صحيفة المثقف

صناعة الديكتاتور ..مراحل محطات / د.ميثم مرتضى الكناني

ان اخطر أسلوب يستخدمه الطغاة والدجالون هو تغييب وعي الأمة وإفشاء الجهل والخرافة والأمية في صفوفها ومحاصرة العلم وتطويق العلماء واتهامهم ومشاغلة الأمة بنزاعات جانبية هامشية تفرق صفها وتلهيها عن قضاياها المصيرية ويمكننا تشخيص المحطات التالية المستوحاة مما سجلته ايات القران الكريم من صور التحول النفسي والاجتماعي بين الفريقين الفرد من جهة والقوة أي قوة مستبدة من جهة اخر

 

من خلال متابعة ايات القرانية الكريمة التي تعاطت مع الاصلاح وموانع الاصلاح , بشقيه الفردي والمجتمعي نجد ان كلا الامرين يرتبطان بالفرد كوحدة اساسية من وحدات العملية ويقتصر اثر القوى الخارجية من قبيل قوة المؤسسة الاجتماعية او نفوذ وسطوة اصحاب النفوذ في المجتمع يقتصر دورهم على مغازلة رغبات الفرد واستثارة محتواه الاخلاقي و التعرف على اتجاه بوصلة رغباته وغرائزه للتعرف على مدى استعداده للتعاطي والتفاعل مع أي غرض من الاغراض والادوار التي يراد له لعبها سلبا كان او ايجابا وينسحب ذلك طبعا على استهانة الفرد بقواه وامكانياته الذاتية الى حد جعل نفسه مطية لغيره بل واستعداده لعبادة شخص او اشخاص او مؤسسة او قوة ما بفعل سلبيته ولهاثه وراء اشباع غرائزه سواء غريزة الاستمرار باي ثمن او الاستفادة باي شكل

قال تعالى

(وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا )

1 . مرحلة منع الناس عن تعاطي فكرة الإصلاح وتكون بالأساليب التالية:

أ_الصد والمنع ضد تداول أفكار الإصلاح في عموم المجتمع وقمع دعاة الاصلاح أو نفيهم خارج حدود الدولة لابعاد تاثيرهم على الجماهير من ناحية ومن ناحية اخرى محاصرتهم بمشاغل ومسؤليات الاقامة والمعيشة والوضع المكاني الجديد مما يقوض جهودهم ويوهن عزيمتهم 

قال تعالى

(قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلينكم أجمعين )

وقال تعالى

(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)

وقوله عزوجل

(وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون )

 

ب- تسقيط المفكرين واصحاب المشروع التغييري والحط من مكانتهم والاساءة اليهم ورميهم بكل نقيصة لتشكيل حاجز نفسي بينهم وبين جماهيرهم 

قوله تعالى

(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ? وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَ?ذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)

 

ج -افشاء الامية في صفوف المجتمع ومنع الناس من التعلم

( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )

 

د- استمالة ضعاف النفوس بالمغريات المادية والهبات والعطايا مقابل الولاء الذي يمنحوه للسلطة الحاكمة المستبدة

قوله تعالى

(وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك )

 

2 . مرحلة تشتيت الامة وبث الفرقة فيها

قال تعالى

(ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا)

وهي سياسة استعمارية قديمة طالما لجأت إليها القوى الاستعمارية والمستبدة لتوهين عزيمة الامة واقعادها عن قضاياها المصيرية من خلال مشاغلتها بالامور التافهة مع التركيز على اسباب الخصومة ونبش العداوات التاريخية بين ابناء الامة مما يؤدي الى ان تستنزف الطاقات وتضيع القدرات مما يسهل مهمة الانقضاض على الجميع بيسر من جهة وجعل الجميع عاجزا عن الاستمرار الا من خلال الاستقواء بالقوة الاستعمارية الغاشمة ويحاول جاهدا خطب ودها مااستطاع الى ذلك سبيلا

 

3 . مرحلة سلب الامة ارادتها وعقلها

والاستئثار بمقدراتها والاستحواذ على ثرواتها وجعل الامة قطعانا من الافراد المنقسمين المتعادين الذين لايجمعهم جامع يحقد بعضهم على بعض ,يشي بعضهم ببعض ,يستعبد بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض وعندئذ يكون المجتمع مهيئا لعبادة الطاغوت حيث لايفكر الا بفكر الطاغية ولاقرار له ولاراي الا حسب مايشتهي وهذه هي الامة الميتة

 

4 . مرحلة الاستعباد والتسليم:

وهنا تكون عبادة الحاكم واتباع نهجه بشكل اعمى بدون تفكير

 

قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{..

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2200 الاربعاء 8/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم