صحيفة المثقف

قالوا وقلت: حول عمل الجمعيات الطبيّة العراقية في الخارج / عامر هشام

قلت: لعلكم تعلمون أن ظروف العراق عبر تاريخه السياسي الحديث قد جعلت عددا كبيرا من أطبائه ورجالات العلم فيه تهاجر لأسباب كثيرة، منها ما كان سياسيا، ومنها ما هو أقتصادي بحت، الى غير ذلك..وكان لا بد لهذا العدد الكبير من الأطباء العراقيين من أن تضمهم جمعيات..أما العدد فلا أعلمه بالتحديد، ولكني أعرف جمعيات عراقية طبيّة في بريطانيا، ومنها الجمعية الطبيّة العراقية العالمية والجمعية الطبيّة العراقية /فرع المملكة المتحدة والجمعية الطبيّة والعلمية العراقية في أميركا والجمعية الطبيّة العالمية للعراقيين على الأنترنت في أمارة الشارقة..والكل يسعى لأن يلّم الشمل ويعطي الصورة الأفضل عن رجل الصحة العراقي في الخارج..

قالوا.. ولكن ما دور مثل هذه الجمعيات في الداخل العراقي..؟ فمتوسط عمر الفرد في العراق هو ليس الأفضل في العالم كما أن معدل وفيات الأطفال الرضّع يبقى عاليا في العراق أضافة الى مشاكل صحيّة أخرى عديدة..فهل مثل هذه الجمعيات تستطيع لهذه المشاكل حلاً..؟

قلت: سأجيب وأنا المشارك في نشاطات الجمعيات الطبيّة هذه..والقاريء لدساتيرها وأصداراتها..

من الطبيعي أن يساهم الطبيب العراقي في الخارج في خدمة وطنه الأم..ولكن لابد من آليات ونظام ومنهج،  يوظّف طاقات أطباء العراق وعلمائه في الخارج وهم بالآلاف، لخدمة مسيرة تنمية الأنسان قبل تنمية البناء..اذا جاز لي التعبير..وكل ذلك مما يستوجب درجة أمان وسلام الوطن مع نفسه..

ومؤخرا زارت وفود طبية عراقية من الخارج مناطق مختلفة في العراق، بدءا من بغداد  وحتى مناطق كردستان ..كما أن هناك دعوات موجهة للمشاركة في توفير خدمات الصحة في البصرة في حالة بناء مستشفى كبير حديث هناك..وهو جزء مما يمكن أن تساعد فيه الجمعيات ..ولا ننسى  التعاون في أجراء البحوث الطبية ونشرها في الدوريات التي تصدرها الجمعيات الطبية العراقية في الخارج، أضافة الى التعاون في تشخيص الأمراض الصعبة من خلال تعاون طبي بين كفاءات عراقية في الخارج ومؤسسات رسمية صحية في داخل العراق.

وقد زار وفد من كلية أطباء التخدير الملكية البريطانية مؤخرا وزارة الصحة العراقية، وكان في الوفد وبين أعضائه أطباء عراقيون..وفي ذلك الدليل على أمكانية الأستفادة كجمعيات طبيّة من أمكانات مؤسسات العلم ومراكزه وهيئاته في الخارج في خدمة الوطن الأم..

أضافة لما سبق..فقد كانت هناك مبادرات لتدريب طلبة الطب العراقيين والأطباء المتخرجين حديثا على المتطّور من علوم الطب في الخارج..مما يساهم في تنمية المهارات..وهذا من واجب الجمعيات الطبيّة في الخارج أيضا.

قالوا: وكل ذلك من الجيد..ولكن لماذا لا يُعقد مؤتمرٌ لأطباء الخارج العراقيين في بغداد مثلا فتعُّم الفائدة..؟وتكون الجمعيات الطبية العراقية المذكورة المبادرة فعلا في هذا الأمر؟

قلت: وهذا أمر مهم فعلا..فأطباء لبنان المُغتربين مثلا، تداعوا قبل أشهر لعقد أكبر مؤتمر طبي في بيروت، وبحضور كفاءات طب لبنانية معروفة في العالم..ولكن مثل هذا الأمر يستوجب التحضير له جيدا بغية تحقيق النجاح..ثم أنه لا بد من أمان وسلام وأستقرار فتتحقق طموحات ومبادرات..تظل في الخاطر..ولابد من أن أذكر أن مؤتمر مدينة الطب في شهر كانون أول الماضي في بغداد قد عُدّ ناجحا حيث حضره عدد لا بأس به من الأطباء العراقيين في الخارج..كما أن مؤتمر الشارقة السنوي الطبي

(وهو في سنته السابعة هذا العام) يعتبر نشاطا علميا مهما لأطباء العراق حيث يلتقي فيه ما يقرب من الألف طبيب عراقي سنويا ومن مختلف أنحاء العالم، بما فيه وفد طبي كبير من محافظات العراق المختلفة..

قالوا: ما أجدر العراق بأن يضم ابناءه بين جناحيه..؟

قلت: نعم..ما أجدره..وساد الصمت قاعة الحوار..!

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :207 الجمعة 20 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم