صحيفة المثقف

نصوص إمبريالية... (نص تجريبي...) / سلام كاظم فرج

ومبررات كتابته تتوزع بين محاولة ابتكار جنس أدبي لم يجربه ألكتاب من قبل ولا الشعراء. ضجرا من التكرار ومن السائد .. حتى أن كاتب النص المفتوح قد  يبيح  لنفسه ان يدع الشعر الغنائي للشعراء.. والنصوص الشعرية لأجناس تعرف عليها الناس فيما سمي بالنص الكلاسيكي أو الحر أو قصيدة النثر..

 ومن بين السمات المقترحة للنص التجريبي المفتوح إنه لا يعبر بالضرورة عن وجدان كاتبه أو انفعالاته ونفسيته بقدر محاولته توخي أساليب موغلة في التغريب.. ويتحمل النص المفتوح وانطلاقا من راديكالية مفترضة فيه وفي كاتبه..إمكانية التغريب في السرد وفي المضمون. فحين يقول السارد مثلا. (. أنا السلحفاة التي أدمنت خوذتها. وقاتلت في سبيل الخوذة كل بيريات الكون..وأنا المنكفئ على عاهاتي أباهي بها العالم. أستمني المطر الأخضر..وأحول أنظار العالم عن مأساتي دون ضجيج. وأقبل حذاء معشوقتي الإمبراطورة.. القاسية... وأنظر من سمائي لرأس إبرة كعب حذائها!). لايعني ان السارد هنا يعاني من مازوخية مفرطة أو عاهة نفسية. ولايعني أبدا إنه يثقف للذل ويدعو له.. كما إنه لا يؤسس للمقاومة السلبية بتقمص روح الذليل.. لكي يثور الاخر(المتلقي ــ القاريء) عليها. فليست النصائح السياسية أو الأخلاقية من بين مهماته بالضرورة.. بل كتابة نص غير مسبوق من خلال رسم صورة بشعة للإذلال البشري. دون ان يفكر بإدانة ما.. بقدر تفكيره بتنفيذ نصه ألغرائبي  الذي قد يحقق له متعة الخروج عن السائد وعلى السائد وقد يجد قارئا يبهره هذا الخروج..).. ومع كل هذا. ويا للمفارقة.. إنه قد يعني كل ذلك. ويتوخى كل ذلك أو بعضا منه!!!.. سيما ـ وأرجو الانتباه. موضوعة تقمص السلبي لكي يثور الآخر ــ المتلقي  ـــ

 بعد هذه المقدمة.. يمكن للنص التالي ان يجد من يقرأه فيثير فيه شجونا ما.. فيباركه أسلوبا ويلعنه مضمونا.. أو قد يباركه في الحالتين!!!.. وفي الحالتين يمكن للنص أن يثير جدلا فكريا حول مبررات الكتابة ودروبها وإشكالياتها.. فتتحقق مهمة الكاتب.. تحريك المياه الراكدة.. من خلال تباين الأفكار التي يثيرها النص.. بل حتى .. تقاطعها..  السارد هنا لا ينتظر تطويبا آو مباركة. أو لعنة.. لأن مهمته الأساسية فوران وردة التفكير. لا أكثر..

 

نص إمبريالي

 

سلام بن فرج.. في الحالتين.........

 أنثى الكنغر..

 في قفزتها..

 قد تقع في شرك النهر..

.. لكنها لاتسمح لجديلة صغيرتها.

أن يبللها. ماء النهر..

..

إلا أمي..

 حين قفزت مرغمة صوب الحربِ..

 لم تمنع ماء الحرب الأحمر.........

........

 

 كان الشاعر ليلتها مخمورا..

 والجندي في داخله .. أيضا..

 والطلقة كانت ثملة.. . كانت قد شربت  أعني (صاحبتنا الطلقة..)

 إكسير  الشريان الأبهر

.. فار التنور .. وكادت حلمتها من فرط الشوق

 أن تتخدر..ناعسة تتثاءب قرب الموقد.. لعل..الموقد  يطفي شمس اللهفة لتنام  . .

 فخالتها نامت أيضا .. وآخر كلب نبح آخر نبحة.. وآخر ديك.. الخالة نامت.. والموقد..

 يتورد كرز شفتيها والنوم عصي..

 لكن الجندي الثمل الملقى في شرك الحرب........

 المتسرب من بين أصابعها..

................

.............

.........

 سطوح الدار مغبرة..

 ودروب النسوة موحشة.

 ودروب الحلمة..

 في حوش الدار ضجيج أعمى..

 أم... أثكلها الوجد الأعمى..

 وزوجة أصغر من.................

 في. البستان.. كرز .. يذبل..

 كانت كل  الدروب مقفرة...

 ودروب الشفة.

 والحلمة.

... وكان الحلم ينتحر.

  وكل شيء في الكون.

 كان بعيني رأسي يتبخر....

..............

...............

. نص مضاد .. هو إمبريالي أيضا..فالجندي الشاعر. في مسائه. ليس هو جندي القيلولة. وجندي الصباح..لايعني بالضرورة ان يظل جندي صباح. فالجندي يتغير.. رغم أن أسمه وكنيته لا تتغير.. فحديث  النشر في أوامر

 القسم الأول. وأوامر القسم الثاني.. لا علاقة له.. بحديث الروح.. فروح الجندي بين ثانية وثانية.. تتغير!!!..

>>>>> 

>>>>>> 

 أراك..........

 بعيني رأسي..

 صعلوكا من صعاليك المماليك

 يعطبون سفن بونابرت المثقلة

 بكمائن الطباعة.. (أعني مكائن الطباعة) وحديد التسليح..

 يعطبون سكك القطارات.. ويسرقون أعمدة النور

 يصنعون منها بيوتا للبقر..

 فحديد التسليح..

...........

..............

...... أراك مملوكا...

...

..........

تنطق شفته  بالحكمة.. ولمواعظها.. صدى..

 ..............

..................

.............

 وشفة الشاعر المثقوبة بالخزام.. لن توصل..رسالة.. ولا مكتوبا..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1785 السبت: 11 / 06 /2011)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم