صحيفة المثقف

من هو البديل للزعيم عبد الكريم قاسم في العراق؟ / عبد الجبار العبيدي

كلهم من العراقيين.كم أحتضنت تربة العراق من الابرار المخلصين من غير العراقيين، أحتضنت علي والحسين وموسى بن جعفر وابو حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني والاخرين. هي مدينة الشمس الساطعة والهواء العليل، والماء العذب، والزرع ألاخضِرالنَضَر، والطين الغرين ألاصفرالذهبي الخَصب . أنها مدينة المنصور العباسي، الذي بناها بجهد العراقيين وصرف على بنائها 20 مليون دينار ذهبي.فهل من حق احدٍ ان يخربها وهي مُلك العراقيين.

 

كم من قائد شهمٍ مرَ عليك يابغداد أبتداءً بالمثنى بن حارثة الشيباني، وكم من جاهل دنسك يا بغداد، مثل هولاكو، ولكن ستبقين يا بغداد انت بغداد التي عرفناك الكاظمية والاعظمية والكرادة شامخة أبداً. لن يضيرك يابغداد من اراد تمزيق شملك بشعارات غريبة عليك ما عرفتيها سابقاً، بسني وشيعي وكردي ومسيحي، لكنك قلت لهم، لا انا بغداد العراق كل العراق، سأمزق شملكم غداً، فلا اعترف بغير خريطة وطني الابدية الموحدة التي يحتضنها دجلة والفرات..

 

بين الحق والباطل في الفكر الانساني علاقة جدلية لا تتوقف، حتى يفوز الحق على الباطل على مدار السنين، وكلما عاد هذا الالتباس من جديد . يحتاج الى فك أرتباط جديد، وتستمر الجدلية الكونية حتى يرث الله الارض ومن عليها، وتبقى النهاية للحق الرصين، يقول الحق: ( ..... كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبَد فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الارض، الرعد17.

 

لقد جعل القرآن أساس المعرفة الانسانية هو الفصل الدائم بين الحق والباطل المرتبطين ببعضهما بعلاقة تناقضات جدلية. لذا خاطب القرآن بني أسرائيل: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون، البقرة 42). .فالاسلام ليس صوم وصلاة وحجُ وزكاة وحسب، بل قانون وعدل وعمل مفروض على الجميع.وهذا هو الاسلام ولا غير.

 

 ان أول ظاهرة تاريخية حضارية مرت بالعرب حين فصل النبي محمد(ص) الالتباس بين الحق والباطل عند مجيء الدعوة في القرن السابع الهجري، وكان من جراء فك الالتباس هذا حصلت الحرب الاهلية بين المتناقضين قريش والدعوة المحمدية.وحيث ان الباطل يُنسف والخطأ يُصحح، هنا كانت بداية الانطلاق.، وهذا ما ردده الزعيم عبدالكريم قاسم في احدى خطبه قائلاً: (ايها العراقيون لا تخونوا وطنكم، فان الحلال والحرام بيَن بين الناس، مستلهماً قول الرسول الكريم(ان الحلال بيَن وان الحرام بيَن، صحيح مسلم م3 ص1219).هنا اراد عبد الكريم قاسم ان يمكن للفلسفة من مهمتها في بناء الدولة العلمية الديمقراطية الدائمة في فك الارتباط في منهج واضح بين الحق والباطل بحبل متين.

 

وظل عبد الكريم قاسم رغم التجاذبات الداخلية والخارجية مصراً على تنفيذ أهداف الثورة العليا في الاستقلال الوطني والمحافظة على الثروة القومية والتمسك بالقَسَم، قَسَم الوطنيين، ولم يكن بحسبانه رئاسة او مكسب شخصي مُعين حتى مات ولم يملك قصرأ او سيارة او رصيداً ولا حتى زوجة أوضنين، ولم يعين واحداً من أقربائه في مراكز الدولة ابداً. لكنه كان يملك الشعب والقانون رقم 80 الذي توج به حركة التغيير الوطنية، والذي اصبح فيما بعد مرتكزاً لاستثمار ثروة الشعب من قبل كل الوطنيين، لو نفذ دون خراب الاخرين.لكن هذا لايكفي، بل الذي كان عليه ان يعمله هو ان يحتاط لنفسه والدولة والشعب ولا يغرقهم في بحر الدماء ويمكن الاخرين من الشيوعيين الذين لا يؤمنون الا بفكرهم الشوفيني اللئيم حتى فتحوا علينا ثقافة العنف فتلقفها البعث وأوغل فيها حتى العظم في التدمير والتخريب الذي لا زال مستمراً الى اليوم دون توقف.

 

ان من يقدم على التغيير نحو الاصلح على حد رأيه ان يكون ملما بكل جوانب الموضوع، لا متكلا على الاخرين الذين لا خبرة لهم في كل الميادين، فالدولة لا تقاد ولا تتقدم الا بالعارفين المخلصين وليس بمحاصصة الاقرباء والاصدقاء المنتفعين الذين لا هم لهم الا انفسهم دون الوطن والمواطنين والا تكون النتيجة هذا الذي حدث ونراه اليوم من مآسي ماكنا بحاجة اليها ابدا لو التزمنا بالدستور والقانون ومنحنا الوظيفة لمستحقيها دون تدليس.

 

لم تأتِ الثورة التي قادها عبد الكريم قاسم من فراغ، بل رافقها منهج علمي وطني في التطبيق رصين، وأن شابها بعض أخطاء المتهورين، فما كان منه ان يلتزم جانباً دون الاخرين، فاستغل الشيوعيون معارضة القوميين، ليوقعوا العراق في محنة الممتحنين، فلا احد ينكر ان عبد الكريم قاسم كان قائداً عسكريا و سياسيا، درس الاركان العسكرية وطرق التدريس وفلسفة التعليم ومنهج البحث العلمي الرصين، وكانت له مكتبة في بيته في كرادة مريم لم يفارقها حتى في وقت أنشغاله بالدولة بعد الثورة، وظلت أرثاً للقارىء الكريم من بعد رحيله الأبدي عن العراقيين.

 

 العراقيون دوماً غير محظوظين، فقد ولدوا في الازمة ولا زالوا في ازمات مستمرة فحين تولد عندهم القيادة الواعية يحاصرها الحاقدون، وهذا تاريخهم منذ الأزل لطمع المجاورين فيهم دون تحديد .لقد قصرَالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمعاداته لعبد الكريم قاسم، فهو لم يكن قاسم العراق كما سماه خطئاً، بل كان موحد العراق كما سماه العراقيون.لم يكن سنياً ولا شيعيا بل كان مسلماً عراقياً، يصلي خلف الابواب الموصدة في مقره بوزارة الدفاع حتى لا يراه احد فيصنفه تصنيف الطائفيين، نعم كان ابوه نجاراً سنياً وأمه شيعية، لكنه ما تظاهرَ يوماً بلقب، هذا ما نقله لي العقيد المرحوم وزير العبيدي الذي كان مرافقا ثانوياً له في وزارة الدفاع.

 

لم يكن عبد الكريم قاسم قائداً لحركة عسكرية أنقلابية في العراق فقط، بل كان صاحب نظرية سياسية لنقل العراق من حالة الى اخرى، من العوز الى العيش الكريم، وهذا ماعبر عنه في خطبته في كنيسة مار يوسف ببغداد حين قال مخاطبا الشعب العراقي:(ان وطنكم العراق بحاجة الى فك الارتباط بين الحق والباطل، بين حقكم في العيش الرغيد وبين الاستغلال الاجنبي لوطنكم العراق)، فالرجل لم يبيع الجزء بالكل، بل اراد ان ينقل الصورة الموجودة في الاذهان الى صورة يوجدُها في الاعيان اي في الواقع العراقي الذي يريد تطبيقة بعد التغيير، لكنه مع الأسف واجه المنحرفين.

 

ان مصداقية الرجل كانت في تصرفاته الوطنية التي لم تشوبها شائبة.فلم يخرج عن خط الاستقامة، فلم يَستغل ولم يتوافق من أجل السلطة، بل أرادها للشعب كل الشعب، رغم تدخلات المتدخلين، فقد استشهد وهو لا يملك سوى سبعة دنانير في جيبه أخذها سلفة من خزينة الدفاع.لقد كنا جميعاً من المقصرين بحق زعيم عراقي فذ لم نعرفه تماماً.أنه كان رفعةُ رأسٍ وشرف للعراق والعراقيين.

 

وفي وسط الزحام تضيع الحقائق ولا يكتشفها الا التاريخ وقلة من المؤرخين بعد حين. وهذا ماردده المرحوم رفعت الحاج سري قبل اعدامه حين قال): نحن جميعاً أخطئنا الحساب، (ولحد الان لم يأتِ باحث تاريخي على متابعة هذه المقولة.لقد أخطأ الرجل ايضاً، واقصد عبد الكريم قاسم في اعدامه لكوكبة الضباط الاحرارالذين رافقوه المهمة، لكن الخطأ لم يكن مقصوداً؛ فقد لعب الاتجاه القومي المتطرف دورا في تدمير ثورة العراق ومستقبله مدفوعا بالعاطفة القومية دون حساب، وأخطا عبد الكريم قاسم حين مكن الحزب الشيوعي وعناصر المقاومة الشعبية من التعدي على الموصل الحدباء وانتهاك حرمتها بعد حركة الشواف عام 1959، وكركوك والمجازر فيها، وسيطرت الاحادية على الشارع دون قانون.

 

. لقد استطاع عبد الكريم قاسم بحق وحقيقة (ان يحدد سلطة الدولة عن حقوق الناس في العراق).، وهذا أكبرمكسب سياسي تحقق ليس للعراق وحده بل لحركة التحرر العربية كلها، فلا حاكم يستطيع التجاسرعلى المواطن دون قانون، لكن هذا مع الاسف بقي حبراً على ورق دون تطبيق، حين حصل الفلتان لمجابهة المتطرفين، وكرم المرأة وأنصفها بقانون الاحوال الشخصية الشرعي الجريء، وهذا ما أفتقده العراق بعد عبدالكريم قاسم ولم تستطع اية حكومة عراقية تحقيقه الى اليوم، لا بل اية دولة عربية تحقيقه الى اليوم.فعادت المرأة دمية بيد المتخلفين.

 

.ان ايمان عبد الكريم قاسم بالوطن العراقي والعربي كان صادرمن العقل لا من القلب، فهو أول من قاتل دفاعاً عن العراق والعروبة في فلسطين ولا زالت منطقة كفر قاسم مسجلة باسمه الى اليوم، وهذا تَغَيُر في الفكر العراقي والعربي المعاصر له قدره وأهميته، لم نعرفه الا بعد رحيله عن وطن العراقيين.

 

التفت عبد الكريم قاسم الى الحركة التجارية فأنعشها، واهتم بالعملة الوطنية وأحتياطي الدولة العام فحصنه من كل تخريب ولم يلتجأ الى البنك الدولي ابدا لتحميل الوطن فوق طاقته من قروض المُقرضين.ونتيجة لهذا التوجه والانفتاحية في عهده كسب الناس حرية الحركة وحرية العمل وحرية القول، مما بهرت عقول دول الجوار التي رأت فيه خروجاً على الخط العربي العام في التوجه الفكري الذي لربما يعطي للعراق أسبقية التقدم وخطف الاضواء من الاخرين، لكننا نحن العراقيون كنا لاندرك ما يفعله هذا الزعيم، بل كنا جهلة آميين..

 

واهتم بميزانية الدولة وجعل لها من المال الاحتياطي ما يفوق حاجتها رغم ضعف الموارد النفطية، فبدأت العقول تنشط من عقالها، أمر بهر عقول الاخرين وزادهم حقدا على العراق، فكانت مؤامرات العرب عليه أشد وأمضى من مؤامرات الغربيين، فتكالبت عليه الخطوب، لكن الاخطاء التي ارتكبت أُخذت ذريعة للتدخل في شئون العراق الداخلية وخاصة بعد مطالبته الخاطئة بجعل الكويت قا ئمقامية تابعة لمحافظة البصرة.وهذا اكبر خطأ أرتكبه في حياته السياسية نحو البلد الجار الذي كان وما زال متوجساً الخيفة والقلق من المصير.

 

ستبقى مسألة الخلاف بين العراق والكويت قائمة بلا حل دائم الا بعد ان يحتل العقل والسياسة الرشيدة مكانة التطبيق، حين تُطبق مواثيق الاستقلال للبلدين بموجب معاهدة الاستقلال العراقية عام 1925 التي حددت حدود العراق ومياهه وأودعت في منظمة عصبة الامم ومن بعدها هيئة الامم المتحدة، ومعاهدة أستقلال الكويت عام 1961 التي حددت حدود الكويت ومياهه الاقليمية، وأي تجاوز على المعاهدتين سيجلب المتاعب والقلق للدولتين الجارتين ولشعبيهما، وهذا ما أراده عبد الكريم قاسم لا أحتلال الكويت التي كانت كذبة كبرى فبركها اللواء حميد الحصونة عليه واعترف بها امامي في الكويت وهي مسجلة عليه .لا احد اليوم كان من كان يستطيع الخروج على الثوابت الوطنية ابداً، وما اشيع عن نظرية (الحدود المحسومة) التي نادى بها البعض في وزارة الخارجية العراقية ولجان التفاوض معدومة الخبرة، لهو ضرب من الخيال في عقول الاخرين، لأنه قرارات مجلس الامن ليست هي المرجعية في تحديد الحدود قول ضد منطق التاريخ لو كانوا يعلمون .ولن يستطيع احد ان يضع توقيعه عليه الى ابد الابدين وهذا هو موقف السيد المالكي اليوم .

 

في الحقيقة ان ثورة عام 1958 التي قادها عبد الكريم قاسم، قد زعزعت اركان البيت العراقي القديم وان لم تهدمه، وكانت محاولة جادةلاخراج العراق من عنق الزجاجة . بيد ان السنوات التالية للثورة اثبتت ان البيت القديم وان لم يكن قد تهدم، الا انه لم يعد صالحاً للسكن على النحو الذي بدا للناس نتيجة التعارضات القوية التي ظهرت بين الاتجاهين، الاتجاه القومي المتطرف الذي مثله عبد السلام عارف وحزب البعث، وبين الاتجاه الوطني العراقي الذي قاده الزعيم عبدالكريم قاسم والكتلة الوطنية، والتي أساء اليها الحزب الشيوعي العراقي كل الاساءة . لكن مؤيدوه لم يكونوا بمستوى المسئولية الوطنية فخذلوه عند الشدة، فخسروه وخسروا أنفسهم والوطن معاً.وهكذا دوما نحن العراقيون نخسركل المخلصين، كما نحن اليوم لاهمَ لنا الا أسقاط المالكي، فما ظهر فينا مخلصاً حتى رميناه بحجر، وحين نخسره نبقى نندب حظنا عليه بعد حين.لقد خسرنا بالامس عبد الكريم قاسم واليوم لربما نخسر المشابهين نتيجة لدعايات المغرضين الذين لا يؤمنون الا ان تكون الدولة لهم ولا غير..

 

.ورغم الذي حدث لم يكن ردة الى الوراء كما يتصور البعض، فقد فعل عبد الكريم قاسم الكثيرللدولة العراقية الجديدة وثبت أركانها القوية.ومن ميزة نظامه كان قادتها في غالبيتهم مؤهلين للمنصب القيادي، وكانت الشخصية العراقية فيهم ظاهرة وبينة امام الاخرين، وهذه نقطة سجلت لصالحهم، لان الضعف والتخاذل في الشخصية الوطنية في الداخل والخارج فيها نقص وعيب امام الاخرين، فالمجتمع لا يحترم الضعيف المصاب بضعف الشخصية وعدم الثبات في العقيدة الوطنية، وضعف الشعور بالمسئولية، ونقص في المعرفة السياسية والاجتماعية. فعلى من يريد ان يكون قائدا لامة او ثورة عليه ان لا يولد مع الخطأ.ومع الاسف ان ما نراه اليوم من تدافع بعض القياديين نحو قيادات الاقليات لهو ضعف وترهل في عقل السياسيين، فهل سيعون الخطأ الكبير.

 

 صحيح ان الثوار في غالبيتهم كانوا قساة وهذه طبيعتهم، لكن القسوة قد رافقها القانون والضبط الاداري داخل الدولة، لان العكس يسبب التفكك وانحلال وسقوط الهيبة والانحسار داخل المجمع الحكومي دون حراك، مما يكسب الطامعين والفاسدين والمفسدين فرصة الولوغ في جريمة الاعتداء على الوطن والمواطن دون قانون والمَثل يقول: (ان لم تكن ذئباً فقد أكلتك الذئاب). وهذه نقطة قاتلة عند بعض القادة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة ولربما للقادمين من الحاكمين.

 

لقد أنشأ عبد الكريم قاسم المؤسسات العلمية واهتم بالجامعة واختار لها عالما عراقيا مشهوداً بكفاءته العلمية وشخصيته المعنوية، هوالأستاذ الدكتور عبد الجبار عبدالله، الذي ما أختار عميداً لكلية الا وكان مؤهلاً وكفوءً حتى اصبحت جامعة بغداد في ذلك الوقت اداة علمية عظيمة القدرة والأهمية على تجديد الحضارة العراقية .ولم يفرق بين هذا وذاك، بل كان الفيصل عنده الكفاءة والاخلاص للعلم والوطن .هذا العالِم الفذ الذي لاقى اسوء المعاملة على أيدي المتطرفين الجهلة الجدد من زبانية البعث اللئيم بعد 8 شباط من عام 1963.

 

وعلى الرغم من عودة الخلافات القوية بين اجنحة الحكم والمعارضة القومية التي غذتها الاتجاهات القومية العربية المتطرفة والراغبة بتحجيم العراق وخاصة دول الجوار الطامعة بقيادة الامة العربية دون منافس، الا ان عجلة العصرنة الحديثة في العراق كانت قد تحركت نحو الامام، ولم يعد بمقدور احد أيقافها، والوقوف في وجهها. والشخصية القيادية كانت قوية امام الاخرين.ومركزية الدولة كانت هي الاساس، فما رأينا شخصية عراقية هرولت اوركضت وراء دول الجوار، لابل العكس ان دول الجوار كانت تتمنى ذلك دون استجابة، لانه كان يعتقد ان العراق هو الكبير، والكبير يُقود ولا يُقاد، ويُزار ولا يَزور، وهذه هي صفة القيادة في الحكم الرصين.بعكس ما كان ويكون اليوم من ضعف ووهن عند الكثيرين.

 

وعلى الجملة لقد تهيأ للعراق قائدا وطنيا باراً وشهماً ومخلصاً اراد له الخير والاستقرار، لكن الرياح كانت تجري بما لا تشتهي السفَنُ, رحم الله هذا القائد الفذ وجعل القادة الاخرين يسيرون على نهجه خدمة للوطن العزيز.

 

 نتمنى ان يولد في العراق اليوم القائد الذي يؤمن بالعراق الوطن، ويحقق الاصلاحات المنتظرة بتعديل قانون الانتخاب ليكون ناخب واحد لمنتخب واحد وتعديل الدستور فلا محاصصة ولا طائفية ولا مواد دستورية مخالفة لوحدة العراق والعراقيين، وتهيأ الفرص للمواطنيين في الامن والامان والكفادية والعدل دون تفريق فالعراق وحدة واحدة دون تفريق. لابل عُد للعراق من جديد لكل العراقيين، وطبق القانون ولا تتنازل عن المتأمرين ومن يأويهم من المشاركين. فهل سنرى في القادم البديل؟ نعم سنرى البديل وهو قادم اليوم، فالامم لا تخلو ابدا من المخلصين. فأقدم ايها البديل ولا تتوجس الخيفة من كل نمور الورق المزمجرة اليوم في ساحة العراقيين. وعلى العراقيين ان يحتضنوا الصالحين، فالوقت لا يسمح بتكرار مجيء المخلصين.

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1998 الأربعاء 11 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم