صحيفة المثقف

دكتور سامان سوراني .. وفن صناعة الأصدقاء / سلام كاظم فرج

سلسلة رسائل محتجة لبعض الاطروحات التي رأى فيها من راسلني انها تحمل شوفينية عربية .. فأجبتهم.. ان امة الكرد غير قاصرة ولكي تثبت عكس ما اورده الدكتور ميثم.. فابواب المثقف مفتوحة للجميع.. وذكرتهم بالمفكر الكردي الكبير المؤرخ  البروفسور كمال مظهر احمد كمثال.. وكنت من بين من احتج على الدكتور ميثم الجنابي على الخلط بين سياسات تاكتيكية واستراتيجية ذرائعية للقوى السياسية الكردية الفاعلة وبين امة الكرد كصديقة وشريكة نضال ووطن لامة العرب والمسلمين..واعترضت على رؤيته لسايكولوجية الاقليات... باعتبار ان الامم تمتلك ذات الاحترام صغرت أم كبرت...

 وحين بدأت سلسلة مقالات الكاتب الكردي الاستاذ الدكتور سامان سوراني تنشرعلى صفحات المثقف الغراء كان ذلك من دواعي سروري وسرور هيئة تحرير المثقف الغراء كصحيفة حرة تعد نفسها منبرا لكل الافكار الانسانية السامية وتعرف حجم التقاطاعات في الرؤى من اجل فهم اكثر عمقا ومن اجل تفاعل الرؤى صوب تعزيز العلاقات الانسانية والودية بين مكونات الشعب العراقي كلها... بل بين مكونات الوطن العربي والشرق الاوسط بمجمله..

 وكنت اتابع باهتمام كتابات الدكتور سوراني واعتز بها...ولكن.... مقالته الاخيرة الموسومة ب(سيادة العقل التنويري).. حركت في داخلي مخاوفا هي نفسها المخاوف التي تحدث عنها الدكتور سوراني) ووجدت ان جنابه الكريم.. قد اصطف بلا مواربة مع كل ما يطرح كوردستانيا دون ان يكلف نفسه تلمس حجم ما ستترك مقالته من اثر سلبي في خسارة جمهرة من المثقفين العراقيين والعرب الذين يعتبرون انفسهم اصدقاء للكورد..وكأن رأي العربي الذي خاطبه ذات يوم الشاعر عبد الله كوران (أخي العربي) لم يعد مهما. ولا ضروريا.. فبعض الكتاب الكرد (وفق هذه الرؤية) قد حلقوا بعيدا ..وكأنهم يريدون من العرب (وهم الاكثرية) ان يكونوا متملقين قابلين بكل تاكتيكات الساسة الكورد وتوجهاتهم (لكي يقال عنهم متنوريين!!!).. وهنا مكمن الخطورة.. سيما حين تأتي من كاتب مثل الدكتور سامان..من العنوان شممت التعالي غيرالمبرر على الطرف الاخر. وكأن الساسة العراقيين من العرب خارج منظومة الانوار الفكرية..ووحده التنوير في جعبة الاستاذ الدكتور..

يقول الدكتور سامان (لكن هيهات، فما نلمسه من قريب في العراق الجمهوري هو الترويج لفكرة الوصاية الفاشلة عل? شؤون الكوردستانيين).. لنرى مبررات المقدمة الطويلة لفكر توما الاكويني مرورا بافكار الثورة الفرنسية فولتير وروسو وغيرهم..

 فنسأل الدكتور بضعة اسئلة..

1.. هل يحتاج الكوردستاني الى كفيل عند زيارة البصرة؟؟

2 هل اعترض الاستاذ المالكي وقبله الاستاذ  الجعفري على كوردستانية السليمانية واربيل ودهوك؟؟ وهل مانعا في إدارة شؤون الكرد من قبل الكورد انفسهم (علم ودستور وبرلمان.. وحكومات محلية لكل قضاء وناحية؟؟)

3 -  المادة 140 الفضفاضة والتي تتيح تاكتيكات (زكزاكية) واعتذر لهذه المفردة لاني لم اجد غيرها.. ربما (المتذبذبة اقرب للدقة)

ما بين المطالبة بخريطة حالمة واسعة تصل حسبما وردتنا الى بدرة وزرباطية. ومابين فكرة حق تقرير المصير المشروعة وبما فيها الاستقلال التام والنهائي في دولة مستقلة.هل.هي التي تمنع عن العراقي العربي ان يرى عصر الانوار؟؟

ان حق تقرير المصير للكورد حسمه الكورد لا العرب.. في القبول بالفدرالية (وليس الكونفدرالية ). ارجوك دكتور..هل تشرح لي الفرق ؟؟اليس ما يجري من تاكتيكات براغماتية  كردستانية تؤصل الكونفدرالية .. ؟؟ والتلويح بالانفصال الا يدعو العربي ان يتحسب؟ وكركوك.. بحويجتها وتركمانها ومسيحيها وعرب مركز قضاء المدينة من العوائل العربية العريقة كالحديد (أسر ال الحديدي الكرام) مثلا؟؟.اليست. تفضل ان لا تكون كردستانية..؟

اين الفكر التنويري لفولتير من هذا؟؟ هل اهل الحويجة من الجبور والعبيد  لا رأي لهم؟؟ لكي تصادر رأيهم وتقرر بكردستانية كركوك كتنزيل ملهم وقدس اقداس ثم تطلب من اليساري العراقي العربي ان ينصرك على مغالطة لا تختلف عن مغالطات الشوفينين العرب الذين كرهونا بعروبتنا وحببوا لك كورديتك؟؟

4..خلاصة القضية ان اراد الكرد الفدرالية فالعرب قد حسموا امرهم وارتضوا الفدرالية..ووافقوا على الدستورالفدرالي

وإن أرادوا الانفصال فهذا متاح ايضا.. لكن ان ارادوا كونفدرالية متذبذبة غير مستقرة.. فمن حقنا  ومن حق الاستاذ المالكي.. ان يقول .. عفوا.. مثلما ان لكم حقوقا فإن لعرب الوسط والجنوب حقوقا مماثلة.. فكيف ترتضون كل هذه الحماسة لحقوق الكرد وتطلبون التفريط بحق العربي في تقرير مصيره وربطه بكونفدرالية متذبذبة غير مستقرة ؟؟.. عفوا العرب لا يوافقون على الكونفدرالية..وهذا ما أجده في كل اطروحات  المالكي فأين الخلل؟؟.. وعند من؟؟..

5 - ان حق الاقلية على الاكثرية ليس التفريط بسيادة  وحقوق الاكثرية من اجل رضى سياسيي تلك الاقلية لكي يقال عنا متحضرين ومتنورين.... ولو قارنا حجم التخصيصات في الموازنة الاتحادية لثلاث محافظات كردية وقارناها بحجم التخصيصات للبصرة والعمارة والناصرية لعرفنا حجم الظلم الذي ما زال يعاني منه العربي الجنوبي. كأنه ما ناضل ولا اشعل فتيل الانتفاضة الشعبانية (الآذارية) والتي سبقت الربيع العربي بأكثر من عقدين من الزمان ؟؟ ولا قدم مئات الالوف من الشهداء والمعاقين والايتام والارامل شأنه شأن شقيقه الكردي؟؟؟ اليس من حقنا ان نصطف مع الحكومة الاتحادية لوقف هذه المغالطات.. ام نكتفي بمؤتمر  لنصرة شعب كان مظلوما وتحرر.. وننسى ما تعانيه محافظات الوسط والجنوب لكي لايقال عنا رجعيين  ويمينيين؟؟

6 -  جناب الدكتور سامان. الفكر التنويري يقول ان عصر العروبة والتكريد (من الكردية) والطورانية التركية والفارسية والجرمانية.. اصبح من الماضي .. والعصر عصر خدمات. لاعصر عرب او اكراد او سنة وشيعة.. فهلا ساعدتني على اثبات ذلك بالملموس لكي آخذ اطروحاتك مأخذ الجد.. ويكون الفيصل الانسان لا عروبته او كرديته..او مناطق متنازع عليها كأننا مازلنا نراوح في مرحلة الاقطاع..

7 القبارصة الاتراك حين انفصلوا.. لم يتحقق لهم ما كانوا عليه ايام  الاسقف مكاريوس.. بل استفادت جمهرة من المستغلين القبارصة الترك والقبارصة اليونانيين فهل يعي هذه الحقيقة متنورو الكرد والعرب؟؟ ويحسموا امرهم على الفدرالية لا الكونفدرالية الزكزاكية والتلويح بالانفصال عند كل ازمة عابرة..

8.. طوابير سيارات النفط المتوجهة الى ايران وافغانستان والموثقة بالاقمار الصناعية والتي يعرفها شقيقنا الكردي الساكن على الحدود قبل شقيقه العربي هل وجد المتنورون الكورد مناسبة للطلب بدراسة هذه الحالة المؤسفة؟ ام الاكتفاء باتهام الجعفري فالمالكي والشهرستاني انهم خارج عصر الانوار؟؟

9 زيارة المالكي لكركوك احتج عليها بعض الاخوة الكورد.. هل يحتاج رئيس وزراء العراق رخصة ليعقد جلسة مجلس الوزراء في محافظة عراقية؟؟ وهل خرج من عصر الانوار الى عصر الظلمات حين طلب من مجلس محافظة كركوك وباعتراف السيد محافظ كركوك المحترم البحث عن كل المعوقات التي تقف بوجه تقديم الخدمات للمواطن الكركوكي؟؟.. لقد اصابني الاحباط من التصريحات والاحتجاجات لبعض الاخوة الكورد لزيارة دولة رئيس الوزراء لمدينته ومدينتنا ومدينتكم كركوك.. واظلمت الدنيا بعيني..احقا ان ارض كركوك محرمة على رئيس وزراء العراق؟؟

10 - المالكي  ومجلس الوزراء عقد جلسة مماثلة في البصرة  قبل شهور وكان محل ترحيب من البصريين فما الفرق بين البصرة وكركوك؟؟. كذلك الامر في الديوانية... وكم اسعدتني تصريحات الاخوة التركمان من كركوك وترحيبهم وكذلك ترحيب السيد المحافظ.. ولكني لم افهم مبررات مقاطعة الوزراء الكرد للإجتماع..والقول بعراقية كركوك هل هي خطيئة؟؟ اليست اربيل محافظة عراقية؟؟ وفق الدستور الفدرالي المتفق عليه؟؟ واين التنوير في كل هذا الصراخ بسبب القول بعراقية كركوك؟؟.. وهل اصبحت كردستان دولة ونحن لا نعلم؟؟ ام هي اقليم عراقي؟؟ ومن هو الذي يدير عنق الحقائق؟؟ويفضفض الرؤى.. وقد حسمنا امرنا على الفدرالية لا الكونفدرالية منذ بللنا اصابعنا بالبنفسج وقلنا للدستور نعم؟؟؟

11- استاذي الدكتور سامان. هل تحتاج السيدة ميركل الى رخصة لزيارة اية ولاية المانية؟؟ وهل يحتاج السيد اوباما الى رخصة لزيارة الاسكا..؟.

12 - ولكي لا ابدو مصطفا بشكل سمج واركز على عروبتي .. لا بد من القول ان حق تقرير المصير بما فيه الانفصال وتأسيس دولتهم حق مكفول انسانيا ودستوريا وتنويريا..فمتى يعي الجميع هذه الحقيقة ويحسموا الامر.. اما انفصال او... فدرالية يتمتع بها رئيس الوزراء بكامل الصلاحيات. ويتمتع القائد العام للقوات المسلحة بكامل الصلاحيات...

 13- اما موضوع طارق الهاشمي فقد كان هناك اربعة قضاة كورد اطلعوا وشاركوا في دراسة الملف.. فماذا كانت النتيجة..؟؟

 هروب الى الوراء وحديث عن التقاليد والاعراف  وحق الضيافة وليس عن القانون.. وضحايا حلبجة الشهيدة اليس السيد المالكي هو من كان يلح على انصافهم وشفاء صدورهم بتطبيق القانون بحق المجرمين الذين نفذوا المجزرة. وتعويض ورثتهم... ام الهاشمي الذي زار المدينة الشهيدة وبرر افعال المجرمين القتلة (وهم برتبة قادة مخططين ومنفذين لا مجرد جنود او ضباط صف او ضباط صغار) بأنهم محض مأمورين مساكين !!؟

 وكان ذلك في نفس ذكرى الفاجعة الاليمة هذا العام .. ومن ثم يطلب من حكومة المالكي وفي نفس اليوم الاعتذار لعوائل الضحايا وحين اعترض القاضي (النائب الاستاذ الحسن.) علا الصخب ضده وكأنه نطق كفرا. وهو الذي أدار جلسات محاكمات المجرمين لا غيره؟؟ وإلى الان تعرقل قرارات القضاء بمعاقبتهم..!!. اليس كل ذلك يدعو كاتبا زهدا بالسياسة لصالح الشعر (كاتب السطور)ان ينتفض ويقول كفى.. ويصرخ بصرخة روجيه غارودي..(لم يعد السكوت ممكنا)؟؟؟!!!

اين التنوير واين الرجعية وعصر الظلمات في كل هذا..؟؟

 اعتذر للدكتور سامان على هذه الصراحة واكرر قولي.. لست  ممن يتباهون بعراقة الارومة العربية.. لكنها دعوة للمثقفين الكورد الكرام ومنهم الدكتور سامان لدراسة فن صناعة الاصدقاء لا الاعداء.. والاعتماد على الذات لا يؤتي اوكله دائما. وصناعة الاصدقاء لا تكمن في دعوة ثلة من المثقفين العرب لمؤتمر او فعالية كردستانية..يقضونها في ربوع كردستان.. بل تفهم حقيقي لهموم المواطن العربي الشريك في بابل والعمارة والبصرة  والرمادي  وبغداد والعمل على النهوض به. لافرض الرؤى عليه ومزاحمته على استحقاقاته المالية والدستورية بصيغة المغالبة لا بصيغة الشراكة النبيلة..

. فخسارة مثقف عراقي عربي واحد خسارة كبيرة.. وما اراه ان الخسارات ستأتي بالجملة واخشى ما اخشاه ان تحول الشوفينية شركاء الوطن الذي تحدث عنهم الشاعر الخالد عبد الله كوران الى اعداء فاتقوا الله فينا..

 

للاطلاع

سيادة العقل التنويري أم الرضوخ ال? سياسة التفرد في إدارة الحكم؟ / د. سامان سوراني

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2117 الجمعة  11 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم