صحيفة المثقف

التسامح ومنابع اللاتسامح .. فرص التعايش بين الأديان والثقافات للباحث ماجد الغرباوي

صدر عن معهد الابحاث والتنمية الحضارية / بغداد، ودار العارف / بيروت الطبعة الثانية من كتاب: التسامح ومنابع اللاتسامح .. فرص التعايش بين الأديان والثقافات، وهو من تأليف الكاتب والباحث ماجد الغرباوي، رئيس مؤسسة المثقف العربي / سيدني، ورئيس تحرير صحيفة المثقف. 

يتكون الكتاب من: 160 صفحة من الحجم المتوسط، وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى عن مركز دراسات الدين. 

يطرح الكتاب مفهوماً جديداً للتسامح، يقوم على أساس الإعتراف بالآخر، إعترافاً حقيقياً، والإعتراف بحقه في العقيدة والدين والمذهب، على أساس وحدة الحقيقة وتعدد الطرق إليها، وان الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق.

 وقد ناقش الكتاب المفهوم السائد عن التسامح، وهو مفهوم يستبطن المنة والتفضل والتكَرم على الآخر، بمعنى أنني على حق مطلق وأنما أتسامح مع الآخر المختلف دينياً تفضلاً ومنة من أجل أن نعيش بسلام.. وهذا المفهوم يسلب الآخر أي علاقة بالحقيقة، وينفي أن تكون طرقه تؤدي إلى الحقيقة، ولو كانت بنسبة محتملة، لهذا يسمح لنفسه بإضطهاده وإقصائه متى شاء، لكنه يتسامح معه منة وتكرماً من أجل العيش المشترك ومن أجل توفير قدر من الأمن والسلام. فهو يحتكر الحقيقة ويحتكر الطريق إليها، بينما ينفي عن الآخر ذلك. 

لكن هذا المفهوم قد أثبت فشلة في أول إحتكاك بين الطوائف والأديان، ومثاله العراق، الذي كاد أن يقع في فخ الحرب الأهلية، والطائفية، وإنكشف أن التسامح بينهم تسامح غير حقيقي، وأن الفجوات هائلة بين الطوائف والأديان. 

والأمر لا يختص بدين دون غيره أو بلد دون آخر، وإنما هي نظرة سائدة، يتعامل فيها كل إنسان مع الآخر المختلف دينياً.

فالكتاب يؤسس لمفهوم جديد للتسامح، يجعل الآخر شريك لكَ في الوصول إلى الحقيقة، ولو بنسبة ما، وحينئذ لا يحق لأحد إحتكار الحقيقة ونفي الآخر عنها، ولا يحق لأحد الإستحواذ على الطرق إليها ونفيها عن الآخر. وهذا المفهوم هو ما نحتاجه حالياً، كي تعيش الشعوب حالة الإستقرار والأمن والإطمئنان.

ثم راح الكتاب يبحث عن الأسباب التي تجعل الفرد يشعر شعوراً فوقياً، يحتكر على أساسه الحقيقة، وطرق الوصول إليها، والأسباب التي تجعله ينبذ الآخر، وينظر له نظرة مختلفة. من هنا ناقش الكتاب بعض المفاهيم الدينية التي تؤسس لهذا اللون من الفهم، وفند الحجج التي تقوم عليها، ليقدم رؤية جديدة. 104 tasamoh2

فناقش الكتاب مثلا:

مفهوم المرتد كما يطرحه الفقه الآسلامي، وأثبت خطأ الأحكام الصادرة حوله، والمراد بالمرتد، هو المسلم الذي يعتنق ديناً آخر، حيث يحكم الفقهاء على المرتد بالقتل، بينما أثبت الكتاب بالأدلة الكاملة، خطأ هذا الحكم، وأن الاسلام يقول بحرية العقيدة، وليس هناك حكماً بالقتل مطلقاً. 

ناقش الكتاب أيضاً مسالة اللحوم الحلال، وتوجس المسلمين من أكل لحوم غير المسلمين.

وناقش مفوم المشرك، ومفهوم أهل الكتاب، من غير المسلمين، وما هو الموقف الإسلامي منهم، معترضاً على كل الأحكام التي يطلقها رجال الدين، ويقدم رأياً جديداً بأدلة كاملة من نفس الدين الحنيف.

كما ناقش التطرف الديني، ودور رجل الدين في ثقافة عدم التسامح.

1-1-2009

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم