صحيفة المثقف

الأزمة الأخيرة / هناء شوقي

في قبضتي اليمنى أصابع يدي اليسرى، أدلك تدليك نصف ميت،عديم الجدوى ذاك التدليك! كف يدي اليمنى تتنفس، تزمجر، تصرخ، تعلو فتطفو كغريق يأبى الإستسلام. بالكاد تصل تضاريس وجهي، أشم أطراف أنفاسي الغريقة، تعبق أنفي الضارب صقيع رائحة نبتة غارقة بوحل الطريق، أبتلع التحدي لأجعل أطراف أصابعي ترتفع حتى نظري المكدر في العتمة، أتحسس سويقات رموشي الجافة المتحجرة فيصيب إدراكي الراحل خدر لا ينتمي لإدراك عشته.

مغمضة العينين يقظة! أفتش عن بؤرة نور تعلن أكذوبة إنطفائي.

عويل الرحيل يشعرني بالضباب، أسمع طنينا ً في أذني، وعمقي المستغيث يصرخ فيفجر باطني المستنجد ببرود.

غلافي أخرس ورسالتي الدبقة الغير مقروءة مؤجل إنعتاقها حتى يحين مرور ريح الخريف لتعلن شارة سقوط أولى وريقاته.

أهبتني الحياة إجازة نقلية: " يا عمق عمقي إذا رفضت السكون قاوم السكينة وإذا طاب لك نصف الموت صمّ أذنيك، إبتلع اللعنة وعلّم الرجوع معنى الشتيمة...

أيها الزائر الساكن: مسكينة أنا دون إشفاق، كفاك نبلا ً، أتوق الدخول لبحر ذاتك، والموعد مؤجلٌ! لرغبتي بك مذاق مختلف من وسط ألغام الهروب أريدك، لا تجزعني فأنا الورقة المؤجل سقوطها تحمل هوية أنثى ستعبر الحاجز لتسكن أرضك.

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2005 الاربعاء 18 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم