صحيفة المثقف

ظلّ .. وقصص أخرى قصيرة جدا / عامر هشام الصفّار

لم يسأل مثلا فيما أذا كانت تنتظر صديقتها ذات الوجه المتبسّم دائما والشعر الأسود القصير والهندام المضطرب..

أنتهت المحاضرة..موضوعها أزعجه..بادرها..

- تكتبين بخط جميل..

أبتسمت..أجابته:

- هل كنت تراقب خطّي في محاضرة الكيمياء..؟!

كان ذلك المفتاح لمعادلة تتساوى جزيئاتها بينهما..أو هكذا ظنّ هو..ظلّ يتحدّث لها عن نفسه..طموحاته..فلسفته في الحياة..هواياته..ونيتّه في شراء بيت حال تخرّجه..

بعد يومين ألتقى به صديقه الوقور..نقل له رسالتها..

- لقد تأخرّتَ زمنا..ففي اللحظة التي بدأتَ فيها بالتحدّث عن نفسك أدركتْ هي ماذا تريد أنت..!

سمع بعد أسبوع أنها قد تركتْ الجامعة بعد أن نقلتْ دراستها حيث خطيبها في بغداد..كان ذلك حبّه الأول منذ أعوام وأعوام..لا زال يذكره.. كأنه من قصص البارحة.

 

الظلّ

سرتُ اليوم في نفس الشارع الذي كنتُ أسير فيه حيث مدينة غربتي قبل عشرين عاما..لم يتغير الشارع كثيرا.. نفس الوجوه تمشي على الرصيف.. ونفس محلات باعة الصحف والمطاعم..وحده ظلّي..أنفصل عني.. وراح بعيدا يتقافز قرب نهر دجلة حيث محلّتي الأولى.. ومسقط الرأس..صرخت فيه.. لم يجبني.. بعد أن شقّ عصا الطاعة وتركني في غربتي، حالما بالتوحّد مع ظلّ متمرد!.

 

زمن خاص

يا عدنان.. قلت له: يكفيك أستماعا لخطابات العاجزين.. تذّكره بالمحاضر الذي يستنسخ محاضرته كل عام..وكيف كانت قاعة المحاضرات فارغة من الطلاب النابهين.. يكفيك.. قلت له.. أسمعك تردّد مع

المردّدين ما لا تردّده في ظرفك الطبيعي..نظر في ساعته.. كانت متوقّفة على زمن لا يحسب بالساعات والدقائق!.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم