صحيفة المثقف

فطور رمضاني في باب الأحد (1) / خالد الخفاجي

أمشي ،

تتعكز على ظلي

الخطوات

في تركيز بلا

تركيز ،

تأكلني التقاطعات

تباغتني

دمعة الشمس عند

المغيب

تمضغني

أنياب الشوارع المفترسة

تسلب مني آخر

ماتبقى

من حكايات

( عزيزقوم ذل )

ثم أرتمي في

زاوية من حضن

باب الأحد

هي الأخرى

كانت

بانتظار الأذان

بعد أن أتعبها

لهاث المارة

وخطوات المتمردين

ورتقتها

حيرة التائهين

وأغواها

غنج الحسان

أرتمي كهلا

بعيدا

عن مراقبة

هويتي

ووقاحة كبرياء

قصائدي

في يوم رمضاني

وأنا أطبطب

على أكتاف

الأرصفة

الصائمة

وأمشط شعرها

بسعال قدمي .

وجزع حقيبتي

التي هجرت كتفي

الأيمن

لتطارح الأيسر

الغرام

نسيت معدتي

فكرت

لأحرق

رعونة الوقت

الذي صار مثل

عاهرة في لحظة

الولادة

دون مخاض

اخترت هواية

المتسولين

عفوا

الغرباء

المشي بجانب الحزن

بصبر الأولين

والعراقيين الآن ،

بصبر

مثل صبر الحيطان

حتى ضحكت السماء

بوجه الصائمين

إلا أنــــــــــــــــا

تسللت الوحشة

الى رحم الطرقات

لا وجود

إلا للصمت

لامكان

إلا للصمت

لاوجود

لامكان

لا صمت

إلا أنــــا

الجميع حول الموائد

يتسامرون

مع أغنيات الماء

ودفء الشمل

وأذان الوطن

إلا أنــــا

تأبطت

قطعة من الخبز

المغربي

والحرشة (2)

التي أحبها

ككل الفقراء

وقرعة صغيرة

من الليمون

مثلما تأبطت

باب الأحد

وحدتي

وابتسمت بنافورتين

لا تشبهما

أي شفاه

كأنهما تبشراني

بفرحة الإفطار

لكني فوجئت

بكلب

قريبا مني

ينظر لي بأسى

وربما يبحث عن

قطعة فحم

استغربت لوجوده

وحيدا في هذا

الوقت الموحش

كأنا

لأن الكلاب هنا

أغلى من البشر

ابتسمت بمرارة

وخجلت .......

 

(1) ساحة كبيرة وشهيرة في وسط مدينة الرباط في المملكة المغربية تضم نافورتين كبيرتين يجلس فيها عامة الناس لغرض الراحة والتسلية

(2) نوع من أنواع الأرغفة المغربية وهي رخيصة الثمن يفضلها في الغالب الفقراء ممكن تسكت صراخ المعدة بدرهمين منها

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2196 الثلاثاء 31/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم