صحيفة المثقف

أحاديثُ ما بعد الحُمّى / سامي العامري

 

يا أيها الحبُّ كم أحييتَ من ظُلَمٍ

لمّا شبِبْتَ وعيدانٍ بلا وتَرِ

 

يا أعطني النايَ يا ريمٌ على القاعِ يا

بانتْ سعادُ ويا إنشودة المطرِ

 

- 2-

تدرين يا مَن مِن نسائم ليلتي

ستظلُّ أعذَبْ

تدرين أني من يديكِ إليكِ أقربْ

تدرينَ أني قد تعبتُ

وأرهقَ الأرضينَ غيهبْ

وأقولُ لن أفنى إذا لم أترك الدنيا ورائي

في ذهولٍ وانتشاءٍ وافتقادٍ

ذاكَ بعضٌ من رهاناتي

وما أخفيهِ أرحبْ

أنا مَن تعطَّر بالجدائل والخمائل والفضائل كلِّها

أنا مَن تدفأ بالشقائق والصواعق والحرائق كلِّها

أُبكي وأُطرِبْ

أنا مَن صنعتُ من الخيالِ حقيقةً

ومِنَ الحقيقةِ عمقَ أخيلةٍ

ستُعْجِزُهم وأصعبْ

أنا ليْ من الأصحاب والأحبابِ

ما ابتسمتْ نجومٌ في السماء له

بلى

وارتجَّ مَركبْ

تدرينَ معنى الكبرياءِ

فإنْ كتبتُ لعصريَ المُعتلِّ هذا ما استطعتُ

فإنني والحقِّ للتأريخِ أكتبْ

 

-3-

راقَ للغادةِ

أنْ تنسلَّ للغابةِ

تصطادَ فَراشاً وحبيبا

لم تجدْ أيَّ فراشٍ

إنما لاقتْ غريبا

غسلتْ غربتَهُ بالدمع حيناً

وبقبلاتِ اعتذارٍ تارةً أخرى

وأبقتْهُ فغابتْ

وأتتْ بالصحنِ مشحوناً زبيبا

قالَ يا غادةُ ما أصلُ الحكايهْ ؟

صمتتْ وابتسمتْ حتى النهايهْ

آثرتْ أن لا تُجيبا

وأخيراً أدركَ الشاعرُ : في لحظاتِ حُبٍّ

ليس مطلوباً من العاشقِ

أن يملكَ شيئاً من درايهْ !

 

برلين

تموز - 2012

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2199 الاثنين 6/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم