صحيفة المثقف

بَحْرٌ وَحُلْم / عبدالكريم رجب الياسري

 

1

بَحْرٌ وَحُلْمٌ

يَرْسُمَانِ قَصيدَةً حَيْرَى

بِريشَةِ دَهْشَةٍ سَكْرَى

عَلَى نَجْوَى

يَحُفُّ بِهَا الْوَجَعْ،

2

لَا عُذْرَ لِلْأَلْوَانِ،

فَالْفِرْشَاةُ تَحْتَرِفُ الْجَمَالَ،

تُزَخْرِفُ اللَّمَسَاتِ

لكِنَّ الدَّليلَ لِزُرْقةِ الْآفَاقِ

في أَقْوَاسِ لَوْحَتِهَا انْقَطَعْ

3

هِيَ صُورَةٌ مَمْنوعَةٌ، وَمُبَاحَةٌ،

خَبَّأْتُهَا نَاراً بِصَبْرِ سَحَابَتي،

وَمَنَحْتُهَا حِبْري وَأَوْرَاقي،

وَسَيْلَ صَبَابَتي،

لكِنَّ قَهْقَهَةَ الْحَرَائِقِ

في رِسَالَةِ غَيْثِهَا الشِّعْرِيِّ

تَأْبَى أَنْ أَكونَ كَمَا أَكونُ،

وَغَلَّقَتْ بَابَ الْعِتَابِ،

وَكُلَّمَا حَدَّثْتُ عَنْهَا الْقَلْبَ

بِالْعَفْوِ امْتَنَعْ

4

هِيَ لَوْحَةُ الْعُمُرِ الَّذي

ابْتَكرَ انْتِظَارَ الْقُبْلَةِ الْأُخْرَى،

وَروحَ الْفَرْحَةِ الْأُخْرَى،

وَلكِنَّ اضْطِرَابَ الْكَوْنِ

في ريحِ ارْتِيَابِ الْعَابِرينَ بِبَحْرِهَا

مَسَّ اصْطِفَائي،

وَاصْطِفَائي وَاهِناً

لِلضِّفَّةِ الْأُولَى رَجَعْ

5

هِيَ نَشْوَةُ السُّفُنِ الَّتي

اشْتَاقَتْ لِتَرقُصَ

فَوْقَ عَزْفِ الْمَوْجِ شُكْرَاناً،

وَمَوَّالي عَلَى مَتْنِ ابْتِسَامَتِهَا

اضْطَجَعْ

6

كوني كَمَا كُنَّا، فَفِطْرَةُ سَجْدَتي

تَرْنو إلَيْكِ، إِلَى زُهُورِكِ،

كُلَّمَا صَمْتي تَوَضَّأَ، أَوْ رَكَعْ

7

أَنَا مُنْذُ فَجْرِ الصَّرْخَةِ الْأُولَى

فَتَىً،

أَهِبُ الْبَلَابِلَ عُرْسَ أَعْشَاشٍ،

وَأُنْفِقُ رَاغِباً مِمَا أُحِبُّ،

وَصَادِقاً بِالنَّخْلِ،

وَالصَّفْصَافِ أُقْسِمُ:

لَيْسَ لي

إِلَّا بِمَنْ أَهْوَاهُ مَعْموداً،

وَيَهْوَاني طَمَعْ

8

خَبَّأْتُ جُرْحَ الشَّمْسِ عَنْ

قَلَقِ الْقَصيدَةِ،

وَاخْتَصَرْتُ عَوَاصِفَ الْكَلِمَاتِ

مَخْموراً

بِكَأْسِ شَريعَةٍ أُنْثَى،

مَلَلْتُ الْقَوْلَ:

دَعْ هذَا...

وَدَعْ ذَاكَ الْـ...

وَدَعْ...

9

سَيَرَى نَدَى حَوَّاءَ آدَمَ قِصَّتي،

وَلَسَوْفَ تَنْهَمِرُ الدُّموعُ

عَلَى حُدودِ وَديعَتي،

وَلَسَوْفَ تُدْرِكُ حَسْرَةُ اللَّعَنَاتِ

آيَاتي،

فَعُذْرُ اللَّا قُيودِ إِذَا تَكَلَّمَ

مَاتَ في فَمِهِ الْوَرَعْ

10

أَدْعو الْخُزَامَى أَنْ تَفوحَ

بِعَوْدَةٍ مَيْمونَةٍ

لِأُقيمَ طَقْسَ الْعيدِ بِالْمَوْجودِ

في الْحَارَاتِ، في الطُّرُقَاتِ،

لكِنَّ انْشِطَارَ الضَّوْءِ

لَا يَقْوَى عَلَى

طَيِّ الْمَسَافَاتِ، الَّتي

طَعَنَتْ بَقَايَا الرُّوحِ، بِالْإِطْرَاءِ

وَالـْ "هَهْ هَا"،

نَعَمْ، قَلْبي انْصَدَعْ

قَلْبي انْصَدَعْ ..

***

البصرة في آذار 2011

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2199 الاثنين 6/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم