صحيفة المثقف

محمود عثمان يقرع الناقوس / سلام كاظم فرج

وباعتباره احد المقربين من الزعيم التاريخي الراحل الملا مصطفى البارزاني رحمه الله يملك حصانة الحرص الحقيقي على امة الكرد ناهيك عن الشعب العراقي بكل قومياته المتآخية سئل عن رأيه بتدخل الحكومة التركية بشؤون العراق والكرد العراقيين فقال.. ان حكومة المالكي اكثر حرصا على الكرد من حكومة انقرة.. ولو كان في جعبة حكومة تركيا خيرا للأكراد .. لمنحت اكراد تركيا بعضا من حقوقهم الثقافية على الاقل.. وحين سئل.. هل تقصد حزب العمال الكردستاني التركي فأجاب بوضوح.. لا.. انما اتحدث عن الاكراد الذين قبلوا بالنضال البرلماني في تركيا.. هم يعانون من تهميش واضح لمطالبهم( المصدر.. قناة الشرقية مقابلة اجراها المذيع عامر مع الدكتور عثمان).. وطرح الدكتور محمود عثمان امكانية ايجاد حلول علمية وناضجة لقضية النفط من خلال صيغة مشتركة تتيح اصدار قانون النفط والغاز..كذلك مايسمى بالمناطق المتنازع عليها.. بحوار اخوي بناء بين حكومة المركز والاقليم..

بعد اقل من اسبوع.. على توضيح الدكتور عثمان هذا.. قام وزير خارجية تركيا ( اوغلو) بزيارة غير مسبوقة وغير مشروعة بموجب الاعراف الدبلوماسية.. حيث زار مدينة كركوك العراقية.. بدون دعوة رسمية من نظيره وزير خارجية العراق ولا الحكومة الإتحادية!!!.. هذا التحدي الفج يثير اسئلة عديدة.. عن مدى رضى الساسة الكرد عن هذه الزيارة..وهنا نعود بالذاكرة الى تصريحات لبعض النواب من القائمة الكردستانية عبروا عن قلقهم من زيارة رئيس الوزراء الاستاذ المالكي لمدينة كركوك وعقد جلسة اعتيادية لمجلس الوزراء في نينوى وكركوك.!!.قبل شهور قليلة..

وبدلا من حصول تقارب بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية لبحث وسائل معالجة القصف التركي المستمر لقرى كردستان العراق .. نجد ان القطيعة هي سيدة الموقف .. بل ان التقارب بين حكومة الاقليم وحكومة تركيا بات هو الارجح..ناهيك عن العلاقات التجارية المتطورة مع تركيا.. من المفيد ان تكون علاقة العراق طيبة مع تركيا ولكن ليس وفق هذه السبل الملتوية والاستفزازية.. واذا ما علمنا ان لتركيا اطروحات قديمة ترجع الى ما يقرب الى اكثر من تسعين عاما في عائدية ولاية الموصل لها.. وولاية الموصل كانت تعني وفق عراق ماقبل الاحتلال البريطاني للعراق.. محافظات الموصل والسليمانية واربيل ودهوك.. ندرك خطورة التقرب الى تركيا بهذا الشكل نكاية بحكومة المركز... إذ ليس بعيدا ان تتكور كرة الثلج التركية فتطيح ليس باحلام اكراد جنوب تركيا في الديمقراطية والحرية. بل باحلام اكراد شمال العراق.. ومن هنا نفهم نصيحة حكيم الكرد الاستاذ الدكتور محمود عثمان بضرورة تعزيز العلاقة مع الحكومة الاتحادية.. لانها الضامن الحقيقي لكل ما حققه كرد العراق من امتيازات.. لا الحكومة التركية التي لم يجد رئيسها السيد ارودغان بأسا من القول.. نحن ورثة السلاجقة.. واذا كان القائد التاريخي لامة الترك.. محمد الفاتح قد حرر القسطنطينية.. فلا بد ان يكون القائد التاريخي للشعب العراقي هو الدستور والحوار الهاديء النزيه بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية. والتناغم بين مفردات الدستور العراقي و مفردات دستور اقليم اكردستان. والانتباه ان العراق دولة اتحادية واحدة لادولتان... ومعرفة حقوق وواجبات كل من حكومة الاقليم وحكومة المركز في بغداد..... وتبقى بغداد هي العمق اللوجستي لاكراد العراق.. لا تركيا.. مع كل الاحترام للشعب التركي الصديق.. الذي نأمل ان يضغط على حكومته ويحذرها من مغبة الاستهانة بسيادة العراق..

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2198 الجمعة 3/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم