصحاب الفضائيات الإباحية الذين ملأت قصص مغامراتهم الداعرة كل وسائل الإعلام.

ومع هذا كله تترأس المملكة قائمة الدول الأكثر تفريخا للإرهابيين، ومن مجموع الإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم في العراق حازت على قصب السبق وفازت بالمرتبة الأولى. فلماذا يستغرب البعض كثرة عدد الإرهابيين السعوديين، وقصص فضائح أمهاتهم  وأخواتهم تتصدر واجهات أكثر الصحف توزيعا في العالم؟

أما أختها وشبيهتها وتابعتها في طريقة تعبدها ونظام حكمها وترف أمرائها ومجون وخلاعة أهلها المملكة المغربية  فلا تقل عنها شأنا ومكانة فملكها (أمير المؤمنين المفدى) ينتمي إلى أحد أشهر نوادي الشواذ في العالم نشرت ذلك الصحف الألمانية في خبر مفاده (أن الملك محمد السادس عضوا نشطا في ناد للشواذ جنسيا في أوربا) ولم يكذبه القصر الملكي . وأمرائها وقادة الجيش والوزراء والقضاة وكبار المسئولين فيها أدمنوا الزنا ومعاقرة الخمر والشذوذ الجنسي ولكل واحد منهم قصة بل قصصا كثيرة كما في قصة المنحرفة  رقية بو عالي التي قال الباحث المغربي سعيد بن جبلي للعربية نت يوم 9/5/2007 أنها تملك أقراصا مدمجة يظهر فيها قضاة وموظفون كبار عراة وبأوضاع مخزية وهم يتحدثون عن فسادهم المالي والرشاوى والإتاوات التي يأخذونها من المواطنين لتغيير الأحكام.

وباقي طبقات مجتمعها كلها فقدت العلاقة بالشرف حيث الطبقتين العليا والمتوسطة لم تعودا تلتفتان للقيمة المعيارية لغشاء البكارة ولم تعد العائلات فيهما تسأل بناتها عمن أزال هذا الغشاء ولماذا ومتى حيث تحدث عبد الصمد الديالمي في بحثه الموسوم "العمل الجنسي في المغرب بين الاقتصادي والثقافي" الذي أنجزه عام 2007 عن نظرة المجتمع المغربي لـ "غشاء البكارة" قائلا: رغم ما لذلك الغشاء من أهمية اجتماعية رمزية إلا أن هذه الأهمية تلاشت بالنسبة للثقافة المغربية بأكملها حيث تسير الفئات الاجتماعية          " المتوسطة والعليا" إلى التقليل من قيمة غشاء البكارة!! وحيث طبقته الفقيرة لا تجد مجالا للكسب لسد الجوع سوى امتهان الدعارة ويذهب أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي إلى أن للجامعات في المغرب دورا هاما في تردي ألأخلاق حيث تعرض الفتاة نفسها مقابل شطيرة أو علبة سكا ير. وجاء عن هبه بريس تقرير تحت عنوان "تجارة الجنس في المغرب بين الحقيقة والوهم والأسباب": إذا رجعنا إلى لغة الأرقام نجد المغرب يعيش مشكلة حقيقية مع الدعارة فعلى سبيل المثال جاء في تقرير أمريكي صدر في يونيو (حزيران) الماضي أن المغرب تحول إلى مصدر أساسي لتجارة النساء ومعبرا لشبكات تجارة النساء" وبالمحصلة نجد أن شعبها كله من أعلى الهرم (الملك وحاشيته) نزولا إلى أبسط وأفقر إنسان قد امتهنوا الدعارة فاعلا أو مفعولا أو ما بينهما.

 ومع ذلك تدعي المملكة المغربية الإيمان والشرف وتطلق على ملكها لقب أمير المؤمنين وتأتي بالمرتبة الثانية بعد السعودية في عدد (المجاهدين) الإرهابيين الذين ينحرون أنفسهم وسط الجموع في العراق. فهل بعد هذا يأتي من يسأل عن سبب كثرة الإرهابيين المغاربة وهم جميعا من نتاج هذا المجتمع المنحرف بالكامل؟

وهل نحن بحاجة فعلا بعد هذا التوضيح للسؤال عن دوافع الإرهابيين الحقيقية التي تقف وراء قيامهم بهذه الأعمال الشريرة؟

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1132  الجمعة 07/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم