صحيفة المثقف

مهازل اخر زمان في البرلمانات العربية / جمعة عبد الله

على جميع مفاصل الدولة الحيوية . اضافة الى انه السلطة التشريعية التي تسن القوانين

العامة في اطارالافق الديموقراطي الذي يحدده الدستور . هذه سمات الحياة في البلدان الديموقراطية .. اما في البلدان العربية فان برلمانها او مجلس الشعب او المجلس الامة او الوطني يتميز بنكهة ومسار خاص يحدد صفات وخصائص

 وموقومات وعقلية تفكيرها في الشؤون السياسية تختلف كليا عن مميزات وصفات وعمل البرلمان في البلدان ذات التوجه الديموقراطي، اذ يتنافى ويتناقض ويتعارض مع الثوابت الديموقراطية والوطنية والعمل السليم، والغياب الوجه

الحقيقي للعمل الديموقراطي والثقافة والوعي الديموقراطي .. حيث ابتلت الشعوب العربية بالتطبيق المزيف والاعرج والاعور لمفاهيم الديموقراطية ودور البرلمان في الحياة العامة . انها تفتقر الى الحد الادنى من قواعد الحوار والنقاش

السليم الذي يخدم تطور البلاد ويحقق الازدهار السياسي المطلوب، اذ تلعب بدور بارز المصالح الذاتية والمنافع المالية والشخصية في قبة البرلمان او في قاعة الشعب . كل مجلس او برلمان عربي له صفة وميزة تختلف عن شقيقه الاخر وهذه الصفات والخصائص هي

1 - البرلمان الاردني .. يتميز في نقاشه الحاد وحواره الصاخب والعاصف بتراشق الاحذية وتطايرها في معبد البرلمان لأي نقد حتى لو بشكله البسيط . مما حدى برئيس البرلمان ان يتخذ قرار بمنع دخول اعضاء البرلمان قبل نزع احذيتهم

خارج عتبة البرلمان لتفادي الحوادث المتكررة بقذف الاحذية وتراشقها بين الاعضاء

2 - مجلس الامة الكويتي او البرلمان .. يستخدم صيغة واسلوب خاص في اداب الحوار والنقاش في قبة برلمانه تتميز بالسب والشتم والتلفظ بكلمات بذيئة خالية من الادب والاخلاق العامة (يا ابن الكلب .. يا حمار .. ابوك حمار ابن الزنا .. ابن العاهرة .. سافل .. قواد ... الخ

3 - البرلمان السوري او مجلس الشعب القديم لان الجديد لم يتسنى له بعد ممارسة اعماله . بانه يتميز بنكهة خاصة وخصائص وطقوس ثابتة لاتتغير وهي متجردة من المعاني الديموقراطية والذي جاء من خلال التزوير والتعين من خلال

مسرحية الانتخابات الهزيلة والسخيفة .. يتصف هذا المجلس المعتوه بالتصفيق الحاد والتهليل والتبريك للمجرم بشار الاسد، فاحدى خطاباته امام هؤلاء القرود قطع (59) مرة بالتصفيق والهوسات والتبريك وردح الطبول الراقصة

على انغام المجازر الدموية التي يتعرض لها الشعب الشعب السوري البطل من تدمير وقتل وابادة جماعية من ألة البعث السوري وشبيحة النظام

4 - مجلس الشعب المصري الجديد الذي اصدرت المحكمة الدستورية قرار بعدم شرعيته، افتتح اولى جلساته باقامة الاذان والصلاة، فساد هرج ومرج وتحولت قاعة البرلمان الى مسرحية كوميدية . لكن بدون موسيقى شرقية راقصة

5 - البرلمان العراقي.. يتميز بصفة خاصة بان المال يلعب دور هو المحرك الاساسي ويلعب الدور الفعال في عمل اعضاء البرلمان حتى صار شبيه بسوق شعبي تعرض بضاعته للبيع والشراء . كاي عمل تجاري . حيث يقوم اعضاء البرلمان

بعرض اصواتهم وتواقيعهم وموافقتهم مقابل صفقة مالية تدفع مقدما من اجل ضمان نجاح الصفقات السياسية المتفق عليها مسبقا . ويتحاشى بتجاهل وباصرار متعمد مناقشة المشاكل والمعوقات والازمات التي يعاني منها المواطن . بل كل

همه وسعيه ونشاطه الحثيث يقتصر على الكسب المالي والمنافع الذاتية والشخصية، وما كشف عن عمليات بيع وشراء واختلاسات مالية ماهو إلا جزء ضئيل من الطامة الكبرى .. فعلى سبيل المثال رئيس البرلمان العراقي اسامة

النجفي سيدخل بعون الله وبراكته من خلال الفترة القصيرة من توليه رئاسة البرلمان الى عتبة اغنى اغنياء العالم .. هذه الديموقراطية العرجاء والعوراء والهشة التي ابتلت بها الشعوب العربية، هي نتاج وتقليد الخاطئ والمزيف لاعراف

وتقاليد العمل الديموقراطي، والذي يتمثل بضعف الثقافة الديموقراطية والجهل في الممارسة الديموقراطية، وهي افراز لقانون انتخابي مفصل على مقايس النخبة الحاكمة التي تتحكم بالمال والجاه وهي بعيدة كل البعد عن مشاعر

واحساس وهموم المواطن البسيط

 

جمعه عبدالله

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2168 الأحد 01/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم