صحيفة المثقف

المسؤول والإستقالة والحاجة الى (بوتين)

فقد استقال وزير المالية الفرنسي لمجرد مقال في صحيفة تساءل كاتبه عن كيفية شراء الوزير المذكور شقة في باريس، كذلك قدم وزير الدفاع الروسي – وكانت روسيا  يومها حديثة العهد بالديمقراطية – استقالته لأن طياراً هاوياً حطّ بطائرته الرياضية الصغيرة في ساحة الكرملين قبل اكتشافه، رغم ان الوزير المذكور كان في زيارة خارجية، واستقال وزيرنقل اوروبي لأن زوجته لم تدفع ثمن بطاقة مقصورة في الدرجة الاولى لقطارسافرت به الى مدينة أخرى مستغلة صفة زوجها كما أعتبرت يومها .

أما عن القيادة الكفوءة وأهميتها للشعوب، فقد إنهار الإتحاد السوفييتي وهو الدولة العظمى، حينما جاء رئيس مهزوز إسمه غورباتشوف، ثم وصلت روسيا  الى الحضيض وهي دولة غنية وذات إمكانات عملاقة، حين تسلم رئاستها (يلتسين) الذي أحاط نفسه بمجاميع من السماسرة والفاسدين وذوي الولاءات الشخصية، يومها انهارت روسيا الى درجة اصبح أستاذها الجامعي مرتشياً وجنرالاتها يمارسون التجارة ويستزلمون لأصحاب رؤوس الأموال، فتهالكت جيوشهم وغرقت غواصاتهم النووية مع طواقمها في البحار من دون التمكن من إنقاذها .

فجأة انتخب الشعب رئيساً شجاعاً اسمه فلاديمير بوتين، واصل الليل بالنهار في عمل دؤوب مع مجموعة من المخلصين لبلدهم، وماهي الإ سنوات قصيرة، حتى عادت روسيا دولة عظمى يحسب حسابها في الموازين العالمية  . 

ماالذي ينقصنا لنكون مثل تلك الشعوب؟

سياسيون بارعون وإختيار واع، تلك هي المعادلة التي ستنقذ العراق وتضعه على مسار الحلول .

عشرات الجرائم التي ترتكب كل يوم بحق العراق والعراقيين، من دون ان يتقدم وزير أو مسؤول ليتحمل ذلك ويقدم إستقالته، وعشرات الفضائح التي تزكم الأنوف وتدفع مرتكبها الى الإنتحار تخلصاً من عارها، لكن لايحدث أي شيء ويبقى المسؤول على رأس عمله بل وقد يتسلم منصباً أعلى، أما قضايا الفساد التي يرتكبها المسؤول وتتعداه الى ممارسات أسرته وأقربائه والاصدقاء وأفراد الحاشية، فهي مثل شرب اللبن البارد في يوم قائظ، كلها ممارسات لا تستأهل ان ينتبه اليها أحد ناهيك بأن يحاسب عليها أحد.

هل خلا العراق من المخلصين؟ كلا قطعاً، فمازال مشحوناً بالأمل، لكن دقة الإختيار في المرحلة المقبلة هي الحاسمة، المهم الاّ نخطىء هذه المرة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1167 الاحد 13/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم