صحيفة المثقف

حوار مع الاديب راضي المترفي / عزيزة رحموني

تلامس القارئ حيثما كان و تفتح سيرة للضوء... كان لنا معه الحوار التالي..لنتابع:

راضي ألمترفي ، بين رسائل مجنون و امرأة عاثرة الحظ، بين ميلاد بنفسج وصدفة غير سعيدة، توالت همسات ريشتك سردا متنوعا. سؤالي :

هل القصة القصيرة ملاذ أم نافذة أم سبيل ؟

القصة القصيرة رغم كونها مجال إبداعي إلا أنها بالنسبة لي فوق ذلك وسيلة امرر من خلالها رسائلي إلى من يهمني اطلاعهم عليها بشكل غير مباشر واتخذ منها أحيانا ساترا أتمترس خلفه .واطل منها على شبابيك من أحب يوم يخلو الطريق من الفضوليين وهي دربي الذي سلكته بقناعة منذ أزمنة سحيقة.

ما علاقة مقامة الحريري ب" دشداشة الخباز" ؟

ربما كان الحريري هو الخباز ومن غير المعقول أن تكون له مقامة من غير (دشداشه)ومن فضائل هذه الدشداشه أنها كانت وعاءا لكل ما حوَت المقامة.

إذا صادفك يوم ممطر و فكرتَ في الرحيل، الى اين و لماذا ترحل؟

سأرحل نحو شواطئ روحي واجلس أتحدى المطر وآثار الراحلين وانتظر لمن الغلبة فيهم فإذا كانت للمطر احتفل به واعمد روحي بقطراته وأودع آثار الراحلين بعد أن رحلوا هم بلا وداع وإذا كانت لأثارهم سأواسي المطر وابني فوق بقايا أثارهم أضرحة حب ألوذ بها كلما ادلهمت الخطوب.

لو أمامك عشرة أيام للحكي، ما الذي ستقوله و لمن؟

حصل ومنحت عشرة ايام حكيت فيها لكن من حكيت لهم كانوا يجهلون كلامي يوم قلت لهم إني إنسان هارب من ظلم أخيه الإنسان فما كان منهم إلّا لفظي خارج أرضهم وإبعادي كمَرض مُعدي.

 

لو كنتَ 'درويشا' بأي فرح تحلم وأي أبواب تطرق؟

ساحلم بفرح مستحيل .. فرح لم ولن يحصل .. أحلم بوطن يعيش فيه الناس لا يظلم القوي الضعيف .. وطنا لا يفرض فيه الرصاص سطوته ولا يخنق صوته صوت فيروز . وطنا يكون فيه الإنسان قيمة وحريته شيئا مقدسا وكرامته خط احمر والحاكم فيه يحصل على راتبه كخادم للشعب وليس متسلط.

بين غدر الرجال و مكر النساء تستوي قصص كثيرة، هل يؤمن راضي بالحب؟

الغدر والمكر طبيعة تأصلت في بني الإنسان من أزمنة سحيقة لكن الحب هبة من الله يمنحها فقط لأصحاب القلوب الخالية من الأدران .. القلوب التي لها الشجاعة والقدرة على مد جسور المودة والتواصل مع الآخرين .. القلوب الخالية من الأنانية والأثرة وحب الذات .. القلوب التي تشرع ابوابها لاحتضان الآخرين والتفاعل معهم وعدم القدرة على العيش بدون وجود آخرين في هذا العالم .

 

فوق بحر الدم ما الذي يطفو؟

لازال هناك حلم يراودني بأن يطفو الامل فوق بحر الدم ويكبر هذا الحلم حتى تصبح له القدرة على تجفيف بحر الدم واستبداله ببحر محبة وشواطئ لقاء بين الفرقاء جميعا .

لنفترض أن قطارا بين السويد و السماوة أخذك في رحلة، ما الذي تتوقع مصادفته؟

الرحلة بين السّماوة والسويد لا تخلو من مخاطر في كل الأزمنة و السّماوة إلى يومنا هذا لازالت تنتمي إلى كربلاء وجروحها تنزف دما وهي الطرف الأخر بين المقولتين المتناحرتين حيث تقول الأولى ( كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ) في حين تقف السويد ممثلة للمقولة الأخرى ( كل ارض سويد وكل يوم سعيد )وما بين السماوة والسويد يمتد هذا البون الشاسع من التناقض والاختلاف قطعا يحتاج الى الكثير من التوقف والاندهاش وحتى الاتّعاض والتفكر .

 

أمام موقد النار يكون للذكريات/الحديث شجون، ما أحلى ذكرياتك ككاتب و أنكى ذكرياتك كانسان؟

قد يصنع الكاتب أو يزوغ ذكرياته أو يستطيع الهروب من المر فيها وقد يضفي عليها شيئا من خياله أو رومانسيته ومن الممكن أن تكون له القدرة على تسويقها بالشكل الذي يرغب لكن ذكريات الإنسان أشبه بالمقدس غير القابل للاختراق والتزوير وخصوصا لمن لعبت معهم الأقدار لعبتها و وجودوا أنفسهم في رحاب بلاد قلقة تتقاذفها الحروب ويتناوب على حكمها الطغاة وهي بالأصل هدفا للغزاة والطامعين لذا عادة ما تكتب هذه الذكريات بالدم والألم والوجع الإنساني .

لو كتبتَ رسالة الى امرأة عراقية ما الذي سنقرأه بين ثناياها ؟

و الى امرأة عربية؟

المرأة هي الكل .. هي الام التي سوّرتني بحنانها والأخت التي شملتني بعطفها والحبيبة التي قضيت وقتا طويلا تحت شباكها انتظارا لطلتها والزوجة التي آوي اليها والبنت التي أحنو عليها وهي عالمي الذي اجد فيه سعادتي .

حدثنا عن الشعر الشعبي العراقي ، كيف تُقَيّمه؟

الشعر الشعبي العراقي يختلف عن كل شعر العالم وهو وليد إحساس بالضيق والألم والحسرة وكل ما يقيد حرية الإنسان ولم اقرأ في حياتي شعرا عراقيا شعبيا صدر عن إنسان بطر واليك ما قاله الكرخي على لسان امرأة عاملة ( ذبيت روحي اعلا الجرش وادري الجرش ياذيها ... والله لاكسر المجرشه والعن ابو راعيها .. هم هاي دنيا وتنكضي واحساب اكو تاليها )

ككاتب عمود سياسي ، هل هناك خطوط حُمْر ترسمها لنفسك، هل هناك مقص رقيب في عمقك؟؟

نعم هناك خطوط حمراء ارسمها لنفسي في كتابة العمود لكنها خطوط أخلاقية غذ آليت على نفسي أن لا اشتم أحدا او انتقص منه واعرض الحالة كما وردت ووجهة نظري فيها من دون خوف او وجل من جهة او شخص ولضميري قوة الرقيب ومقصه على ما اكتب .

 

ما رأيك في الوضع العراقي الراهن؟

الوضع الراهن في العراق مثل مريض في غرفة الإنعاش هو يأمل الشفاء ويفكر من يحيطون به بإتمام إجراءات نقله للمشرحه لكن يخفي كلا الطرفين هواجسه عن الأخر.

راضي مترفي في رمضان؟

اجلس في بيتي بعيدا عن صخب المدينة وصراع الحياة وأتأمل في حكمة الله سبحانه وتعالى واجالس اروع كتاب عرفته البشرية محاولا تدبر بعض آياته.

بإيجاز، ما تعني لك الكلمات التالية:

الحب

هبة من السماء يمنحها الله لبشر يحبهم

الشيب

محطة يمر بها الإنسان مضطرا مع ما فيها من فضائل

الإبداع

طريق لايقدر على السير فيه إلا من كانت له إرادة وقدرة مجنون .

التسول

تلك حالة لا أتمناها حتى لمن بيني وبينه عداوة وبغضاء .

الموت

بوابة الحياة الأخيرة .

المجهول

طريقنا الذي نسلكه كل يوم .

عندما تفيض النفس حبا.

يطرب لغنائك الآخرون .

انكيدو

يوجد في داخل كل منا بحثا عن الخلود

غودو

قد يأتي رغم اننا حسبنا انه لا يأتي

 

كلمة أخيرة ؟

من دلّك عليْ ؟

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2200 الاربعاء 8/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم