صحيفة المثقف

الصحافة الإلكترونية تتمأسس بالمغرب

الصادق عن مآسيه، بشقيها المتوازيين الجسد و الروح، وعن واقعه وعن محيطه والتغلغل العميق في غور النفس الإنسانية، وفي تموجات انفعالاتها من أجل استقراء أصناف المشاعر والأحاسيس البشرية التي تمور فيها. ولذلك لا يمكن أن نتصورها إلا حرة كالطيورالغناء، غيرأسيرة لحاجات البقاء، أو لذاكرة بالية تَراكمَ عليها غبار الأوامر والتعليمات، حتى تختار النهج المتحرر، والشكل الأنسب لمسارها، والمواضيع التي يأنس إليها المدون والقارئ، والصور التي تعكس ما يراه مناسبا لوصف ما يعيشه الآخرون. وقد ارتفعت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ نسبة الاهتمام بتكنولجيا المعلوميات الحديثة، بما توصلت إليه وسائط معوماتية من قبيل الأنترنيت والفايس بوك، واليوتيوب، والتويتر، والماي سبيس، والفليكر، والأي تيونز، التي ومتنت الترابط فرضت نفسها علي الساحة بين جميع شرائح المجتمع، وقلصت أعداد الحواجز بينهم بتعميق وكثيفت شحنات التواصل بينهم وفرضت بنفسهم بكل قوة علمية وعملية حتى على أصحاب النزعات الدينية والروحية في كل مكان على هذه الأرض حتى أولائك الذين كانوا غارقين في طقوسهم وعزلتهم عن العالم في جميع البلدان -سواء تلك التي يطلق عليها المتطورة أو التي تنعت بالنامية- كفاعل أساسي في عالم التدوين الذي أثبت تأثيره الكبير على الناس، وكيفية اتصالهم ببعض، وتداول المعلومات بينهم، ونجاعة الدفاع عن الحقوق و الحريات ودعم الديمقراطي، وفضح الفساد بكل أشكاله.

 

 والغريب في الأمر أنه كلما ارتفع الاهتمام بتسهيل التواصل بين الناس وإنارة الدرب أمامهم من أجل إتقان المسير، إلا وصاحبه ارتفاع ملموس في العداوة والعودانية التي أصبحت الكثير من الجهات العامة والرسمية وكل الذين يسيطر عليهم الخوف من هيمنة التكنولوجية على نقل المعرفة بشكل عام في كل ركن من أركان الحياة، تضمرها للتدوين والمدونين لقطع ألسنتهم، وتكميم أفواههم، وكسر أقلامهم، عفوا كسر حواسبهم بتهم التشهير والقذف ونشر المعلومات المغلوطة وغير ذلك من التهم الجاهزة. ولعل أهم أسباب ذلك العداء تجاوز ثورة "الانترنت" وإلى حد بعيد، كل البديهيات والمعايير والضوابط بشكل حد، بقدر كبير، من قدرة الكثير من الهيئات والجهات العامة والرسمية على مراقبة تفاعلها لسريع والمتجدد مع كل الجماهير، حتى أولئك الذين تربّوا على آليات العمل الإعلامي القديم ولم يعتادوا عليها ولم يستوعبوا مستجداتها

 

فإلى جانب الدفاع عن حق التعبير وباقي حقوق الإنسان الأخرى المرتبطة به ارتباطا عضويا، وفي تدعيم التطور الديمقراطي و فضح قضايا الفساد وغيرها من الأدوار الهامة التي رفعت من سقف تحدي الرقيب وكسر تابوهاته المصطنعة. لعب التدوين دورا هاما وكبيرا في التوعية الجماهير وتعبئة الرأي العام بما كشف من الصراع الدائر بين الحرية والقمع أو بمعنى أدق بين الانترنت والحكومات، خاصة بعدما استوعب المدونون الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الإعلام الجديد في تعبئة الرأي العام وأدلجته، واستغباءه أحيانا، والحصول على دعمه لأفكارهم ومشاريعه، وتوجهوا نحو المأسسة والتنظيم ولم الشمل الذي عرف محاولات عدة عبر التراب الوطني، أسفرت عن ميلاد جمعية للمدونين المغاربة كان لها الصدى الطيب والأثر الإيجابي الكبير الذي دفع بالعديد من المدونين وأصحاب المواقع المغاربة والمهتمين بالإعلام الإلكتروني، ليخرجوا من عالمهم الافتراضي إلى الواقعي ويعلنوا عن ميلاد جمعية أخرى تحت اسم "الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية" تأسست خلال مؤتمر انعقد مؤخرا بالرباط تحت شعار "الصحافة الإلكترونية: واقع، حرية ومسؤولية" حضره ممثلو الكثير من المواقع الإلكترونية المدونين، وعدد من الصحفيين قارب 60 صحافيا يمثلون عددا مهما من المدين المغربية على جانب الحضور المتميز لضيوف الشرف من داخل المغرب وخارجه الذين مثلوا هيئات ومؤسسات حكومية وحقوقية ونقابية ومدنية وإعلامية، أجمعت تدخلاتهم على أهمية هذه الخطوة وما تمثله للمشهد الإعلامي المغربي من قفزة نوعية وفريدة في مجال الصحافة الإلكترونية..

 

واختمت أشغال المؤتمر بانتخاب الأستاذ عادل اقليعي رئيسا للرابطة و31 عضوا بالمجلس الوطني الذين انتخبوا بدورهم للمكتب التنفيدي للرابطة المكون من 12 عضوا.

 

 ضيوف الشرف:

1- وزارة الاتصال (الأستاذ عبد العزيز الصقلي رئيس مصلحة التواصل الداخلي–الأستاذ ناصر امساعد -الصحافية شريفة خداوي)

2- النقابة الوطنية للصحافة المغربية (ألقى الكلمة رئيس النقابة الزميل يونس مجاهد)

3- هيئة المحامين بالمغرب (ألقى الكلمة نقيب المحامين الأستاذ محمد أقديم)

4- العصبة الدولية للصحافيين الشباب (ألقى الكلمة الأستاذ نوفل الحمومي)

5- مركز حماية وحرية الصحافيين بالأردن (كلمة بالنيابة عن الأستاذ نضال منصور رئيس المركز ألقتها الزميلة فضيلة تماصي)

6- منتدى الشباب المغربي (ألقى الكلمة اسماعيل الحمراوي رئيس المنتدى)

7- الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بالقاهرة (كلمة بالنيابة عن الاستاذ جمال عيد رئيس المركز ألقاها الزميل بدر الحمري)

8- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (ألقى الكلمة عبد الرحيم الخادلي).

9- مركز الاستشارة والتدريب على الحماية القانونية للصحافيين بالمغرب(ألقى الكلمة المحامي عمر خروج)

10- الرابطة العربية للإعلاميين العلميين بالقاهرة (كلمة بالنيابة عن رئيس الرابطة الدكتور مجدي سعيد ألقتها الأستاذة زهور حميش).

11- الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني بالقاهرة (ألقى الكلمة المهندس مجدي محمد عبد الله عضو مجلس الإدارة).

12- الجمعية المغربية للناشرين (ألقى الكلمة الأستاذ نصور عزيز)

13- شبكة شعاع الإعلامية السعودي (أحمد العمودي)

14- الجمعية المغربية للصحافة الإلكترونية (ألقى الكلمة الزميل خالد أمين ).

15- مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين (ألقى الكلمة المحامي ومنسق المجموعة خالد السفياني).

16- المنظمة المغربية لحقوق الإنسان (ألقى الكلمة الأستاذ مصطفى الزنايدي)

 

.حميد طولست عضو في المكتبين التنفيذيين لجمعية المدونين المغاربة، والرابطة المغربية للصحافة الالكترونية [email protected]

 

 

صحيفة المثقفwww.almothaqaf.com     العدد: 1054  الخميس 21/05/2009    (ارشيف الاعداد)

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي الصحيفة بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم