صحيفة المثقف

الكذب والتضليل ثقافة بعثية / جمعة عبد الله

تجرع الشعب الاهوال والويلات والكوارث المدمرة . وبعد سقوط النظام المقبور ودخول العراق حقبة سياسية جديدة

برزت القائمة العراقية كوريث شرعي لثقافة البعث . وقد استخدمت هذه الثقافة بجدارة وابداع وتفوق يحسد عليه . واحتلت مكانة بارزة ومرموقة في العراق الجديد .وصارت شريك اساسي في العملية السياسية . ومساهم فعال في صنع

القرار السياسي .. لكن بمرور الزمن وتطور الاحداث والمشهد السياسي، اخذ يتضح وينكشف حقيقتها ودورها السياسي ومقاصدها واهدافها وما تطمح الوصول اليه من غايات سياسية، هو اعاقة العملية الديموقراطية من التطور بكل

الوسائل والطرق الممكنة . معتمدة على الدعم الكبير، المالي والمعنوي والسياسي من دول الجوار من اجل تخريب العملية السياسية ووضع العصي في عجلة التطور والاقتراب من هموم المواطن .. وانكشف بوضوح لا يقبل الشك في

تواطئها المريب ودورها المساند لعصابات الارهاب والجريمة في قتل الابرياء وترويع المواطنين  وتخريب الاستقرار الامني . . وامام هذا المأزق العميق والتخبط في خطابها السياسي التناقض بروح انتهازية وحسابات نفعية، تبعثرت الى

كتل متنافرة لا يجمعها جامع إلا ارثها الثقافي البغيض . وممارستها الارتزاق السياسي وانتهاز الفرص بحيل واساليب ماكرة لتمرير مخطط سياسي يعيق التطور او يعيق التقارب السياسي بين الكتل السياسية .. وان بعض قادتها لم يتخلص من

الممارسات البعثية او حنينه الحقبة الدكتاتورية . فعلى سبيل المثال (صالح المطلك) كان مشمولا بالاجتثاث البعث . لكن ضمن التفاهمات والصفقات السياسية دفعت الى رفع هذا الاجتثاث عنه . ثم تعينه في منصب قيادي مهم في الدولة العراقية

مما اثار ردود فعل شعبية ساخطة ومستنكرة لدى اغلب العراقيين من هذا التصرف الهجين بشخص لن يتوانى ان يعلن بين الحين والاخر حنينه للحقبة البعثية وترحمه على حياة المقبور بكلمة سخيفة (المرحوم) يعد هذا الفارس المقدام وريث

الشرعي لحروب (القادسية) ام المهالك .و هو يمارس العهر السياسي ببراعة خارقة ويتلون حسب المناخ السياسي، ففي الامس يصرح (بان سحب الثقة من نوري المالكي قد يجر العراق الى حرب طائفية) ويثني على مهنية المالكي في

ادارة جلسات مجلس الوزراء وحرصه الشديد على العمل المشترك . واليوم يناقض نفسه حينما يقول (ان سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي اصبح مطلبا شعبيا لانهاء حقبة من الدكتاتورية التي انعكست سلبا على الواقع العراقي

وعزلت العراق عن محيطه الاقليمي والدولي) ثم يضيف (بان بقى المالكي رئيسا للحكومة سيعرض الوحدة الوطنية للخطر ويؤدي الى تقسيم البلاد واستمرار حالات الفساد الاداري والمالي) هذا التقلب السياسي والتناقض في الموقف

هو صفة عامة ملازمة لقادة القائمة العراقية . التي فقدت زمام المبادرة ووقعت   في وحل التخبط والتنافر  المهين ووقوفها الصريح في اعاقة كل البوادر التي من شأنها ان تسهم في حلحلة الازمة السياسية وتخفيف الاحتقان والمناخ المتوتر

بل استمرت في ابتكار انماط من الحيل والخدع السياسية مثلما صرح ناطقهم الرسمي المراهق السياسي (حيدر الملا) بان القائمة العراقية على الاستعداد لاقناع الهاشمي للمثول امام القضاء العراقي اذا نفذ المالكي جميع بنود اتفاقية اربيل

اي خلط بين قضية سياسية بقضية قضائية تخص القضاء العراقي .. ان الشعب ادرك بنضجه السياسي وبحسه الوطني الاعيب وحيل وخداع الذي تمارسه القائمة العراقية . وهذا يدل على الخواء السياسي والابتعاد عن الواقع العراقي

المؤلم .. ودليل قاطع على فشلهم السياسي وتحطيم مقاصدهم الشريرة وهم يتجرعون انفاسهم الاخيرة

  جمعه عبدالله

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2141 الأثنين  04 / 06 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم