صحيفة المثقف

جانا ثان ويكي ليكس / عبد الرضا حمد جاسم

 والتأكد منها ومصاريف الموقع الشهرية والتبرعات وسريتها...سنعود لكل ذلك ..ولكن ..لنتكلم عن الظروف التي رافقت نشر تلك التسريبات والضجة التي أثارتها وما جاء بعدها ليحجم كل شيء

ما تميزت به هو:

1.إنها تخص حرب لازالت مستعرة ويشكل الجانب ألمعلوماتي والأستخباري دور كبير فيها لأنها بدأت كذلك وتطورت وتحركت بنفس السياق والاتجاهات

2.جاءت في ظروف سياسيه واقتصاديه أمريكية حساسة وطاحنه ومتشابكة ودقيقه وقلقه..وفي وقت التجديد النصفي للكونكَرس واستفحال الأزمة المالية العالمية وتأثيرها عل تلك الانتخابات التي رشحت التوقعات ما حصل وتسيد الجمهوريين بدعم من شركات الأدوية و ول ستريت ليثبت الشعب الأمريكي أنه الشعب الغريب في العالم الذي يتخلى عمن يناصره لقد عاقبوا أوباما على قانون التامين الصحي لحوالي سدس الشعب الأمريكي

3.جاءت في ظروف عراقيه دقيقه وقلقه ومتعكره ترافقت مع تدخلات وتداخلات إقليميه عجيبة وخطيرة بحيث أن العراقيين يتوسلون دول الإقليم للتدخل لحل مشاكلهم

4.وقت ظهرت فيه تسريبات عن تفكير أمريكي بعقد صفقه مع إيران لتشكيل المنطقه

5.تعقد الوضع في مسار القضية الفلسطينية وعجز إدارة اوباما عن وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الذي ندد به الجميع بما فيهم العرب

هذا ما كان سائدا في المحيط

نعود إلى ما قدمه جانا ثان آسانج في ذلك اللقاء حيث قال:

العاملين في الموقع هم 30شخص يساندهم 800شخص حول العالم كمتطوعين من القليل من العرب وأن مصاريف الموقع الشهرية بين100 الى120 إلف دولار تغطى من متبرعين

وبخصوص  الجوانب السرية الحمائيه للموقع والعاملين فيه والمتطوعين والمتبرعين ومن يقدم المعلومات فأنها كبيره جداً وفوق تصور البشر وإمكانيات أجهزة التعقب والمتابعة من رصدها!!!!!!!وكأن هذا الموقع لم يقيمه بشر وكأنه فوق إمكانيات الشركات العالمية والأجهزة الأستخباراتيه الدولية وفي مقدمتهم المخابرات المركزية الأمريكي هالت تتجسس على كل العالم

لقد قال جانا ثان انه عرض الوثائق قبل نشرها على البنتاكَون والمخابرات الأمريكية لغرض كما قال معرفة رأيهم بصدق ودقة تلك المعلومات وهل هي صحيحة أم لا

ثم تكلم عن وسائل الأعلام التي اتفق معها على نشر تلك الوثائق وهي القناة الرابعة الأنكَليزيه وصحيفة دير شبيكَل الألمانية والكَارديان الأنكَليزيه ونيويورك تايمز الأمريكية وقناة الجزيرة العربية

أن تعاون هذه الأطراف معه ليس من باب العمل لوجه الله أنما أكيد تحت شروط تخص توجهات وسياسات تلك الجهات رضخ لها الموقع ومؤسسه وهنا بداية التشكيك بالموضوع برمته

صحيح يمكن القول إن وسائل الأعلام تلك مستقلة على فرض ولكن هل جميعها بنفس التوجه أو الخلفية السياسية..الجواب ..لا

أذن.. فأن الموقع رضخ لسياسات وتوجهات وسائل العلام تلك والقائمين عليها والموجهين لها..وهنا تنتهي الحيادية والمهنية وحسن النية..وتدخل التأثيرات الأساسية والجانبية التي توضّف باتجاه الأساسية

مثلاً..مساهمة الجزيرة في ذلك..يعني أنها لاتقاوم الضغوط الأمريكية ولا يمكن أن يكون قرارها متجرد مهني غير سياسي...ما تستطيع أمريكا ممارسته على افتراض على صاحب الموقع ستمارسه على وسائل الأعلام الذي نسق معها..والكل يعرف أن أمريكا وتوابعها قادرين على الضغط على الآخرين وليتحقق ذلك يجب أبعاده عن الأراضي الأمريكية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1581 الجمعة 19 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم