صحيفة المثقف

رسالة عاجلة الى السيد المالكي – هل لك أن تحذر نصائح السوء؟

ومع ذلك سأبدأ بشهادة وجع العراق وآهاته الشاعرة  التي صرخت تحت يافطات المنافي وصقيع المدن الموحشة "الجثة تتفسخ من أين أردت أسّندها" تلك الصرخة /الإدانة التي أطلقها مظفر النواب في معرض إحتجاجته وسخريته من الوضع العربي المتردي .

أما نحن أبناء العراق دائمي النكبة من " أزلامنا" ومن وضعتهم الأقدار في موقع التسلط على رقابنا، فقد كنا (نهاجم) السادة النواب الباحثين عن إمتيازات و(إمتصاصات) أسطورية  من لحمنا ونخاع عظامنا،  وكنا نتصور إن ظهورنا محمية بالحكومة (المظفرة) التي صالت وجالت فأرسلت رمحها الى البصرة جنوباً والموصل شمالاً  - توقفت عند حدود الموصل ولم تذهب الى محمية كاكا مسعود – ثم غرباً الى سوريا والتلويح لها بالسيف الدولي   – لكنها أشاحت بوجهها عن الجار الشرقي وهو يسرق الأنهارفي وضح النهار - .

لكن كم كانت خيبتنا كبيرة بعد أن إكتشفنا إننا واهمون، إذ تبين إن قمصاننا قدتّ من دبر كذلك، بعد أن سجل قصب السبق لجماعة الحكومة في الإستيلاء على أرقى قطع الأرض البغدادية وأغلاها ثمناً وهي تلك  المجاورة لدجلة، ليقوموا من ثم بتوزيعها على بعضهم من مرتبة مدير عام وما فوق، لتتحول الحكومة عندها (من حكومة المالكي الى حكومة المالكين) ومن لايعجبه الوضع فليضرب رأسه في أي جدار يشاء، أو فليغادر العراق الى الأبد ويبحث عن بلاد أخرى لا تمتلىء بالمستشارين الذين يوسوسون في أذن رئيس الوزراء أن وهجه سيزداد تألقاً إذا أتخم  تلك القطط السمان النهمة التي تحيط به من كل جانب وتمنع عنه سلامة الرؤية .

أيها السيد رئيس الوزراء حتى ثلاثة أشهر قادمة، هل لك أن تسأل نفسك  وانت تشبك أصابعك على مقدم جبهتك تفكراً وإستذكاراً : ماذا فعل هؤلاء للعراق ؟ أية دولة ساهموا في بنائها واية مؤسسات أخلصوا لها ؟ الأ تنظر شعبك وهو يأن بالشكوى ؟ الاتدرك بأن تلك (المفاصل) في الدولة التي تطمح في بنائها، هي واحدة من أسباب الدمار والفساد التي تعيق عملك وتجعل تجهر بالشكوى كما فعلت في خطابك الأخير؟

فلماذا تريد مكافأتهم على مايفعلونه بك وبنا؟

   نستحلفك أن لا تستمع لنصائحهم  الجهنمية  وتوزع أرض العراق على الذين سينكرونك قبل صياح الديك وسيبيعونك بدراهم فضة كما فعل الأسخريوطي، فلا تفضلهم على أبناء شعبكم، ذلك ليس من حقك ولا من حق أحد غيرك، لأنكم بعلمكم  هذا، إنما تكسرون آخر غصن أخضر نستظل به في هذا العراق الذي يجتاحه التصحر في الأرض كما في الإنسان .

فدع لنا هذا الغصن كي يزهو ويكبر علّ الإخضرار يعود إلينا، ولا تقصفه بيدك بنصيحة أولئك المنتفعين . -----

علي السعدي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1198 الخميس 15/10/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم