صحيفة المثقف

انها ماساة شعب ياكاظم / جمعه عبد الله

وهذا  يعتبر احدى الركائز في اطالة عمر النظام، واستمرار الطاغي في سلوكه المنحرف  في التضليل

والخداع وتزيف الواقع المريب من خلال تجميل صورته والثناء على براعة الحاكم وقدرته الفريدة في قيادة البلاد نحو المستقبل الافضل من خلال الدجل الاعلامي ومهرجانات الزائفة والمهلهلة. باضافة الى استخدام نهج تكميم الافواه

التي تشكك في الدجل الاعلامي، وممارسة صنوف من الابتزاز والترهيب من يرفض الدخول الى سوق النخاسة، وهو يدرك بان الرموز الاعلامية بقلمهم وصوتهم الجهور هي معاول تهدم مقومات حكمه الطاغي . لان الكاتب

النزيه والصادق في مشاعره واحساسه الوطني يدرك ويعرف معاناة وجور وظلم الحاكم الطاغي في اسلوب القمع والارهاب . وينبه الشعب الى المقاومة في خلع النظام الجائر والسفر في رحاب الحرية والانعتاق من العبودية والظلم

الى تحقيق الديموقراطية التي تكفل حقوق المواطن وتصون كرامته ورزقه اليومي بشكل عادل .. لقد تعرض الكتاب والمبدعين في مجالات اخرى الى صنوف القهر والعذاب ومارس في حقهم شتى انواع القمع والارهاب، من المحاربة

في الرزق الى السجن والتشرد في بلدان الغربة ومطاردتهم في كل مكان من اجل اخماد صوتهم الرافض، وتجرعوا العذاب والحياة الصعبة .. لكن بعد سقوط النظام الدكتاتوري، اعتقد الكثير بان الامور ستنقلب لصالح العام وتنصف

المظلومين وترد الحقوق المسلوبة وتحترم الرموز الثقافية التي اسهمت بدورها الفعال في اسقاط الحقبة المظلمة وارجاع الحق الى نصابه وصيانة مكانتهم في العهد الجديد ليساهموا في البناء والاصلاح،وان تكون معايير ومقايس النزاهة

والوطنية في المقام الاول لبناء الوطن وتصفية اثار الدكتاتورية بشكل سليم والبدأ في اقامة النظام الديموقراطي . . لكن ظلت هذه الحقائق عبارة عن اوهام وخيال وبعيدة عن الواقع المر التي عصفت بالعملية السياسية، بسبب ان الطوائف

السياسية صاحبة القرار السياسي متشرنقة واسيرة افكار الحقبة المظلمة في تعاملها مع الرموز الثقافية كأنهم سلعة معروضة للبيع والشراء . فمن يريد حياة الرفاه والعيش الرغيد عليه ان يؤدي فروض الطاعة وواجب القبول بالعهر السياسي

وممارسة المكر والنفاق الاعلامي الرخيص . اما من يرفض سيتجرع الهوان والعذاب والحرمان هذا هو المشهد السياسي في عراق اليوم .. والشاعر الشعبي القدير المفتون بحب الشعب ومعاناته (كاظم اسماعيل كاطع) واحد من ابرز

الاقلام الشعرية التي ظهرت في السبعينات من القرن الماضي واحتل مساحة واسعة في الوسط الادبي بقصائده المطرزة برحيق الشعب الوطن وحبه العاصف . فقد عانى العذاب والحرمان والتجاهل مثل اقرانه في حبهم لشعب والوطن

من الحقبتين القديمة والجديدة وتعرض في اواخر عمره الى الاهمال والنسيان مرميا في مستشفى كبضاعة فاسدة دون رعاية ودون صيانة طبية ودون اهتمام . لو كان (كاظم) يمارس الدجل والنفاق لارسل الى ارقى مستشفيات العالم

وكانت حياته تسبح بالنعم والخيرات بالاوراق الخضراء (الدولار) . لكنه ارتضى ان لا يخون ضميره ومبادئه السامية والمسؤولية الوطنية . وهو يعرف تماما ممارسات الاطراف السياسية التي تتحكم في مصير الشعب والوطن تتصرف

بالمليارات الدولارات دون وخز او وجع ضمير او احساس بالمسؤولية الوطنية .. هذا القدر الظالم الذي يبخس حقوق ابناءه الاوفياء .. هذا الوطن المطعون بالزيف والرياء والدجل والنفاق والفساد والتزلف بثوب الحرص والمسؤولية

والدفاع عن حقوق المظلومين .. انه عار عليهم لانهم باعوا العراق في العهر السياسي .. انه عار لكل من يدعي زورا وبهتانا بانه يملك ضمير حي ويتحسس الام الشعب ومعاناته .. قبل عدة سنوات فارق الحياة احد المطربين المعروفين

في اليونان (كزانجيدس) وحضرت مراسم الدفن، اصابني الذهول والغرابة من الامواج البشرية الزاحفة الى المقبرة . عندها تذكرت بالم وحسرة حال رموزنا الثقافية والفنية، بان المشيعين لايتجاوزن عشرة افراد .. اتساءل لماذا

الجحود والعتوق والامبالات من الشعب؟ هل اصابته العدوى الاجحاف من ثقافة الحقبة القديمة والجديدة ؟ لماذا يتعامل الشعب بشكل قاسي مع ابناءه الاوفياء؟ هل هذا الوفاء على ماقدموه من عصارة حياتهم في سبيل الشعب ؟ هكذا

يودع الاوفياء دون ان يلقي نظرة وداع او دون ان يلقي باقة ورد على القبر او دون مشاركة جماهيرية حاشدة وهي تودع ابنهم البار الى مرقده الاخير    . . انه العار الذي اصاب الشعب بسبب دوامة النفاق والدجل السياسي الذي

تمارسه الطوائف الحاكمة التي شطبت من قاموسها كلمة عار . انه الزمن الرديء .. ان على الشعب ان يدرك بانه بدون ابناءه الافياء سيكون حاله كالذئب الذي يفترس الخرفان دون رحمة او شفقة . سيظل يعاني المشاكل والازمات والحرمان

بينما الاخرون يتمتعون بالجاه والسلطة والمال الوفير ومثال واحد من مئات الامثلة، اصدر القضاء العراقي بالسجن غيابيا سبع سنوات على وزير التجارة السابق (سبع سنوات سجن عن سبعة مليارت دولار كل سنة مليار دولار

وغيابيا) . خليهم يبوكون براحتهم.. انها ماساة شعب ياكاظم .. لقد صدقت في نبؤتك ..بس المضيع وطن .. وين الوطن يلكاه ... نم ايها الخالد في عقولنا وقلوبنا .. ساضع على قبرك (30) مليون باقة ورد وزهرة عوضا عن

ظلم الشعب لابناءه الاوفياء

 

جمعه عبد الله

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2166 الجمعة 29/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم