صحيفة المثقف

عندما يعطش بحر آرال

سيهوى البحر ويجف الطين من الأحياء

ويهيل الذهب المملوك بتلك الأرجاء

حكمة ربي قالت ذا ماء أجاج  حكمة ربي أدرى من أحلام الناس

والنهر العذب كما تدري بلون السماق يسيل الأفواج

 ويفيض الغضب الكوني من الارجاس

وتلك سماء تمطر نارا في زمن يكبر فيه الحجاج ويقطع كف العباس

وكهف رقيم نامت فيه التقوى من سيف السلطان

وبدلت العملة وغيرت الأحوال وتمر الأهوال

بعثرت الضوء كما تهوىبسخام الموت

وشباب الكهف مساكين تدفن في تبر الأيمان

 وزعاف الريح على قوس يظلم جساس

دلوني على ارض في الدنيا مافيها الإنسان!

دلوني على نهر يعطش بعد الفيضان!

دلوني على شعب ينام الليل ويحلم حتى الآذان!

الضوء يغادر شمسي ارايتم شمسا عمياء من النيران؟

كي احبس روحي من ذاك الغاب

وأهز النخلة عرجاء من الارطاب

الميت الحي يحسب للموت ألف حساب

وقضية ثأري يكشفها محض غراب

يدفن سواته وينوء الطير من العثرات

والحي الميت لا يعرف للصحو جوابا لايقرب نكران الذات

قال الله تعالى لا تنفع تلك الناس الأنساب ولا الاحساب

زمن لا يعرف للدر نصيبا في عنق العذراء

زمن يغتال الهذيان ومجاهيل الغيب تضيع ولا يدري في العمر حساب

يتوسل بالمال ويبيع الإخوة ويسمي أخوة يوسف بدوا أغراب

ورعايا الأرض تضيع تموت تخاف تجن تنوء من الإرهاب

فأظن الأرض الأرض الأرض لقد زرعت من بذر الشيطان

وأظن الحلم بأرضي محض دخان

تنداح الغصة في قلبي دون زمان

وجراري ظمأى من مائي والملح بنى بيتا في كبد الصبيان

بحر ارال قال: بلعت مياهي وغدا مثلي يغدو فرات العربان

ودجلة يعور من الترك وروافده لا تكفي أصحاب المال

والفقراء مساكين تلتذ بشرب الملح الساقط من كف الانذال

في تلك الساعة يستد الخوف وتهوى قصور الأحلام من البنيان ويسعر درب الصد بعيداويضيع الميناء

وسنونة لو تظهر في الشط ستناطح تلك الغربان

ياما قال الشاعر يوما بجع الموت يفز ويجفو النهران

يقينا لا اذكر من حلمي شيئا إلا السقطات

يغرق حتى السباح ولا ينفع برج نجاة

في المراب المهجور بقايا قطط عمياء

لاشيء سوى زمن يلغي يتراكض يبحث عن ماء

 

 شعر الدكتور صدام فهد الاسدي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1133  السبت 08/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم