صحيفة المثقف

مجلة ثقافتنا .. مشروع لدمج الثقافة العراقية بالحراك الفكري العالمي / يوسف محسن

وبروز التطور والاندماج بالثقافات العالمية بعد أن توفرت لهذا المشروع الأرضية الكاملة في سلسلة البيوت الثقافية في المحافظات العراقية فضلاً عن مراكز الثقافة التي تفتح تباعاً في عواصم العالم من أجل التواصل الثقافي وتغير الصورة النمطية للعراق الخارج من متاهات الرماد، وكذلك بروز الإبداعية العراقية في حقول الشعر والرواية والمسرح والاعمال الفكرية والسياسية حيث تعد مجلة (ثقافتنا) مشروع  وطني لذا يتطلب إيجاد الخطط الواسعة للنهوض بهذا المشروع عبر توفير الفرص أمام الباحثين والكتاب في الإنتاج الفكري والثقافي وهو مشروع تتشكل وظيفته أولاً وقبل كل شيء في تعريف العالم بالثقافة العراقية ورد الاعتبار لمشروعيتها فضلاً عن ذلك سوف يجري تطوير المجلة ( ثقافتنا) عبر تقديم ملفات فكرية شاغلة في المجتمعية  العراقية والحقل الثقافي من أجل تطوير حركة التواصل بين مجلة ثقافتنا / المشروع  والحقل الثقافي والفكرالعراقي والفكر العالمي فمن أهداف المشروع / المجلة ، خلق فاعلية للفكر الحر والمعرفة النقدية فضلاً عن ذلك خلق روابط حوارية بين الطاقات الفكرية والثقافية العراقية والعمل على نشر المعرفة حول القيم السياسية والاخلاقية الحديثة وقيم المواطنة والتعايش والاختلاف والتنوع بين الجماعات العراقية والاحتفال الفكري بهذا الاختلاف.

 

ملفات

احتوى العدد العاشر من المجلة على سلسلة من الملفات في الحقل السياسي ، ملف عن الفصل السابع حيث أحتوى على بحثين هما علاقات العراق مع البيئة الدولية للدكتور أسامة مرتضى والبحث الاخر يتحدث عن السبل لخروج العراق من  أحكام الفصل السابع للدكتور طه حميد وفي باب فنون كتب رزاق حسين وبهاء عبد القادر عن فن الكاريكاتير بوصفه فن الصور أما في النقد الادبي فقد أحتوى على أربعة دراسات تتعلق بتيار الرواية داخل الرواية في الرواية العراقية للدكتور حمزة فاضل ورواية الانتقام دراسة مقارنة بين موبي ديك واللص والكلاب للدكتور باسم صالح ودراسة عن برهان الخطيب للدكتور نجم عبد الله كاظم ودراسة عن السرد من العالمية إلى العلمية للدكتور ميلاد عادل جمال وفي ملف اللسانيات بوصفها نظرية للتواصل نقرأ ثلاث أبحاث، في التواصلية والإعلام مقاربة سوسيو لسانية للدكتور  مؤيد آل صوينت والدلاليات والتداوليات أية علاقة ؟ د.خالد خليل وتحريك الثابت الرمزي في تواصلية التفاعلية الرقمية الدكتور مشتاق عباس

معن وفي ملف دراسات للدكتور عامر جميل مقالة عن التفكيك ما بين سلطة التعريف وتقاوم المعنى وللدكتور هيثم محمد عن الأستغراب من الايديولوجيا إلى الابسنمولوجيا  وجماليات الايقاع في الخطاب الصوفي  - خطاب النفري  انموذجاً لـ فريدة مولى ويحتوي العدد على ملفاً للترجمات حيث  احتوى على مقالة عن الاساطير الاولى  لفابريتسيو بو توحي ترجمة د. مالك الواسطي ومقال ما بعد الحداثة لـ ماري كلاغس ترجمة عبد الستار جبر فضلاً عن ذلك نصوص في الشعرية للشعراء حسن عبد راضي وقاسم سعودي ولبنى ياسين وبلقيس الملحم وصباح العبودي وعلي عبد الرحمن أما في ملف جدل لـ (ما بعد) فقد أحتوى على مجموعة من الدراسات ( أزمة النظرية النقدية العريقة وإنتاج (الميتاسردية) للدكتور حسب حمزة وما بعد البنيوية للدكتور سمير الخليل وكذلك احتوى العدد على قراءة في كتاب لـ أحسان محمد التميمي وإصدارات حديثة وشخصية العدد التي تم تخصيصها للشاعر رعد عبد القادر والتي احتوت على شهادات لـ عبد الزهرة زكي وحيدر سعيد وعبد العظيم فنجان ونصير غدير ومحمد مدحت ومحمد النصار وأحمد جليل الويس وملف تجارب لم تكتمل خصص لـ رعد مطشر أما في ظواهر عراقية فقد كتب البروفسور متعب مناف عن ظاهرة التصحر وأثره في سلوك الفرد العراقي بحث في سوسيولوجيا كارثة العطش وكتب شمخي جبر عن الحزب الإسلامي العراقي بعد المشاركة السياسية أما عبد الجبار خضير فقد درسه ظاهرة منظمات المجتمع المدني في العراق.

 

الفصل السابع

يبين الأكاديمي اسامة مرتضى ان العراق يشكل ثقلاً اقتصادياً مهماً في الإقتصاد النفطي العالمي  من خلال ما يملكه في احتياطات حيث  يأتي بالمرتبة الثانية ، فضلاً عن الامكانيات البشرية والسياسية التي يمتلكها تتطلب سلسلة من الاجراءات للخروج من الفصل السابع وذلك ان العراق لم يعد يشكل خطراً اقليمياً أو دولياً وكذلك انهاء العمل بالفقرة 20 من القرار 1983 وذلك للتقدم الحاصل على المستويات كافة  والتزام العراق بدفع التعويضات أما في مقال د. طه حميد حسن ( ما السبيل إلى إخراج العراق من أحكام الفصل السابع )  فهو يقدم تصور كامل عن ماهيته الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتطبيقاته والذي يحتوي عقوبات غير عسكرية وإنما عقوبات اقتصادية جزئية او شاملة قد تصل إلى حد فرض حصار اقتصادي كامل بري وبحري وجوي وقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية فضلاً عن قطع الاتصالات الدبلوماسية بعد هذا العرض التفصيلي يتوصل الباحث إلى استخلاصات مهمة تقع على عاتق الحكومة العراقية تتبلور في وضع برنامج حكومي وطني متكامل يؤسس لبناء استراتيجية شاملة تنبع منها سياسة الدولة العراقية الداخلية والخارجية بوصفها دولة مصدرها وشرعيتها المجتمع العراقي تسعى إلى استعادة مكانة العراق في السياسة الدولية والاقليمية وتنشيط العمل الدبلوماسي وعلى كل المستويات من خلال تفعيل دور البعثات الدبلوماسية ووضع خطة متكاملة للتحرك من قبل البرلمان مجلس النواب والسلطة التنفيذية بكل فروعها على الدول الفاعلة والمعنية بألشأن العراقي والقادرة على التأثير في إستعادة العراق دورة في المنظومة الدولية وضرورة توحيد الخطاب السياسي والاعلامي الخارجي من قبل كل الاطراف والقوى المشاركة في العملية السياسية بكل مؤسساتها.

 

التفاعلية الرقمية

في مقال التواصلية والاعلام مقارنة سوسيو لسانية يوضع د مؤيد آل صوينت أن اللسانيات المعاصرة تنظر إلى وظيفة اللغة من زاويتين مختلفتين أولهما النظريات اللسانية الصورية وهي النظريات التي تعد اللغات انساق  مجردة يمكن وصفها بمعزل عن وظيفتها التواصلية وثانيهما تمثلة النظريات اللسانية المستنده  إلى تصور مفاده أن اللغات الطبيعية بنى  تحدد خصائصها (جزئياً على الأقل) ظروف استعمالها ووظيفة اللغة أساساً هي التواصل ويعالج الباحث ربط خطاب الاعلام التواصل بالوظائف الاعلامية بوصفه موضوع رئيسي في حقل السوسيولسانية وذلك انها تمثل السلطة الرابعة ويمكن تميز نمطين من الاستدلال الاستعمال العمومي للخطاب الاعلامي احدهما سوسيو سياسي أساساً ويضع أسئلة من قبيل كيف يقوم الخطاب الاعلامي على نحو جيد أو ردئ بالعمل الذي ينتظر أن يقوم به؟ هل يلتزم بما يكفي بالمطالب السوسيو سياسية؟ المقامة حوله في المجتمع الأخر النمط الثاني يؤسس على كيفية سوسيو لسانية ويدمج الخطاب الإعلامي العمل النظري بالمصنفة اللغوية للمجتمع عموماً.

 

ما بعد الحداثة

في مقال ما بعد الحداثة لـ ماري كلاغس ترجمة عبد الستار جبر يوضح الباحث أن الحداثة هي مصطلح معقد ومجموعة من الأفكار انبثقت في أطار الدراسة الأكاديمية في حقبة ثمانينات القرن المنصرم ومن الصعب تعريفها لكون هذا المفهوم يظهر في تشكيلة عريضة من فروع المعرفة  أو في مراكز الدراسة بضمنها الفن والعمارة والموسيقى والسينما والأدب وعلم الإجتماع الازياء والأتصالات والتكنولوجيا.

ويواصل الباحث تصوراته عن الحداثة  : أن مظاهر ما بعد الحداثة برز من اتساع الحركة الجمالية المصنفة أو بـ الحداثة أو العصرية وهذه الحركة تقريباً ذات حدود مشتركة مع أفكار القرن العشرين حول الفن ويبين الباحث أن ما بعد الحداثة وثيقة الصلة بقضايا تنظيم المعرفة في المجتمعات وتنظيم السياسة التربوية التي تعتمد او تضع توكيدات على سلسلة المهارات والتدريب أكثر من التأكيد على الغايات المثالية والانسانية الغامضة وقد دخلت حلول تقنيات الحاسوب الالكترونية أحدث ثورة في صياغة انتاج المعرفة وتوزيعها واستهلاكها في المجتمعات الغربية وهنا أن ما بعد الحداثة هو شيء غير قابل للتميز.

 

إنتاج الهوية الميتاسردية

في مقال أزمة النظرية النقدية الغربية وإنتاج الهوية الميتاسردية يبحث  د.حسين حمزة الاطروحات النظرية بصدد السرديات الروائية وتعددها  وكان هذا التعدد والاختلاف تنمية للتحولات النظرية المعرفة أو في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي طالت المجتمع والثقافة الأوربية معا فقد ناقشت نظريات الحداثة مشروعها الفلسفي والفكري والثقافي والحضاري اشكالية الجنس الروائي وكانت الحركة الرومانسية في المانيا وهي أول تباشير الحداثة الاوربية ويضيف الباحث :أن اسهامات هيغل في نظرية المعرفة اسهامات كبيرة اذ كانت لها علاقة بتطورات النظرية المعرفية النقدية الهيغلية  وجدليتها  في تحليل العالم ومن ثم فإن هناك علاقة بين تطور الرواية في بنيتها الكلية وتحولها.

 

النقد الثقافي

يقول الباحث د. سمير الخليل في مقالة ما بعد الحداثة والنقد الثقافي ما بعد البنيوي :  لقد شهد القرن العشرين العديد من الانعطافات والمسارات الفكرية التي تحددت ملامحها في الانتقال من الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة والتي أمتدت توجهاتها الى مطلع القرن الحادي والعشرين وما رافق ذلك من ظهور مدارس وتوجهات فكرية حداثوية كان لها تطبيقاتها على صعيد الأدب والفنون والسياسة والاقتصاد والفلسفة والاجتماع البشري ومن تأثيرات الماركسية مروراً بالوضعية والوجودية والظاهراتية والبراغماتية وما اتيح عنها من توجهات  بنيوية وما بعد البنيوية وصولاً من المدرسة التفكيكية وافرازات النقد الثقافي في مواجهة قوى التسلط والهيمنة واشتراطات العولمة إلى انفلاتات العالم واعادة تشكيل حياتنا وينقل الباحث عن عالم الاجتماع غيدنر في كتابة (العالم المنغلق) ان توحيد المعايير الثقافية تعد من العناصر الجوهرية في عملية العولمة ويرى ان التأثير الاعمق يكون من خلال التنوع الثقافي المحلي الذي لا يتسم بالتجانس ويتوقع عالم الاجتماع غيدنر : يؤدي هذا التجانس إلى الاصالة .

كما ويحدد الباحث سمات ما بعد الحداثة والتي تقوم على أزالة الحدود والفواصل التي تميز بين الثقافات العليا والثقافات الشعبية والسمات الاخرى هي أختفاء معنى التاريخ فالنظام الاجتماعي المعاصر فقد قدرته على الاحتفاظ بالماضي والعيش في الحاضر الدائم وتغير يهدم التقاليد التي سار عليه النظام الاجتماعي القديم وقد تحول الواقع إلى مجموعة صور وتشظي الزمن إلى سلسلة من الحاضر ويبين الباحث أن عصر ما بعد الحداثة يمثل الحقبة التي جاءت ما بعد زوال الهيمنة الغربية والنزعات الفردية لذلك احتلت ثقافات أخرى مكانتها من الحاضر في هذا العصر وزاد الميل إلى التعددية الثقافية وتنوع مصادر المعرفة والثقافة ويشمل مصطلح ما بعد الحداثة عدد من مقاربات النظرية مثل ما بعد البنيوية  والنزعة التفكيكية والبراغماتية الجديدة وكلها تتعلق بنقد الاساس العقلاني الذاتي للحداثة ثم ينتقل الباحث إلى تحديد أسس النقد الثقافي ووفق تصورات عبد الله الغذامي حيث يرى أن خصائص النقد الثقافي تقوم على ثلاث نقاط أولاً ينفتح  النقد الثقافي على مجال عريض من الاهتمامات إلى ما هو غير محسوب في حساب مؤسسة المهمش والمهمل وإلى ما هو غير جمالي في العرف المؤسساتي سواء كان خطاب أم ظاهرة ، النقطة الثانية أن النقد الثقافي يوظف مزيج من المناهج التي تعنى بتداويل النصوص وكشف خلفياتها وانساقها الثقافية النقطة الاخيرة : التركيز على فحص انظمة الخطاب والانظمة المعرفية للنصوص.

 

سياسة العطش

يقول بروفسور متعب مناف في مقالة المعنون التصحر واثره في سلوك الفرد العراقي بحث في سوسيولوجيا كارثية العطش في  العراق : ان العراق منطقة  دلتاوية في البنى التحتانية للسلوك

فهو نتاج حوض نهري دجلة والفرات وصمم حياته وصرف ظنونه مازجاً أياها بأوهامه ومخاوفه ليضع بينها معتقدات اتخذ منها سقوف لضبط توجيه حركة فعله اليومي تاركا نهاياتها حافات تنشأ عليها فضاءات تخلص الانسان من القيود وممارستها سميت بالاساطير هذه الدلتاوية الطرفية الرافدينية لها ما يقاربها في دلتا النيل ويضيف الباحث أن الماء أقرب إلى العراقي وبالاخص العذب منه وقد ارتبطت حياته انساناً وثقافة ومجتمع بالماء الجاري.

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1996 الاثنين 09 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم