صحيفة المثقف

قالوا .. وقلت .. حول مجلة "العربي العلمي" / عامر هشام الصفّار

قلت: نعم..وقد تسّنى لي الحصول على عددها الأول مطبوعا ورقيا ومؤرخا ب يناير 2012. كما أن العدد الثاني كان أن نشرته مجلة العربي على موقعها الألكتروني مؤخرا..ولابد لنا كقرّاء ومساهمين في شؤون العلم المختلفة من أن نرّحب بتفاؤل بمطبوع علمي جديد..وخاصة وهو الصادر من مجلة عريقة كالعربي التي يحق لها أن تفتخر بأصداراتها ومنها هذه المجلة الجديدة "العربي العلمي"..

ولابد أن نذكّر بأول رئيس تحرير للعربي المجلة، وهو المرحوم الدكتور أحمد زكي، العالم المصري الفاضل، الذي تميّزت مقالاته بلغة السهل الممتنع، فكان مقاله الأفتتاحي مهم ومثير، وكذلك مقالاته في شؤون العلم العامة في المجلة. ونشير هنا بالخصوص الى سلسلة مقالات حضارات سادت ثم بادت وغيرها مما أذكره جيدا حيث تتلمذنا عليه في الستينيات والسبعينيات من قرننا الماضي. فهناك أذن سابقة لمجلة العربي بنشر المقالة العلمية وأخبار العلوم والطب..وهذا بحد ذاته مهم.

قالوا: نعم..بل وقد علمنا أن رئيس تحرير المجلة الحالي د. سليمان العسكري كان قد قدّم للعدد الجديد من المجلة قائلا أنه "أصبح من حق القاريء العربي أن نخصّص له مجلة كاملة خاصة فقط بالعلوم، لنحاول مواكبة منجزات العلم وتعريف القاريء بها، أضافة الى ألقاء الضوء على المنجز العربي العلمي."..ترى هل من ملاحظات على المجلة نفسها؟

قلت: لعل أي مجلة علمية عربية تستهدف التثقيف العام للناس حول العلوم وأساسياتها وتطوراتها، لابد لها من صحفيين علميين متخصصين, ولابد لها كتّابها ..كادرا علميا يعتمد عليه لأيصال المعلومة صحيحة دقيقة للقاريء..وسهلة مبسطة مفهومة، بلغة عربية سليمة ليست معقدة..وبذلك يتحقق الهدف الذي أوضحه وأشار أليه رئيس تحرير "العربي".

 

ولديّ هنا ملاحظات أجملها:

1. لابد من التركيز في أية مجلة علمية عربية عامة على الأفهام والتوعية العلمية بدل الأبهار والأعلام فقط..فالخبر العلمي ضروري ولكن الشرح تفصيلا وسبر أغوار حقائق العلم توضيحا، يعتبر مفيدا جدا، وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها وطننا العربي حيث لا يزال التعليم بمختلف مراحله عندنا يعاني من مشاكل كثيرة..

2.ويجدر بأية مجلة علمية أن تلاحق المحلّي من العلوم في مجالاتها المختلفة فلا تقتصر على ما يجري عالميا فقط، مردّدة لما ينشره الآخرون ، بل من الضروري تعريف الأمة بعلمائها وأتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة في المجلة تقريبا للعالِم مع ناسه والمستفيدين من علومه..

3.ومن الضروري تخصيص أبواب ثابتة لفروع العلم المختلفة والتواصل مع القراء من خلال سؤال وجواب في العلم وظواهره وتفاصيله، دون أن يكون ذلك بأسلوب مدرسي فج بل بأسلوب الصحفي الذكي اللامع، الذي يستخدم الصورة والرسم الأيضاحي كما يستخدم الجملة العربية الصحيحة في موضعها.

4,وهنا لابد لي من أن أشير الى أهمية تعريف مجلة "العربي العلمي" بتراث العلوم العربي..وما أغزره وما أكثر متاحفه في العالم..

قالوا: على ذكر المتاحف، فقد نشرت المجلة في عددها الأول صورة لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، كما نشرت مقالة مهمة للدكتور يوسف زيدان عن مخطوطات عصر النهضة العربية: رسالة في العلوم الحديثة. أضافة الى مقالة عن تقنيات طبية جديدة لتشخيص مبكّر لمرض الخرف أو ألزهايمر.

قلت: نعم..لقد لاحظت ذلك..ومن الممكن أن تعرّف المجلة بما يجري علميا عربيا كذلك أضافة الى النتاج العالمي..ولعل الدور الأساس للأعلام العلمي سيتحقق عندما يشعر القاريء أنه يلمس الفائدة في حياته من خلال أطلاّعه على مقالات وحيثيات مادة علمية منشورة في مجلة كالعربي العلمي يستطيع أقتناءها بسهولة ومتوفرة على جهازه الحاسوب من خلال شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الأجتماعي.

أذن هي التحية لجهود هيئة تحرير مجلة "العربي العلمي" وتمنياتنا لها بالتواصل الناجح مع القاريء العربي أينما كان..

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2039 الخميس 23 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم