صحيفة المثقف

هل هناك قصور في العقل السياسي العراقي؟ / جمعة عبد الله

لكن هذا التراث السياسي الذي ولد من رحم النضال العنيد والصلابة الجهادية في مقارعة الظلم والطغيان ومن الخبرة المتراكمة والطويلة المعمقة بالروح الوطنية . تتعرض الى الاهمال والتجاهل والنظرة الضيقة وعدم الاعتراف  بدروسها في النضال والوطنية من قبل بعض المكونات السياسية التي تستعين بالخبرة والمشورة والتوجيهات السياسية من قبل دول الجوار (تركيا - ايران  - السعودية وقطر) بطلب المعونة والنجدة لحل القضايا العراقية والمشاكل المتأزمة والقضايا المتعلقة في اتخاذ القرارات الحاسمة او السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية .. ان هذا العجز في ايجاد الحل إلا بمعونة اقليمية، هو قصور سياسي فادح يؤدي الى اقحام الاخرين في الشأن العراقي . وهو يدل على النقص في الارادة الوطنية والتوجه السليم للخروج من المأزق وفق المصالح الوطنية، وهو يصب في تعميق الخلافات بصورة اكثر بشاعة، ويدخل في خانة زعزعة الاوضاع

بذهاب القائمة العراقية الى ( تركيا - السعودية - قطر ) لايجاد مفاتيح الحل او ايجاد مخرج سياسي . انها تلحق الضرر الفادح بمصالح العراق وانتقاص من سيادته الوطنية، وهو يدل على الفشل في الرؤية العامة والعجز في الخبرة والممارسة

السليمة . بحيث يسمح لهؤلاء الاعداء بالتطاول في الشأن العراقي والتحكم في المسارات المستقبلية لتدمير اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي .. كما ان توجهات تيار الصدري وزعيمه (مقتدى الصدر) بالخضوع للضغوط الايرانية والاستعانة بفتاوي المرجعية الايرانية (قم  - طهران ) التي هدفها تخريب العملية السياسية والتجربة الديموقراطية، وغرض هذه الفتاوي العقيمة هو حقدها الدفين على كل ما هو حضاري وتقدمي وتتعارض مع ابسط قواعد العمل الديموقراطي

ويتصادم مع الدستور العراقي وهدم مقومات الوحدة الوطنية وخلق بلبلة من شأنها ان تعمق الخلافات وتجرها الى خنادق متصارعة وتقود الى مستنقع ضحل .. ان التدخل الايراني في الشؤون الداخلية شيء خطير وغير سليم في اتخاذ قرارات

هامة بعقلية عراقية صرفة .،ان حشر هذه الدول هو هدفها وقوع العراق تحت هيمنتها ووصايتها وتجرد الاستقلال والسيادة الوطنية من مضمونها الصحيح، وتخنق كل مبادرة جادة في الخروج من عنق الازمة وتعيق العملية الديموقراطية

من التقدم الى الامام ويتعارض مع القيم الوطنية وتجرد الشخصية العراقية من مفهومها السياسي، لذا ينبغي على هذه الكتل السياسية ان تستعين بالخبرة العراقية والعقل العراقي السليم بعيدا عن التأثيرات الاقليمية وبعيدا عن الضغوط

التي تمارس عليها لفرض سيطرتها وطاعتها والتحكم في عقليتها السياسية .. ينبغي الاستعانة بمشورة وحكمة المرجعية الدينية في النجف الاشرف وحكمة السيد (علي السستاني) الذي اثبت من خلال مواقفه الرشيدة بانه بمستوى الاحداث

التي تدعو الى تعزيز وتقوية اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي .. وكذلك مواقف السيد (عمار الحكيم) السديدة التي تحاول جاهدة نزع فتيل الازمة السياسية وانارة شمعة في ظلام العراق الخانق .، وكذلك الاستعانة بالتيار الديموقراطي

وتراثه السياسي وخبرته الراسخة والمعجونة بالدم العراقي في سبيل الدفاع عن مصالح الشعب الوطنية واستغلال هذه الخبرة او الكنز السياسي الخلاق في ايجاد مخرج سليم للازمة السياسية . ان النهج المتعمد بتجاهل وابعاد هذا التيار

العريق لن يخدم التوجهات والمساعي المبذولة في انهاء المأزق السياسي، ولن يقود الى التطور السليم للعملية الديموقراطية، لهذا على اصحاب القرار السياسي، دعوة هذا التيار الى المشاركة والمساهمة الفعالة في الحوار المنشود

 ان العقل العراقي السياسي كفيل وقادر على وضع النقاط على الحروف اذا توفرت الرغبة والارادة الصادقة في تطوير المسار الديموقراطي في الاتجاه الصحيح . وليس البحث عن حلول عقيمة من دول الجوار، او فتاوي سقيمة لا

تخدم تطلعات الشعب ولا تحث الاطراف على الحوار السليم الذي يخدم الاصلاح والبناء

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم