صحيفة المثقف

حبيبة الأزل... / سلام كاظم فرج...

هيا.. هيا.. هيا.. الى مبتغاك،، لم اصدقه. في البدء.. لكن توقي العارم..

وجمرة النار في قلبي..جعلتني اصدق كل شيء بصددك... والسنونو مذ عرفته.. لايكذب.. ومذ عرفته.. يعود فألا حسنا.. وتباشير..

ترن في أذني اغنيتك القديمة (تعال) .. كصدى هبوط الغسق..ونهنهات السحر..

سأذكر الله مرتين.. لانك به.. تعوذت.. حين اقحمتني في محبتك.. وحين ترجلت صهوات اللدونة..وهمست بأول حرف..مازالت ترن بأذني..(اول حرف).. حاء.. هنا انا اجمعه.. نكاية باللغويين..ذلك لانك كنت ترددينه بكثرة.. (حاء.. حاء) وكنت اتعلمه منك.. والثغ به.. ها أنا أؤنثه نكاية باللغويين.. ربما لن تذكريني. أما أنا؟؟.. من التنهدات..ستعرفين كل شيء..

منذ أن ضيعتك قبل ثلاثة ملايين عاما... وأنا ابحث عنك..وحزني المتخم بالقنوط لم تكن السنونوات قد زارته بعد..

حين التقيتك في العام الاول من قضيتنا.. ظننتك فاكهة تؤكل..بدائيتي قادتني لتلقائية متوحشة.. فهممت بقطفك..

كنت مازلت تمارسين التدريس..وكنت طفلا..لم. أك شيا.. كنت تمارسين الترجمة.. وكنت أمرح في براري جهلي الكذوب..حتى التحمم لم أك قد تعلمته بعد..حين مددت يدي المضمومتين لنهديك..أمسكت بأصابعها..التي كانت كأصابع طفل ولد توا.. بإظافر معقوفة..مسدت سلامياتها..وضغطت عليها وكنت شغوفا حينها بسحر عينيك..تحولت يداي بسحر قميصك الى يدي إنسان...علمتها (سلاميات أصابع كفي..) ان تبحث عن المناطق البضة في قامتك..فعدت بشرا سويا..

أفردت سلاميات كفي.ليلتها وعلمتني (لعبة الحب)..

حين غادرتني في الصباح..افتقدتك.. من هول الاحساس بالفجيعة.. فجيعة الفقد.. كنت أضرب رأسي بحجارة الكهف. الكهف الذي شهد ليلة عرسنا..وبجذع الشجرة.. الشجرة التي تعرفين..

كنت انظر الى النجوم في محراب غيابك.. فهدتني الى التوحيد.. فيها كانت تتلألأ ذكرى عينيك.. من ثنوية عينيك..اهتديت.. ومن واحدية فمك.. عرفت معنى التقبيل..رحيلك.. هداني للنجوم. ولم أك أراها قبل ذاك..

بعدك.. رأيت نجوم الظهر..وكنت أسألها عن قمري المغادر.. لم يك غير الصمت.. لكن ذكر السنونو.. دلني على لبلابك..

حين رأيتك تشبثت بك..كشيء غال..

اغلى شيء في تلك الازمان السحيقة.. عندها علمتني الزراعة..وسر النار.. . لم أكن قد تعلمت بعد لغة ما في ذلك النهار..

عيونك علمتني..كيف أزرع الحبة..وحين أشرت بيديك الى شجرة.. افهمتني ان هذه من تلك..

في ذلك النهار. علمتني لثغ اول حرف..

....

...

لكنك غادرت. لسبب ما زلت أجهله..

وها قد مضت ثلاثة ملايين سنة.. ما زلت ترفلين بالغياب..

لكن شجرة اللبلاب

دلتني عليك..

حين تسلقتها..وجدتك هناك..شابة كما كنت..موردة كما كنت... بضة كما كنت.. مكتنزة كما كنت.. شعرك القصير وحده . الذي جعلني أحار..

لكنك ابتسمت..

عرفت انك تعرفيني..ناديتني بأول حرف..

كان كلمة السر التي عليها تعاهدنا..

.......................

لن اعاتبك على الغياب.. فقط..سأحضنك وأنام

فمنذ ثلاثة ملايين سنة..

لم تذق عيني طعم الكرى..

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2096 الجمعة  20 / 04 / 2012)



في المثقف اليوم

في نصوص اليوم