صحيفة المثقف

ارْتِشَافُ كَأْسٍ / دينا نبيل

..........

 

عَلى سَاقٍ شَفِيفٍ يَقِفُ بِلا اختِلالٍ

عَلى شَفَتِه الزَّلِقَةِ أمشِي بِلا اتّزَانٍ

كَمَصْلُوبٍ تَتشبّثُ أَصَابِعُ قَدَميّ

بِفُتاتِ سُكّرٍ مُلتَصِقٍ

يَعْمِي نَاظِري أٌفقٌ أَمهَقُ

نَكّسَ فَوقَ أَهدابِ عَينَي أَجرَاسًا بَيضَاءَ

عَلى خَديّ تَحَجَرتْ بِلّورَتَان

تَيَبَّسَ رِدَائِي

صِرتُ عَرُوسًا ثَلْجِيّةً!!

......

 

قَطرَةٌ حَمرَاءُ مُتَناثِرةٌ حَولَ السُّكرِ

دَبّ دِفئُها فِي أنَامِلَ قَدَمِي

بِحَذَرٍ أَهْوَيتُ أَتنَاوَلها بَينَ كَفيّ المُتَخشّبَين

انزَلَقتْ قَدَمِي عَلى مُنحَدرٍ مُقعّرٍ بِلّورِيّ

سَقَطتُ

وَاصطَدَمتُ بِالقَاعِ

......

 

فَتّحتُ عَينَيّ عَلى بِركَةٍ عِنَبيّةٍ أَتَوسَّطُها

اصطَبَغَ رِدَائِي بِالأَحْمرِ

عَصِيرٌ دَافِئٌ يَتَموّجُ حَولِي

يَتَلَملمُ فَتتقافَزُ قَطَرَاتُهُ عَلى رَاحَتيّ

مُمَازِحَةً تَضْرِبُ رَغِيفَ وَجهِي تَرْسُمُ مَلامِحَهُ

أَخَذتُ أَجمَعُها ..

ثُمَّ ...

رَشَفتُها ...

.......

 

أَنغَامٌ تَصْدَحُ يُرَدّدُهَا البِلّورُ

شَقّ أَعطَافَهُ عَاشِقَانِ يَرقُصَانِ

يَحمِلُ الفَتى عَرُوسَهُ ويَدُورُ بِها حَولِي

أَتَلفَّتُ أَرمُقُهُم ..

تَتَعَالى ضَحكاتُهُما فَتَصطَدِمُ بِالبِلّورِ

تَتَسَاقَطُ حَولِي

يَتَوَاثَبُ العَصِيرُ عَلى رِدَائِي يُرَقّصُهُ

خَلفَ العَاشِقَينِ أَدُورُ حَولَ نَفسِي وأُغَنِّي

......

 

نَظَرتُ فَوقِي ..

قَمَرٌ أَسوَدُ يَسُدُّ الفُوَهَةَ !

حَجَبَ الهَوَاءَ .. لا أسْتَطيعُ التَّنفُّسَ !

هَلْ أخنُقُ العَاشِقَينِ ؟!!

بِقُوّةٍ أَطرُقُ البِلّورَ

رَاحَ الكَأْسُ يَتَأرجَحُ

انْكَفَاْتُ عَلى المُنحَدرِ وغَمَرَنِي العَصِيرُ

ووَقَعَ الكَأسُ

أهرقَ العَصيرُ على الجَليدِ

أَسرَعْتُ أقبِضُ عَلى بَعضِهِ

إذا بِه جَليدٌ أَحْمرُ

......

 

وَالعَاشِقَانِ تَحته تَجَمَّدا فِي عِنَاقٍ !

 

دينا نبيل - مصر

29 / 10 / 2011

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2017الاربعاء 01 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم