صحيفة المثقف

كركوك .. بين زيارتين ! / مصطفى الأدهــم

من قبل القيادة السياسية الكوردستانية، ومقاطعة الكتلة الوزارية للتحالف الكوردستاني، وشجب نواب الكتلة البرلمانية للتحالف في البرلمان الاتحادي ببغداد. ومن جملة اسباب الاعتراض كان "التوقيت" - الذي جاء متزامنا مع إرتفاع درجات حرارة الخلاف السياسي والإداري بين حكومتي المركز والإقليم.

بينما قوبلت الزيارة القچق لوزير الخارجية التركي، البروفسور أحمد داوود أوغلو لمحافظة كركوك قبل أيام، بترحيب من نفس الجهات التي إعترضت على زيارة السيد المالكي. رغم الرفض الذي جوبهت به زيارة الوزير أوغلو القچق من قبل الحكومة الإتحادية لأنها تمت دون دعوة أو تنسيق معها، ما دفعت بوزارة الخارجية تسليم القائم بالأعمال التركي لدى بغداد، مذكرة إحتجاج شديدة اللهجة مصحوبة بطلب تفسير عاجل من الخارجية التركية لحيثيات هذا التصرف الخطير.. بالإضافة الى إستنكار سياسي وإعلامي وشعبي من قبل جهات متعددة ومختلفة وبعضها ليست ضمن "معسكر" السيد المالكي.

يبدو إنه قد فات الجهات المرحبة بزيارة أوغلو لمحافظة كركوك موضوعة "التوقيت" - الذي تزامن مع سوء الأحوال الجوية في العلاقة بين بغداد وأنقرة التي تشهد أجواء غائمة وماطرة ومصحوبة بتساقط ثلوج، ما يعني إنخفاض في درجات الحرارة، وبالتالي إرتفاع نسبة البرودة في علاقة البلدين.

ان التبرير الذي تبرع البعض وأعطاه كخلفية لزيارة أوغلو بالقول "انها لدعم اللحمة بين ابناء كركوك بمختلف خلفياتهم القومية" لايمكنه الصمود أمام كل من التاريخ والواقع.. ناهيك عن صعوبة تصديقه من قبل صبي كوردستاني في حال ما عرض عليه!

فهذه "الحنية" التركية المزعومة والمستجدة تجاه الشعب الكوردي، تفندها الوقائع وصفحات التاريخ، وقنابل الطائرات والمدفعية التركية التي اودت بحياة وشردت العشرات من ابناء كوردستان العراق في الأمس القريب، مضافة الى الشوفينية التي يتم التعامل بها من قبل الحكومة التركية تجاه شعب كوردستان في تركيا.

ان الحكمة تقول: "فاقد الشئ في تركيا لايعطيه في العراق". ببساطة لانه لا يريد.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2199 الاثنين 6/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم