صحيفة المثقف

قول على قــــــــول (2) / حميد الحريزي

هذه المقولة الفائقة الدلالة والقوة والمضمون لم يقلها إنسانا عاديا اوانفعاليا ، بل هو((قرآن يتكلم )) انه سيد البلاغة والحكمة الإمام علي ((ع))، صاحب سيف الفقار ، ذوالقول والعلم المشهود والخالد في تاريخ الإسلام ، من تمثل جوهر الإسلام ومضمونه الحقيقي في تحقيق المساواة والعدالة للإنسان والحرص على كرامته وتوفر سبل عيشه ، مثل هذا الرجل العظيم سيكون غضبه شديدا وهويرى انعكاسات الفقر والعوز على أخوه الإنسان، هذا العوز الدافع نحوتوجهين وطريقين متناسبين مع درجة وعي وحصانة وتربية ذات الفرد المعوز... فهي إما تدفع الفرد باتجاه القردنة والثعلبة والتسول الأخلاقي أي ما يقود نحوالانحراف والمسكنة ومهادنة المسئول واندثار القيم الايجابية مما يجر الى الفساد والنفاق وانتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة كالسرقة والرشوة والاحتيال والكسب غير المشروع والسكوت على الظلم.... وهوحال الكثير ممن والوا الأمراء والملوك والسلاطين في الماضي والحاضر، لا بل هم وسيلته في قمع وقتل أهل الحق والعدل...

وإما ان يقود نحوإدراك السبب الكامن وراء الفقر والعوز وخصوصا من قبل أصحاب السلطة والثروة والجاه، مما يدفع المعوز الى الثورة ضد هذه السلطات والمهيمنين على الحكم باعتبارهم السبب الرئيسي وراء عوزه ومذلته وفاقته واستحواذهم على الثروة ومصادر إنتاجها وتكاثرها ومن أمثالهم أبوذر الغفاري وأتباعه أتباع الإمام علي (ع)... هذا السبب الأكثر وجاهة لثورة العامة على الخليفة الثالث عثمان بن عفان ((رض)) وما آل إليه مصيره المأساوي وما خلف من تداعيات كبيرة انعكست على طبيعة الحراك الاجتماعي من بعده وان تستر بستار الدين... والبسوه لبوس الطائفية وليس باعتبار بين المستغِل والمستغَل ، بين الظالم والمظلوم، بين الجائع والمتخوم.......

نتيجة ما سبق كانت مقولة نصير الفقراء وعدوالاستئثار ورائد الإيثار الإمام على (ع) في قوله أعلاه الذي وصلت قوته حد القتل للنفس المحرمة الا بالحق... وهل هناك من هو أفضل واعلم من الإمام علي بالحق وامتثال للشريعة السماوية وتفسير أحكامها؟؟؟

بمعنى ان من يفقر الناس ومن يذل الناس لعوزهم ومن يولد الفقر يستحق القتل بحق.....

وهنا نسأل ماذا يقول سادة العروش وأصحاب الكروش والمناصب العليا وحواشيهم ممن استأثروا بالثروة والمال العام.. وخصوصا في عراقنا اليوم... بلد تزيد ميزانيته السنوية على ((100)) مليار دولار ، في حين يعيش ما يقارب ربع سكانه تحت خط الفقر وحالة من العوز والحرمان... أغلبية شعبية تعيش في ظل أسوء الخدمات ومنها الكهرباء والماء والسكن والخدمات الصحية.....

يشار للفاسد ولكنه لا يحاسب. .. يشخص السارق والمختلس ولكنه لا يحاكم. .. القضاء يحكم وأحكامه لا تنفذ اوتنقض ، حاكم يتنكر لأصوات المظلومين ويتستر على المفسدين... قصور تناطح السماء وخرائب تعانق الأرض... فما هوقولنا وما هوفعلنا يا أبا الحسن ونحن نشهد آلاف الأطفال الجياع والنساء المتسولات والشيوخ المرضى ، وآلاف بيوت الصفيح. .. وبماذا سيتعذر وبماذا يبرر أمام قولك يا علي من امتلكوا الضياع والقصور واختزنوا الذهب والفضة والدولار، ماذا سيقول أمامك من يدعي انه من أتباعك وهويغش قوت الشعب ويسرق أمواله ، أموال العاجز واليتيم، ماذا يقول من يبات متخما وحوله ملايين الجياع؟؟؟؟؟؟

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2202 الجمعة 10/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم