صحيفة المثقف

حسبتك قد تجاوزت الصعابا / نوري الوائلي

واوردت الشريعة كل أمر = وأظهرت التقى أمرا مجابا

وأعليت الحصون بكل ثغر = واخرست الشرائد والكلابا

وعانقت اليتيم كأن دفءا = من النهرين يحتضن السحابا

وأثريت الأرامل مكرمات = فما نال القذى منها نصابا

وباهلت المكارم في شهيد = من الشريان يمنحك العبابا

ولكنّي رأيتك مثل أمّ  = يمزق ذرعها ولْدٌ عُجابا

وتنهشك الأيادي من دخيل = فيحمد بعضُ أهليك الخرابا

ويملأك الردى والغدر سيف = وكان الغدر للأوغاد بابا

فهذي القاذفات ومن بناها = يهشمن المصاحف والرقابا

وبات الأهل للمسعور جسرا = يدنسهم كمن داس الترابا

ويتركهم كركاب ببحر = يناطح موجه السحب أضطرابا

وتقتلهم بلا ذنب فئات = لتنهب من مزارعه الخصابا

فغدرهمو بجهلهمو زكاة = تنجيهم كمن أمن العذابا

ويقطعه العدا والقلب فرد = أقاليما، ليرويها السرابا

فتأمل من حياض العز بعدا = وتهجر قامة تعلو الرقابا

وتهجر من علا  التاريح  سفرا = وتهجر خير من  يقفو الكتابا

وأن دماءه للحق تروي = بأنه  خير من  يهب الشبابا

وتنمو من هضابه رغم قحط  =  سيوف ما رأت يوما قرابا

وتعطيه المواجع خيرهدي = ويسقى من مدامعها عِذابا

فأعلته المقابرُ مثل نصب = تٌزاحمُ حوله الموتى شبابا

وتبنيه الدماء كقلب شبل = يؤجج نبضه  الدنيا حِبابا

ولن تحيا القلوب بلا دماء = فتأتيه الدما هديا مطابا

وينشد بعد أحقاب خلاصا =  ليطرد عن موائده الذبابا

فيأتيه الخلاص كعرس عشق = تغضّبه الدما عبقا ملابا

ويأتي بالعروش مكبلات = ويأمل قيدها يجلو الضبابا

صراعات على الأضواء موت = ويدفع شعبه المضني الحسابا

ويغمره الردى والموت بدّن = فيحيا فوقه نصرا غلابا

ويشدو من شفاهه رغم نزف = نشيد  يبهر الدنيا حقابا

بلاد الصابرين ملكت صبرا = كنوق تحتوي أرضا جبابا

ويلهو الغادرون كقوم عاد  = وأنت تنازع البلوى أحتسابا

سيأتيهم وربك شر نحس = و يلعق خيرهم قيحا عقابا

برغم الموجعات فأنت عزم = وتحتضن المدارس والقبابا

وأنت بسيد الاحرار كون  =  يعلم خيرة الدنيا الصوابا

فأنت منابع والأرض تسعى = لتروي من مجاريها الرضابا

وأنت العلم والتاريخ تبقى = أصولا تأمل الدنيا أنتسابا

ومنك اليوم من يرجو انفصالا  = ويعزو البعد عزا واكتسابا

فلا تأمن إذا أغمضت عينا = فأن الليل يحتضن الذئابا

ولن ينفعك لوم ان تهادن = نفاقا يظمر الأفعى جوابا

فبترالمفسدات وإن تعالت = يجنبك المزلزل والمصابا

فلن يجدي مع الجاني عتابٌ = ويخفي في نواياه الخبابا

فهذا الحر ان آذاك جهلا = يناشدك الرضا طيبا وطابا

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2016 الثلاثاء 31 / 01 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم