صحيفة المثقف

حوار مفتوح مع الكاتب والأديب سلام كاظم فرج (3)

 

س21: عبد الستار نور علي: شاعر وناقد / السويد:

العزيز سلام كاظم، تحياتي بدءً، قد ارى نفسي لستُ بارعاً في طرح الأسئلة الا في المنتج الابداعي. ولكن أرى مسحة الألم الحادّ تشظي روحك، وهذا ما أقرأه في نصوصك الابداعية شعراً وسرداً. هذا الألم والوجع أحسّ أنه نتاج مرحلة تاريخية قاسية مرّت بك وأوقعتك غصباً في حالة الوجع والاحساس بالغضب والاستياء الذي نلمح اشاراتها في نصوصك. وأنت في متن اجاباتك أشرت الى ذلك (للأسف الشديد.. أبتسم) .. ما أشغلني حقاً وأنا أتابع منتجك سؤال : لماذا؟ لأنّي أرى كم الألم ظاهراً فيه وجلياً، مع الاستشهادات بالوقائع والمفكرين والمبدعين من اليسار.يا ترى ماذا وراء ذلك؟ وأنا لا أريد هنا كشفاً وانما اثارة تساؤل يوصلنا الى وضع اليد على مكامن الجرح. وربما أنا أعي جيداً هذه الحالة من خلال متابعاتي الشخصية والاطلاعية . ثم نكتشف توجهك الديني ومن خلال أيضاً تعليقاتك وآرائك. ماهي المكامن؟ محبتي

ج21: أستاذي الشاعر الكبير عبد الستار نور علي

 من العسير شرح ذلك.. أتذكر قطعة أدبية رائعة لك كتبتها عن قريبك الشاب الذي قتلته السلطة وقد بكيته معك.. أنا لا أستطيع الكتابة عن ابن خالتي الذي قتل بنفس الظروف. تنتابني أفكار مدمرة.. أشعر أني شريك القاتل. لأنني بقيت حيا وقتل قريبي.. السبب لأنني كنت المسؤول عن تحبيذ فكرة الانتماء للتنظيمات السرية لديه وقربتها كأننا ذاهبان لنزهة..

 بعد تراجع اليسار على المستوى العالمي. وتحوله من النضال في سبيل الشغيلة إلى النضال في سبيل تبني مفاهيم كنت اعتبرها عدمية .. (لا أحبذ الخوض فيها). وبعد اكتشافي أن الدول الرأسمالية ( سيما الاسكندنافية) ومنها أميركا (زعيمة الامبريالية !). كانت أكثر رحمة في احتضان شيوعيي أسيا وأفريقيا من كل رفاق الأمس الذين اعتبرناهم حلفاء تغيرت في داخلي الكثير من القيم والاعتبارات

 في عام 1978. اعتقلت بعد يومين من موت (عدنان الحداد) تحت وطأة التعذيب. وكان صديقي.. كنت مصمما ( بسذاجة مراهقتي )على الصمود. لكن آه من الجسد الملعون..

 بعد أن خرجت من المعتقل. كان صدام يزور كوبا. وعرض تلفزيون بغداد نقلا عن تلفزيون هافانا لقطات تظهر فيها طفلة كوبية تلبسه(صدام) قلادة ورد من الياسمين وبقربه فيدل ( حبيب حياتي) يبتسم.. وظهرا وهما يبتسمان ويدخنان السيكار!!!

 سأكون خائنا لعدنان الحداد إن قلت أن بقية من احترام بقيت في قلبي لفيدل!!! .. ولكن هل يمكنني أن أغض الطرف عن وعيي السياسي..؟؟ وهل باستطاعتي أن أكون صنيعة لأميركا؟؟ وهل باستطاعتي أن أسكت عن الظلم من أية جهة أتى؟ وهل باستطاعتي أن أنكر عظمة النظرية الماركسية وعلميتها؟؟

 لست حزينا على شبابي الذي فرطت بأجمل أيامه. ولست نادما.. لكن وكما ذكرت في بعض نصوصي.. الشهداء ماتوا... ولكن.. مالذي يجعلهم يأكلون ويشربون معي؟؟... ( أنا حزين من أجلهم... وعليهم..)

 في داخلي معادلتان..

 هل أن إخلاصي للشهداء يدعوني لحث شبيبة اليوم على النضال؟؟

 أم إن إخلاصي للشهداء يدعوني لحث شبيبة اليوم على تجنبه؟؟

 لا يمكنني أن أموت يمينيا.. فجينات اليسار في دمي.. ولكن لا يمكنني أن أخفي كل مشاعر الغضب على نفسي وتأريخي..

 بالنسبة للدين. ..أمقت كل مظاهر أدلجة الدين.. والمتاجرة بتمظهراته.. ولكنني مؤمن أن هناك قوة وراء خلق هذا الكون حكيمة . وذلك وحده كاف لكي يضعني في صف المؤمنين.

 أما احترام الرموز الدينية فيتباين بمقدار العطاء الذي قدمته.

. السيد المسيح أحد إيقونات وجداني.. أبو ذر.. زينب .. الحلاج.. الشاعر دعبل الخزاعي.

 لكن هل هذا يعني أن عمر الخيام بعيد عن ذائقتي؟؟. محال. محال..!

 ارتفاع شحنة الخطاب الطائفي يؤذيني في الصميم.. فلا أميز بين المتطرف من طائفتي وبين المتطرف من الطوائف الأخرى.. كلاهما مدمر للروح الإنسانية.

 أحترم الإنسان لأنه أخي في الإنسانية. وهي الهوية الوحيدة التي أطلبها في (نقطة التفتيش !)

. لا يهمني إن كان مؤمنا أم ملحدا مسلما أم يهوديا. مسيحيا أم بوذيا؟؟. تهمني نزاهته الوجدانية. هل تصب في نهر الحب أم في نهر الكراهية..

 إن كانت أطروحاته تصب في نهر الكراهية. فلست منه وإن كان أبن أمي..

 لعلني أجبت بما يكفي على سؤالك الصعب. ورغم انك لم تطلب كشفا لكني لم أجد غيره سبيلا ..

 تقبل محبتي أستاذي ومعلمي أيها الشاعر الكبير..

 

س22: هاتف بشبوش: شاعر / الدنمارك:الناقد القدير سلام كاظم ... كنت لاانوي الدخول في التقاش اليوم لانني اول افتتاحي للصفحة رايت موضوع الاخ صالح الطائي وحواركم سوية فقلت لاقراه من ثم في اليوم التالي اعلق بعض الشئ ..ولكن استوقفني توضيحك للمثقف واعتبرت القمعي ايظا في خانة المثقفين .. وانا استمحيك عذرا لااتفق مع هذا الراي ....ربما اعتبر القمعي في خانة المتعلم .. لان المتعلم هو ذلك الشخص الذي لم يخرج من الاطر الفكرية التي شاب عليها، فراح يدافع عنها بكل اسلحته القمعية التي نعرفها، القمع الفكري، الاعلامي، تكميم الافواه وحتى من ضمنها القمع الجسدي (التعذيب) وهنا يدخل في خانة اذا سقط المرء اصبح شرطيا .. اي هنا سقط المتعلم واصبح شرطيا ..اما المثقف ..فهو الذي يمتاز بمطاطية في رايه واحترامه لتقبل اي فكرةاخرى خارج نطاقه الفكري، واستعداده لاستنباط الصواب منها ...كما وانني لااعتبر المتدين في خانة المثقف اطلاقا .. لانه مسير ولا مخير في رأيه ...ومسير في حالة من اللاشعور .. ولديه افكار مسبقة لايمكن اقناعه الخروج منها ...كما وان حالةاللاوعي لديه تفوق كثيرا حالة الوعي (العقل) ...ولايمكن ان تكون له حالة من المرونة الفكرية ... واذا وجد فهذه حالة نادرة جدا لاتشكل نسبة 2 بالمئة...

ج22: الشاعر الأستاذ هاتف بشبوش

 نحن متفقان.. لكنني كنت بصدد الحديث عن نوعين من المثقفين.. النوع الأول هو الذي تحدثت أنت عنه ألان. والنوع الثاني هو ما يمكن أن نسميه المثقف اللامثقف.. فالشاعر مثلا.. هو بكل المقاييس مثقف. ولا يمكنك أن تحشره في خانة اللامثقفين.. لكنه حين يوظف موهبته لنشر قيم الكراهية.. ستجد نفسك مضطرا لتوصيفه توصيفا علميا غير متشنج.. فهو مثقف لامتلاكه ناصية اللغة والشعر.. لكنه مثقف يوظف طاقاته لدفع عجلة التقدم الإنساني إلى وراء..

 نحن أمام معادلات واضحة.

 رجل مثقف يقابله رجل خام

 مثقف عضوي يدفع باتجاه ارتقاء الجنس البشري. يقابله مثقف غير عضوي يدفع باتجاه سيادة الأمر الواقع ويكرس الفكر المتخلف.

 لايمكنك أن تسم الأستاذ الجامعي بغير سمة المثقف. لكن من حقك أن تتساءل هل أن منجزه يكرس للتقدم أم النكوص؟؟

 شكرا جزيلا لسؤالك الذي أتاح مزيدا من إلقاء الضوء على فكرتي..

 

س23: هاتف بشبوش:سؤالي الاخير ربما فضوليا اكون فيه ... لاادري لماذا حينما ذكرت يساريتك (قلت متاسف ... وتبتسم )هل لانك نادم على الزمن الذي قضيته مع اليسار ..ام هناك سبب اخر نجهله؟

ج23: أجبت عن هذا السؤال في معرض حديثي مع الشاعر الأستاذ نور علي وتجده في هذه الحلقة من الحوار..

 أما عن تكرار مفردة للأسف الشديد.. فللتعبير عن خيبتي لا باليسار.. بل بالحراك الإنساني للمرحلة التي شاء سوء حظي أن أكون شابا خلالها..

 اليسار يمتلك تأريخا مضيئا. ولولا تضحياته لما شهدت البشرية هذه النهضة الباهرة في منظومة حقوق الإنسان . ولولا تحدي الفكر الاشتراكي ونضالات اليساريين.. لما حسنت الرأسمالية العالمية من وحشيتها التي كانت عليها في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين..

 رأسمالية اليوم سيما في بلاد الاسكندناف.. تدعونا لإعادة النظر بكل ما عرفناه من الوسائل العنفية للنضال.

 لو كان الأمر بيدي لنظمت سفرات جماعية إلى بلاد الاسكندناف لشبيبتنا العراقية ليتعرفوا على منظومة قيم حقوق الإنسان وما يمكن أن توفره الرأسمالية من رفاه..بعد أن تخلت عن صورتها البشعة التي كانت عليها قبل قرن من يومنا هذا!!

 ألف شكر لك. ودم يساريا.. ذلك يسعدني..

 

رسمية محيبس زاير، شاعرة وكاتبة / العراق: الأديب البارع الأخ سلام كاظم فرج، تحياتي: سعيدة بهذه الفرصة التي أتاحتها صحيفة المثقف للحوار معك، وأود ان أشارك في الحوار بهذه الأسئلة ولك الشكر مقدما:

 س24: رسمية محيبس:كيف انبثقت فكرة اختيار نص بعينه وتسليط ضوء النقد عليه هل هي فكرتك أصلا أم من اقتراح الاخوة في صحيفة المثقف؟

 ج24: يطيب لي أن أناديك دائما بأميرة الشعر العراقي المعاصر. فأنا متابع لمنجزك منذ منتصف الثمانينات.. وقد سعدت برأي الناقد الكبير ياسين النصير في قصائدك الذي عزز قناعتي أن الشعر العراقي النسوي بخير بجهودك وجهود نخبة من شواعر العراق الرائعات..

 فكرة تفعيل النقد الأدبي وتنظيم ملف شهري له تعود للأستاذ ماجد الغرباوي.. وحين عرض علي فكرة إدارة الملف اعتذرت لما اعرفه من إشكالات قد يسببها لي. فاختيار نص واحد من بين عشرات النصوص الجيدة أمر يحمل مخاطر سوء الفهم.. وقد شرحت كل ذلك في مقالة الاحتفاء بالعيد السنوي لانطلاقة المثقف الغراء..

 المهم لقد استطاع الأستاذ الغرباوي بلطف كلماته أن يقنعني ويحبذ الفكرة. . ووجدت أن زراعة شتلة ورد واحدة أفضل من لاشيء..

 

س25: رسمية محيبس:وفق أي المعايير يتم اختيار النص هل هي مسألة مزاج أم هناك اعتبارات أخرى كاستنادها اي النصوص المختارة الى المعطيات النصية ومستنداتها وما تثيره على مستوى التلقي؟

 ج25: في كل شهر تتغير المعايير!.. لكن المعيار الأهم هو امتلاك النص إمكانية تحريك الحوار والجدل حول قيم نقدية معينة.. أو قيم فكرية استثنائية.. أما المعايير المتغيرة.... فتتنوع بين التوازن بين الشعر والسرد. العمود والحر وقصيدة النثر.. الانتماء الجغرافي. فتجدين أننا على مستوى الجغرافية غطينا العراق وتونس والأمارات والمغرب. بالنسبة للعراق أخذنا بنظر الاعتبار الشعراء المغتربين وشعراء الداخل..

 وعلى مستوى الجنس الأدبي أخذنا بنظر الاعتبار الشعر والقصة.. قصيدة الومضة وقصيدة النثر والتفعيلة والعمود..

 على مستوى جنس المبدعين.. ربما ظلمنا المرأة المبدعة (وهذا اعتراف) فقد كانت حصتها أقل من إخوتها الرجال..

 وقد غطينا على إشكالية قصور الملف عن استيعاب كل النصوص الجديرة بالاهتمام ومنها نصوصك ونصوص عشرات الأديبات والأدباء بترك أبواب الملف مفتوحة لكل ناقد  يرسل مقالاته النقدية.. فكانت لشخصي المتواضع مقالات نقدية لديوانك المهم فوضى المكان ولديوان الشاعر الأستاذ سامي العامري أستميحك وردا ولديواني الشاعر الأستاذ سعد الحجي امرأة التابو. وجذلا. بين سرب السنونو.. وديوان الشاعرة ذكرى لعيبي يمامة تتهجى النهار. وغيرها.

 وكانت هنالك دراسات نقدية قيمة للناقد الكبير الدكتور حسين سرمك والناقد الكبير الدكتور قصي الشيخ عسكر.. وعشرات المقالات النقدية ..

 

س26: رسمية محيبس:أراك أحيانا تعمد الى اختيار نص معين لمرور مدة شهر او أكثر لم يتم فيها تسليط الضوء على نص معين حرصا منك على مشروعية مهمتك الموكلة اليك أم ان ذلك يتأتى من استجابتك كقارئ باعتبار القارئ من أبرز المبادرين في نظرية الاستقبال واحد نقاد استجابة القارئ في النص؟

 ج26:  لابد من الاعتراف.. بل هو تقصير مني. فليس من المعقول ان يمر شهر كامل ولا تجدين نصا جدير بالعرض أمام النقاد..

 لكنه الضعف البشري.. تنتابنا أحيانا مشاعر الإحباط لموت إنسان عزيز بحادث تفجير مثلا . أو اغتيال ارعن. فنكفر بكل شيء.. ونعتقد أنها نهاية العالم.. ثم ما نلبث أن نعود لزهرة الحياة .. ونتنفس أوكسجين الشعر. وننسى..

 

س27: رسمية محيبس:هل لصحيفة المثقف دور كاسرة تحرير في ترشيح نص بعينه أو رفض نص آخر رشح من قبل هذا الكاتب او ذاك بعيدا عن راي المتابع وفق الآلية التي اعتمدت في تكريم عدد من رموزنا الادبية والتي لا تخضع لراي المتلقي غالبا؟

 ج27: ترشيح النص مهمتي الأولى والأخيرة.. ولا تتدخل أسرة المثقف بالترشيحات إطلاقا... لكن حين أتأخر أحيانا يكاتبني الأستاذ ماجد. ويسأل عن صحتي .. ويذكرني بالموعد فقط. .. ولم ترفض إدارة الموقع أي ترشيح اقترحته والحمد لله..

 

س28: رسمية محيبس:ما هي ميزات النص المؤهل للنقد لدى سلام كاظم فرج؟

ج28: كل نص إبداعي مؤهل للنقد ..  وهنالك نصوص تحفز المرء على الكتابة عنها.. لكن الظروف الحياتية والنفسية للنقاد ربما هي السبب في قصور النقد العراقي في متابعة ما ينشر وكثافة النشر قد تغطي على نصوص إبداعية متقدمة تضيع في اللجة..

 

س29: رسمية محيبس:ايهما اهم عندك عملية تفكيك النص واعادة بنائه أم كتابة القصيدة باعتبارك شاعرا مهما وأحد كتاب قصيدة النثر؟

ج29: لطف منك أن تنعتيني بالشاعر.. ونبل حين أضفت (المهم)..

 مفردة الشاعر أو الشاعرة. أراها مقدسة بما يكفي لكي أرتعب حين تناديني بها... فأمامي قائمة هائلة. من الشعراء.. من هوميروس إلى طرفة بن العبد.. إلى ازرا باوند.. إلى الجواهري فبدر فنازك .. وتطول القائمة..

 النص حين اكتبه لا أفكر سوى بقارئ واحد .. هو أنا .. لا أفكر بالنشر. ولا بما سيحققه.. وقد يأخذ مني أياما لكي أكمله واحتفظ بكمية الجنون التي فيه.  ومهما حمل من حماقات . ومهما غرد خارج السياقات.. لا افككه لأعيد بناءه. ولا أشذبه.. بل اتركه كوليد وحشي. ولدي عشرات النصوص غير الصالحة للنشر!!.. بل هي صالحة. ولكن عند نشرها قد تسبب فضيحة!! (فضيحة على مستوى الحماقات التي يحملها النص)..

 لكن حين أفكر بالنشر تأتي مرحلة التثقيف.. . لا أقول التفكيك.. بل.. النظر إلى قدرة النص على حيازة مقبولية ما عند شريحة من المثقفين..عند ذاك قد أشطب سطرا. أو استبدل مفردة أو أعيد صياغة جملة.. وهكذا.

 ربما لاحظت أنني لا امتلك قاموسا شعريا. فانا تجريبي.. ومثلي الأعلى.. في الكتابة إزرا باوند.. أحاول جهد إمكاني أن لا ادخل النهر مرتين.

 ربما خرجت قليلا عن سياق سؤالك .. ولكن معك يحلو حديث الشعر..

 

س30: رسمية محيبس:ما مدى علاقة الناقد بالنص هل يحرك النص ويضيئه ويعيد اليه قواه الخفية وهل يضيف النقد دماء جديدة للنص ولا أقصد هنا النقد الاستعراضي بل النقد البنّاء؟

ج30: الناقد قارئ ممتاز بالدرجة الأولى.. وعلاقته بالنص تبدأ منذ القراءة الأولى.. وبقدر ما يمتلك من أدوات نقدية.. وبقدر اطلاعه على تطور الفن الذي هو بصدده .. تكون قدرته على استشراف النص والتعرف على مكامن الإبداع فيه .. فيضيء الجوانب التي ربما تكون قد غابت عن القارئ.  ومهمة الناقد لا تنحصر في إضاءة النص بل البحث عما وراءه..وخلفيته.. وهنا قد يكون مهما أن يعرف الناقد شيئا عن خلفية المبدع خارج إطار النص (وها ما يرفضه البنيويون)..

 الناقد لا يضيف شيئا،، مثلما تفضلت دماء جديدة. أو رؤى ليست موجودة أصلا..

. مهمته تنحصر في إضاءة الجوانب الخفية. وبقدر ما يضيف للنص ما ليس فيه.. يكون الفشل حليفه فيسيء لنفسه قبل أن يسيء للشاعر أو السارد.. أما إذا كنت تقصدين بالدماء الجديدة الرؤى الكامنة في النص فتلك من بين أهم واجباته..

 ولهذا ترين أخاك سلام لا يجرؤ على الادعاء بأنه ناقد .. ويؤشر عند كل قراءة .. بجملة (قراءة أنطباعية لنص فلان..). أو تقديم النص الفلاني للشاعر....

 معك يحلو الحديث سيدتي أم سلام.. لقد تشرفت بحضورك. وعسى أن تكون أجوبتي وافية..

 

لمتابعة حلقات الحوار المفتوح

....................

ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاوَر عن طريق اميل المثقف

[email protected]

 

...........................

خاص بالمثقف

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1778 السبت: 04 / 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم