صحيفة المثقف

قرفصة .. (نص هائم) / سلام كاظم فرج

حين عرض الحواريون على المسيح غسل قدميه. وافق ومد أمامهم رجليه .. ورضي أن يخدموه .. لكنه اشترط أن يغسل أقدامهم بعد ذلك ..

. فوق دائرة التقاعد مرت طائرة الميغ غرابا أبقع اللون ذليلة .. تهرب صوب إيران حذر قصف بارحات الناتو الضاربة أوتادها في البحر الأحمر .. وبارحات الناتو ذكية. (بارجات .. لمن يدقق في اللغة لا في إنزياحها ..). تضرب الأهداف بدقة .. لكن الباتريوت العربي كان أذكى .. فصددناها بالصياح ..

مرت طائرة الميك على رؤوس المتقاعدين ذليلة .. لكن طائرة الميك كانت تهاباها الصقور والنسور ونمور البر

 .. حسنا لا يعبأ اليوم أحد بطائرة الميك ..

وحده منير روفا .. يتذكر .. ويعبأ ..

 تطوع متقاعد لم يبق سن في فيه .. بالتعريف بالسيد روفا .. منير روفا طيار عراقي هرب بطائرته الميك عام 66 إلى إسرائيل ..

لم يحضر( ربح) .. عجبا .. هذا الشهر. وربح مذ عرفناه يأتي إلى المصرف قبل بزوغ الشمس .. ربح ما مات موت الله .. ربح أكلته القطط .. ولا واحد من السادة المتقاعدين كان قد سمع بموت. السيد ربح ..

 ربح. أكرهك .. فمذ أخذتك الحروب لم تستقم دقات قلبي .. صرحت زوجته .. مدام ربح .. للسيدات المقرفصات بعد وصول تهامس السادة عن زميلهم الغائب ..

 خوية. أشوقت .. تفتحون الأبواب؟؟

 الشرطي الحارس.,,. ما ظل شي .. أختي .. ربع ساعة ..

 دعوني. أشعل جكارة أخرى. من رخصة الجماعة ..

يقولون أن التدخين السلبي مضر أكثر من التدخين الايجابي .. لكن أميركا .. لن تفعلها .. هي لعبة .. تمثيلية .. عدوتها إيران .. مو الجماعة .. هس!! .. اشلون.؟؟ أهج.؟؟.يامعودين قمامة الرصيف لها آذان .. ..

هسة. إحنا أشكلنا؟؟ .بس يمكن. ده يوزعون طحين صفر هذا الشهر ..

تطوع من يعرف تأريخ منير روفى بالشرح .. انظروا إلى علبة السكاير الفارغة المرمية على قارعة الطريق .. قد تكون مرشد أمن .. أنصحكم .. حين يتورط أحدكم بنطق جملة حمقاء عليه أن يسارع بالتلويح بكفيه أمام فمه .. ويعمل لخبطة للهواء .. لكي يبدد الجملة في الأثير فلا تصل إلى علبة السكاير التي تتنصت .. !

 لا حول ولا قوة إلا بالله .. أهج .. . أحسن .. .

روح ربح .. الهواء بظهرك .. قاع أرض النجف أكثر رحمة

 استغفر الله العظيم .. متى تفتح الأبواب ونخلص .؟؟ ..

خوية أشوقت؟؟؟

 والله قتلتيني بهذه لشوقت .. هي ألفين دينار.

 تطوع من يعرف منير روفا .. بالشرح .. ألفا دينار يعني دولار ونصف الدولار ..

ابني راسب بالانكليزي وبالإسلامية ..

والعربي؟؟

 حصل على خمسين درجة ..

 خوش ..

إن شاء الله ينجح .. بس ما ينقبل بالجامعة ..

 عساه .. !!

 .. .. ..

في داخلي. تحتدم الرغبات. وأهفو لزمن .. كنت أراوده. حالما .. بالشعر وبالأغنيات. وبالجميلات يتهادين الورد معي .. وبالزورق يسحبني إلى ظل تينة .. هناك .. أجد الحسناء تنتظر .. وقلبها يدق كقلب ضبي أنهكه الجري .. تهمس مرتاعة .. أمي تراقبنا .. .. وفي داخلي تقفز الأغنية الأخيرة في انتظار راتبي الذي قد يكون الأخير لألحق بالسيد ربح. و القصيدة تطفو إسفنجة باهتة اللون على سطح مياه نهر توشك أن تنضب ..

ثأر .. ثأر قديم .. جدا ..

 وكم من مبطلات الوضوء راودتني ..

على سفر كنت أنأى .. وفي مضمارها أراوغ ..

 أرنو لنقطة رامزة في الأفق. واليها .. أسعى ..

 غرثان يشبعني يقين.

 إن الصبح آت ..

وكم من الملهيات ألهيتها .. .. كما تلقم الفقيرة ثديها فم طفلها. أنهكه الجدب. أنهكته الحروب؟؟

 أهدهد الروح بالحلم .. وأكذب على موعدي.وابتكر تقويما. جديدا .. للانتظار ..

 انتظار ملول ..

 في انتظار الثأر .. والآمال قتيلة .. يحفظ الثأر وحده الجبروت

 وفي داخلي تموت الرغبات إلا واحدة .. أن اشهد يومه الأخير ..

 ستأتي الحدأة وتقتل الفيل.

 أتت الحدأة وقتلت الفيل ..

 مات الفيل ذليلا ..

 مات الفيل

مات الفيل.

 لست مسؤولا .. بعد اليوم. عن أفيال ستولد

أو أفيال .. ستموت ..

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2014 الجمعة 27 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم