صحيفة المثقف

من وحي مقالة الأستاذ زيد الحلي (زعل هيكل ..) / سلام كاظم فرج

فقد إستبشرنا خيرا (نحن الغاوين)!.. بقرب صدور مجلة أدبية ثقافية سياسية أسمها (ألف باء..) وقيل أن اللجنة التحضيرية المكلفة بإدارتها ستكون من الإعلامي عبد اللطيف السعدون والاعلامي زيد الحلي والأديب ماجد السامرائي..(صاحب رسائل السياب). وليس السفير ماجد ولا الكادر الحزبي ماجد السامرائي الذي أعدم فيما بعد. بل هو الأديب ماجد السامرائي.. والشاعر سامي مهدي.. وفعلا.. صدر العدد الأول من المجلة بجهود هؤلاء الأربعة.. وبعد انتهاء مرحلة عارف.. تناوب على إدارتها  نخبة من الكتاب الممتازين اذكر منهم عبد الجبار الشطب وحسن العلوي والأستاذ الحلي.. وقد خرج من معطف ألف باء نخبة من كبار أدباء العراق. اذكر منهم الروائي أحمد خلف والروائي كاظم الأحمدي والقاصة سالمة صالح والقاص الياس الماس الياس.. وعشرات الشعراء .. وكان لبسام فرج ومؤيد نعمة رسامي الكاريكاتير. دورا مهما في تعزيز هذا الفن. من خلال المجلة العتيدة..  وكانت رسومات  فيصل لعيبي وصلاح جياد تزين صفحة الغلاف بأجمل الصور لشخصيات سياسية وادبية عالمية وعربية ومحلية.. وبقيت مدمنا على اقتناء المجلة لغاية دخول ما سمي بمرحلة الحصار.. حيث اكتسب كل شيء حينها طعم الرماد..

 كتبت السطور أعلاه لأعبر عن معرفتي بمكانة الأستاذ زيد الحلي. فكل مثقفي جيلي مدينون له بواجب الإكرام .. انطلاقا من مقولة أمير الشعراء شوقي.. قم للمعلم وفه التبجيلا..فالأستاذ الحلي أحد أساتذة الجيل.. ولكني لمست في مقالته حزنا عميقا.. حيث لا يستوجب الحزن.. (أما ملاحظاته القيمة بشأن المثقف الغراء فعلى العين والرأس. وكلها ستكون روافد مهمة ستغني المسيرة بإذن الله)..فبحكم اطلاعي على كتابات الأستاذ زيد الحلي قرأت له مقالة عن صورة نادرة للسياب. وملاحظات عن سيرة الشاعر الكبير. أثارت حينها ردود أفعال متباينة. وكتبت مقالات قاسية بحق الأستاذ الحلي. وكنت من بين من تصدى وعارض النقد الجارح بحق شخصه الكريم... لكنني لم أجد في مقالة الأستاذ الحلي وفي الردود عليها مايستوجب الحزن العميق.. فالحراك الأدبي والثقافي.. مذ كان الحراك.. هو التباين في وجهات النظر والاختلاف. والتقاطع..

 ثم نشر الأستاذ الحلي مقالة عن رسالة نادرة للسياب.. وجدت مقالته من يرد عليها بأن هذه الرسالة معروفة ومنشورة..

 المنطق يقول أن الأستاذ الحلي ليس مجبرا على قراءة كل ما ينشر من كتب ومقالات. وإذا قال حينها. أن الرسالة نادرة فهو على حق.. وإذا وجد من يرد عليه وبالوثائق أن الرسالة منشورة.. فهو على حق أيضا. وليس هنالك من إساءة لمكانة أحد..

 كذلك الأمر بالنسبة لقصيدة السياب في هجاء عبد الكريم قاسم.. قال الأستاذ الحلي إنها لم تنل حقها من الاهتمام. فأجبته بل هي منشورة في ديوانه. شناشيل. والمجموعة الكاملة. وأخبرته أنها قصيدة ركيكة  إذا قيست بروائع السياب.. وتطرقت إلى محنة السياب مع جريدة الحرية ومؤسسة فرانكلين.. ورأيي في جريدة الحرية  نابع من موقف إيديولوجي..جذوره تمتد لسنين عصيبة مررنا بها تركت آثارها ومن الصعب تجاوزها... وإن موقف الأستاذ زيد منها كأحد محرريها لاغبار عليه. ومن حقه أن يحترم تأريخه. وتأريخ الصحيفة التي عمل فيها.. كما إن من حقنا أن نختلف معه. ونعلن موقفنا من تلك الصحيفة... ولكن هل كل ذلك يستوجب حزنا ما كما وجدت في النصوص التالية (وأظن أن صديقي الغرباوي يتذكر في رسائل متبادلة بيننا إنني حدثته عن انحياز غير مبرر وجدته في الصحيفة، حيث كان ميزان الحق عنده (في الحالة التي يعرفها في الأقل) يكيل بمكيالين ويبدو إن انبهاره واضحاً لجهة كانت في يوم من الأيام تبعث للعبد لله مقالاتها للنشر وفي مرات عديدة كان نصيب تلك المقالات الاعتذار عنها، هذه الجهة أصبحت أحد الأعمدة في الصحيفة التي لا يجوز التقرب منها، وأقنعت نفسي بان معرفتي بأخي الغرباوي جاءت متأخرة بعض الشئ .. ويا مغير الأحوال من حال إلى حال، لقد آلمني ذلك الموقف، وكنتُ أمنيّ النفس بأن نشرك القراء في ما حصل ليعرفوا الحقيقة، لكني خلدتُ إلى تأمل طويل أمضغه كما الرمال، وتساءلتُ مع نفسي هل إنا كاتب بصير في زمن أعمى أو كاتب راء في عصر لا يرى؟ (انتهى الاقتباس)

 إن الاختلاف في وجهات النظر بين الكتاب حتى وإن وصل إلى درجة التقاطع لا يقلل من احترام الصحيفة لكتابها كل كتابها. وليس في الأمر انحيازا لهذا أو ذاك.. بل أن مهمة الصحيفة تشجيع الاختلاف بين الكتاب لإغناء ثقافة الاختلاف المقرونة بالاحترام. وحتى اختلاف التلميذ مع أستاذه.. علامة خير وصحة.. وليس أدل على ذلك من اختلافي مع الأستاذ الحلي. فكما قلت إنه من أساتذة جيلي.. واحترامه احد أهم واجباتي. لكن هذا لم يمنعني من الاختلاف معه في مواضع. والوقوف معه في مواضع..

  أما ملاحظاته القيمة بشأن المثقف فآمل أن تكون أحدى مثابات العمل القادم لحيويتها وجدتها ورصانتها.. ويطيب لي أن ألطف الجو

 بحكاية طريفة. حول ملاحظة أستاذنا  زيد الحلي عن موضوعة التخاطب بين الكاتب والمعلق. وكيل الألقاب.. فقد عاتبني  في رسالة خاصة أحد الشعراء المهمين. حول مخاطبتي لشاعر صديق بالقول (الشاعر الفذ....) فقال إذا ناديت فلانا بالفذ.. فكيف ستنادي (ادونيس..)؟؟؟!!!. أم أن تخوم مناداتك مفتوحة للجميع؟؟؟

  بالطبع أن عتابه. وملاحظته واردة وصحيحة جدا !!

 لكنني قلت له وبكل إخلاص سأناديه أدونيس وحسب..!!

 ففي كل كتاباتي. حين أتطرق إلى كاتب بمكانة نجيب محفوظ. أو شاعر بمكانة محمود درويش.. لا أضع سوى أسمه المجرد من كل لقب.. وطريفة أخرى أذكرها .. فقد استضافت الجامعة المستنصرية  محمود درويش وصعد على المسرح وقرأ مجموعة من قصائده..

 صرخ احد الطلاب بأعلى صوته.. (محمود!!!).. فأجابه بكل تواضع..(نعم!!!)..فقال الطالب..(نريد سجل أنا عربي!!) فأجاب محمود درويش..( هذه مفعولها أشد هناك. في الأرض المحتلة..) أما هنا. فكلنا عرب..

 تحية لزيد الحلي.  أديبا وإعلاميا وذاكرة عراقية مهمة......

 

..........................

للاطلاع

زعلَ هيكل، فهل سيزعل الغرباوي؟ / زيد الحلي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1781 الثلاثاء: 07 / 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم