صحيفة المثقف

أستشارات صحية (8): موت الفجأة، الجلطة الدماغية، ازالة الوشم / د. عامر هشام

 

موت الفجأة

س21: أحمد

بودي ان أسأل عن حالات الموت الفجائي ولماذا تحصل .. وهل من نصائح معينة في هذا المجال؟

ج21: د. عامر هاشام: من المفيد ذكره أن منظمة الصحة العالمية عندما وضعت تعريفا لموت الفجأة فأنها أشارت الى أنه حالة الوفاة الحاصلة بعد فترة لا تزيد عن 24 ساعة من ظهور عرض مرضي خطير معين..في حين أن الجمعية الطبية الأمريكية مثل أعتبرت أن الفترة الزمنية المقصودة أنما لا تزيد حقيقة عن ساعة واحدة..هي تلك الفاصلة بين بدء المعاناة من حالة غير طبيعية تلّم بالجسم وبين حصول الوفاة.

وتذكر أحصاءات الطب في أوربا أن هناك حالة وفاة فجائية واحدة بين كل 1000 انسان في العام الواحد وأن ما يقرب من نصف عدد الوفيات الحاصلة بسبب أمراض القلب التضّيقية (نسبة الى تقلص أو تضيّق أو تصّلب الشرايين التاجية الدقيقة المزودة لعضلة القلب) أو أمراض عجز القلب أنما تكون فجائية في حدوثها..وأكثر من ذلك حيث تستمر الدراسات الوبائية الصحية بالأشارة الى نسبة حدوث وفاة الفجأة بسبب مرض القلب بين البالغين "الأصحاء" أنما تكون بين 0.1-0.2 لكل 1000 شخص في العام..مما يعني بلغة الحساب أن ما يقرب من خُمس وعُشر حالات وفاة الفجأة بسبب مرض القلب أنما تحصل عند العامة وعند أناس أصحاء لم يعرف عنهم أصابتهم بأمراض قلب محددة مثلا مما يثير في الخاطر موضوعة الوقاية وأهميتها.

وفي بحث علمي تمت دراسة 564حالة وفاة فجائية حصلت في بريطانيا لأعمار أشخاص تراوحت بين 16-64 عاما تبين أن 82% منهم قد ماتوا بسبب أمراض شرايين القلب التي تركت أثارها على عضلة القلب التالفة عند ما يقرب من 25% من المتوفين دلالة وجود مرض قلب لم يشخّص ولم يشر أليه صاحبه قبلا، مما ظهر قبل حدوث الوفاة مباشرة وبفترة زمنية قصيرة.

وتذكر الدراسة أيضا أن 62% من حالات وفاة الفجأة قد كانت بسبب تضخم عضلة البطين الأيسر القلبي. وأن أسبابا مرضية أخرى كانت وراء حصول وفاة الفجأة عند 8% لآخرين.أما نسبة ال 4% الباقية من المتوفين فلم يستطع الباحثون والمختصون بعلم الأمراض من التوصل الى حل لغز وفاة الفجأة عندها..مما يحفز العلماء لمزيد من التقصي واجراء الأختبارات وصولا لمعرفة حقيقة لم يكن من السهل فك اسرارها.

أن العقاقير المساعدة على أنتظام ضربات القلب وخاصة منها مضادات بيتا وعقار الأميودارون أنما لها تأثير أيجابي على التقليل من وفاة الفجأة عند من أصيبوا بجلطة القلب..فمن خلال تحليل شامل لثلاثة عشر مداخلة علاجية دوائية شملت ستة آلاف وخمسمائة مريض عولجوا بعقار الأميودارون بعد جلطة القلب،  وجد أن هناك نسبة أنخفاض في الوفيات تقدر ب 13% رغم أن هناك بعض الأضرار الجانبية المعروفة للعقار المذكور. ثم أن لجراحة القلب المفتوح ولعمليات ترقيع الشرايين  أو فتح الشرايين بجراحة البالون نتائجها الأيجابية في تخفيض نسبة وفاة الفجأة عند المصابين بمرض شرايين القلب التاجية المتقدم.

ولابد من الأشارة الى أن دراسة طبية كانت قد ذكرت منذ ما يزيد على العشر سنوات أن سببا وراثيا لموت الفجأة قد يكون كامنا في جينات ومورّثات الرجال (حيث لم يفصّل البحث بهذا الخصوص في حالة النساء الصحية).

ولعل مثل هذه الأستنتاجات تكون دافعا قويا للرجال والنساء على حد سواء للأنتباه الى عوامل الخطورة على القلب والأوعية الدموية والحد منها ..فللسمنة ومضاعفاتها دور كما للتدخين ولزيادة دهنية الدم والأصابة بمرض السكر وأرتفاع ضغط الدم أضافة الى زيادة الأرهاق والتعب الفيزيائي الجسمي وحالات القلق النفسي غير الطبيعية.

 

ازالة الوشم

س22: فاتن

كيف يمكنني  أزالة الوشم..وهل يحتاج ذلك الى عملية جراحية؟

ج22: د. عامر هشام: قصة الوشم قصة قديمة ترجع في عمقها التاريخي الى ما يقرب من خمسة آلاف عام..حيث يزرق الجلد بصبغات معينة فأذا بمادة الكولاجين الطبيعية تتجمع حول جزيئات مادة الصبغ فيكون الوشم على الجلد واضحا ومعبّرا. وقد أستعملت طرق الجراحة في الماضي لأزالة الوشم لمن يبغي ذلك ويطلبه حتى أن بعض الجرّاحين أستعمل الرقع الجلدية لتغطية منطقة وشم كبيرة عوملت جراحيا.

أما في الوقت الحاضر فأن لأشعة الليزر دورها المفيد فعلا في أزالة الوشم  حتى أذا تمت المقاربة بين لون حزمة الأشعاع الليزري مع لون صبغة الوشم الموجود كان ذلك ضامنا لنجاح التخلص من الوشم..ويمكن بطبيعة الحال أستعمال ألوان مختلفة تتطابق وألوان وشم ما..

ويعامل الجلد بأشعة الليزر على شكل دفقات أشعاع سريعة جدا حيث تقوم بتجزئة صبغة الوشم الى أجزاء صغيرة يمكن للجسم أن يتخلص منها بسهولة بعد ذلك..وقد يحتاج الموشوم لأكثر من جلسة ليزرية واحدة..

 

الجلطة الدماغية الصغرى

س23: أبو ياسين

ما معنى الجلطة الدماغية الصغرى فقد شخّصها طبيبي ويودي معرفة الوقاية من هذا المرض..

ج23: د. عامر هشام: وهو ما يصطلح علية بالسكتة الدماغية الأنتقالية والتي قد لا تبدو أعراضها على جسم المريض ولكنها قد تبدو على شكل أعراض غير مريحة. ومن هذه الأعراض مثلا فقدان القدرة على الكلام أو البلع لفترة وجيزة من الزمن أو أصابة اليد أو الساق بدرجة وهن وضعف معينة تجعلها فاقدة للوظيفة لمدة قد تصل الى ساعة واحدة أو تقل عن ذلك.

وفي عرف الطب فأن مثل هذه الجلطات الدماغية البسيطة أو الأنتقالية أنما هي تشكل عامل خطورة للأصابة بالجلة الدماغية الكبيرة الحقيقية المعروفة. وعلى ذلك توجّب الأنتباه الى الجلطة الأنتقالية والتعامل معها على أساس أنها من الحالات الطارئة أو المستعجلة. وقد دلّت الدراسات الطبية الحديثة الى أن هناك نسبة ما يقرب من 25% من مرضى الجلطة الدماغية الأنتقالية ممن يصابون بالجلطة الكاملة بعدفترة الثلاثة أشهر من ظهور الأعراض المرضية.

ويعتبر أرتفاع ضغط الدم وتضيّق الشرايين السباتية في جانبي الرقبة من أهم أسباب الجلطة الدماغية الأنتقالية. أضافة الى أن أضطراب نبض القلب وأرتفاع مستوى السكّر في الدم تعتبر من عوامل الخطورة المسبّبة للمرض أيضا.

أن هناك في الدول الأوربية اليوم العيادات اليومية التي تتعامل مع مرضى الجلطات الدماغية الصغرى ومحاولة السيطرة على أمراض قد تسببها وبالتالي قد تسبب الجلطة الدماغية الأساسية. ويعتبر عقار الأسبرين من العقارات المفيدة في الوقاية من جلطات الدماغ أضافة الى السيطرة على أرتفاع ضغط الدم. ولابد للطبيب من خبرة عمل في التفريق بين حالات مرضية لا علاقة لها بالجلطات الدماغية مما يمكن أن يسبب الخطأ في التشخيص ومن ذلك مثلا مرض الشقيقة وأنخفاض مستوى السكر في الدم والتي لا علاقة مباشرة لها بجلطة الدماغ من قريب أو بعيد.

 

...................

تنبيه: ستخصص الحلقة القادمة للاستشارات الصحية الجنسية

وسيجيب الطبيب الأستشاري د. عامر هشام الصفّار زميل الكلية الملكية الطبية البريطانية عن أسئلتكم الصحية.. راسلونا على الأيميل:

[email protected]

 [email protected]


العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2098 الأحد  22 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم