صحيفة المثقف

أول من يتكلم عن فرج ياسين / ناشد سمير الباشا

بتلذذ ومسؤولية يصلان إلى تخوم اللا معقول، لقد عرفت الشعر أول الأمر من خالي فرج ولمّا أكمل العقد من العمر وتلقفت هذا السحر منه مع تفتح بواكير الحياة عندما كنت أعيش شبه عيشة متواصلة في بيت جدي في منطقة الحارة بتكريت إبان السبعينات وكنت وقتها أتوق إلى حاجيات خالي من هذه الرزم الورقية التي كانت تزدحم بها مكتباته الصغيرات المتفرقات، ثمة كتب ومجلات ولفافات في مكتبتين تغور في حائط إحدى الحجرات لها رفوف من جص ويغلقها باب خشبي رقيق الحواف ما زلت لم أنس أن خالي كان في كل مناسبة مستجدة يقوم بتجميع ما عتق وقدم من أوراقه المستلة من هاتين المكتبتين الحائطيتين وغيرهما ويضرم فيها النار وكم من مرة وددت لو أحظى بالملونات من هذه الأوراق إلا أنه قليلاً ما كان يستجيب، ثم أنه كان يطلب مني أن أكتب الشعر ويقوم هو بتصحيحه وضحكاته تجلجل في وجهي المبتسم إزاء خالٍ محب، لا أدري لم كنت أحس أنه في نفس عمري آنذاك، وكنت أعقد مشابهة بينه وبين الفنان عبد الحليم حافظ، وربما هذا ما سيفاجؤه، لا أنسى منظره في أماسي الصيف الحارة وهو يجلس معرياً ساقيه حدَّ الركبة ومركباً إحداها فوق الأخرى وسيجارته لا تفتأ تلامس شفتيه بأوقات متباعدة، ولمّا تعلم قيادة السيارة كانت سيارته (النصر) بيضاء اللون أجمل السيارات التي تسير في شوارع تكريت قاطبة في نظري، وما زلت أحتفظ بصورة فوتوغرافية لها، في نهاية نفحة التذكر هذه أسجل أن خالي الدكتور الأديب فرج ياسين مكتمل الإنسانية مثلما نسعى الآن إلى أن نثبت حقيقة اكتمال تجربته الأدبية بنجاح باهر .

 

القاص

ناشد سمير الباشا 

 

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة تكريم القاص المبدع فرج ياسين اعتبارا من 14 / 4 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم