صحيفة المثقف

مغلق

هكذا تقول جميعُ الابواب .

إملاقٌ، إملاقٌ ، إملاق

هكذا يصيحُ بوجهي الشحاذ .

جفافٌ،  جفافٌ ،  جفاف

هكذا يكلمني النهرُ

وأنا ....؟

ما زلتُ ارقصُ نشوان

ابحث عن بقايا  رغيفٍ

خبزتْه أُمي  في أول سنة من القرن الماضي

أحملُ حافظةَ أوراقي الرسمية

فيها

شهادة ميلادي ، مزيفة !

شهادة الجنسية تحمل ارقاما فردية

بطاقة السكن الخضراء

تحكي أني  ما زلت  بدوياً

ابحثُ عن بعيرٍ ضال   !

وبطاقتنا التموينية

 مازلت لم تدرجْ فيها

موادُ الحصة

تحمل اسمي  وجدي الثالث

واللقب المشكوك فيه  ؟

و  ماذا بعدُ في حافظة أوراقي ؟

عنواني الدائم

و رقم الدار

واحد على واحد 

مقاطعة رقم واحد

غير المأهولة بناس مثلي

الشارع مسكون بالوحل

والأرصفة يمشين حفاة

فوق دروب السابلة ٌ

وأنا مازلت البس أسمال الوالد

تلمستُ بطني لأعرف

كيف اشوي عليه

أقراصَ الجوع

رآني الشرطي

فهز بوجهي القرباج

لا يُسمح تكشف عن عورة

فبطنك هذه  عورة

 شكلك غير المألوف

عورة

أوراقُك هذه كلها عورات

نحنُ كُلفنا نراقب

 كلّ من يكشف عن عورة.

الوقوف في الطابور لاستلام 

مسحوق الغسيل  عورة

 حتى حك الظهر يندرج

في باب العورات

ولما خفت ذهبت الى

قبر الوالد

كانت امي ترقد في خاصرته اليمنى

ترحمتُ على امي

 وسألتُ اللهَ أن يغفرَ

لأبي

لكثرةِ ما كان يحكُّ

بطنَهُ من لسعاتِ البق . 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1176 الثلاثاء 22/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم