صحيفة المثقف

فرج ياسين .. براءة أختراع عراقية تستحق نوبل الآداب / عامر هشام الصفّار

..فهذه اللماذا هي سر الحكمة في الحياة وسر أسرار الأنسان..وقد قادني أهتمامي بفن القصة القصيرة  والقصيرة جدا على أن أكون قارئا نهما لها.. بل ومترجما أحيانا لما يكتبه الآخر فأفيد وأستفيد.. وقد وجدت أن للأدب والموسيقى دورهما في العلاج الطبي لحالات مرضية معينة وخاصة منها تلك التي تكون مزمنة مما يؤثّر في الدماغ وتلافيفه فتزداد نسبة القلق أو الكآبة عند المريض..وقد أجريت مؤخرا تجربة لم أحلّل نتائجها حتى الأن ولكنني سأفعل قريبا..ولكن ما التجربة هذه التي قادني أليها سؤال أبتدأته بلماذا؟

أنشأت تجمعا في المستشفى التي أعمل لمرضى الجلطة الدماغية وأقرباءهم والذين يقدمون لهم الرعاية، وأستضفت شاعرة وموسيقي مبدع..وقمت أنا بترجمة قصص قصيرة جدا مما نشره فرج ياسين..وقرأتها بأهتمام يليق بها مركّزا على أبعاد المعاناة الأنسانية والدلالات النفسية، شارحا أذا أقتضى الأمر بعضا مما قد يثير أهتمام السامع.. وهنا يكون المتلقي لقصة ياسين أنسان لم يألف البيئة العراقية ولكنه مولع بالتعرّف عليها (بالمناسبة فقد نشرت الصحافة البريطانية اليوم مقالة عن شارع المتنبي ببغداد للكاتب الصحفي المخضرم البريطاني روبرت فيسك).

ومن خلال تفاعل السامع مع القصة-النموذج الياسيني العراقي الأصيل اذا جاز لي التعبير توصلّت شخصيا الى الآتي:

1.من الواجب أدخال أبداعات فرج ياسين القصصية في المنهاج الدراسي لطلبة المراحل الدراسية المختلفة في العراق أو الوطن العربي. كما وأنه من الضروري الأنتباه لدور الأدب والفن في علاج حالات مرضية معينة.

2. لابد من ترجمة أعمال فرج ياسين لمختلف لغات العالم، مما يجعل الأبداع العربي العراقي في متناول يد القاريء العالمي أينما كان. وقد قرأت قبل أسبوع العدد الخاص رقم 43 من مجلة بانيبال الأنكليزية وهي المهتمة بنشر الأدب العربي مترجما للغة الأنكليزية. وفي هذا العدد أحتفى الناشر بالمترجم البريطاني دينيس جونسون ديفيز وكيف أنه على مدى 50 عاما قام بترجمة العديد من أبداعات الأدباء العرب وخاصة مصر والمغرب العربي..وقد نشرت المجلة صورا للمترجم ديفيز مع نجيب محفوظ وغيره من أدباء مصر أضافة الى ترجماته لنماذج من قصص توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، يوسف أدريس، صنع الله أبراهيم، محمد البساطي، محمد برادة ، زكريا تامر وآخرين..كما وقد فاجأني أهتمام الأخوة في المغرب بترجمة ما يكتبون الى الفرنسية وبشكل مباشر أحيانا كما حصل قبل أيام في الدار البيضاء. فقد حضرت ملتقى الشعر العربي الثالث هناك للفترة ما بين 7-10 نيسان 2012 وأعجبت بفقرة تكريم الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري الذي أعتلى المنصة ليلقي قصيدة بالمناسبة، حيث ترجمها الشاعر المترجم حسن الغافل مباشرة الى الفرنسية وأبدع في ألقائها مع الشاعر الحمري.

3. ثم لابد من أن نرشح القاص الكبير فرج ياسين لنيل جائزة نوبل في الآداب وفي ذلك جهد مشترك بين مؤسسة دولة وجامعة ومركز علم وأدب.

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة تكريم القاص المبدع فرج ياسين اعتبارا من 14 / 4 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم