صحيفة المثقف

قراءة في كتاب: ( فلسفة جيل دولوز عن الوجود والإختلاف) لعادل حد جامي / محمد بقوح

وقد نشر هذا الكتاب الفلسفي الهام بسلسلة المعرفة الفلسفية، في الحجم المتوسط (272 صفحة) الطبعة الأولى، سنة 2012.

وينطلق الكتاب من أطروحة الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، حول الفكر الفلسفي وعلاقته الجدلية بالوجود باعتباره اختلاف. لهذا فحقيقة العالم والزمن معا تكمن في تصوره الفلسفي في كونه جملة مسارات متفردة، أي أحداثا متزامنة، وخطوطا منفلتة مفتوحة، وليس لحظات مترابطة متتالية، تنتهي إلى وحدة عامة، هي ما يمنح المعنى والقيمة في النهاية، وبالتالي فالتاريخ عنده ليس هو هذه الأطوار العامة، التي يتقلب فيها الفكر منذ بدايته، أي ليس سلسلة اللحظات المتتالية، التي يفضي بعضها إلى بعض وفقا لمبدأ العلية، بل هو جماع " لوحات " وصور. إنه على حقيقة ذلك التجاور في المكان، وليس تتاليا في الزمان، أي إنه جغرافيا وليس كرونولوجيا، وهذا ما يفسر امتلاء متن الفيلسوف بمفاهيم من مثل " الأرض " و" الجغرافية ".. و" الترحل " و" الترسم ". باعتبار أن هذه المفاهيم هي الأقدر عنده على توصيف حقيقة الفكر وحركته العميقة والدائرية. فالفكر تفاعل آني ممتد، وليس تقدما كرونولوجيا مطردا، والتاريخ توليف خرائطي متزامن، وليس عقلا كليا ينمو، ولهذا كانت البدايات غير موجودة والضرورات غير ملزمة، فما يحصل هو دائما " وسط "، وهذا ما تعجز عن فهمه النزعات التاريخية التي تقتل قوة الحدث، حين ترده إلى هويات ومبادئ عامة قبلية وجامدة.
على كل حال فكتاب فلسفة جيل دولوز عن الوجود والاختلاف، هو كتاب فكري عميق وممتع، حتى من حيث لغته البسيطة وأسلوبه السلس الجميل. 

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2182 الأحد 15/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم