صحيفة المثقف

اصدار جديد للناقد د. حسين سرمك حسن: جابر خليفة جابر والكتابة السردية الجديدة

(جابر خليفة جابر .. والكتابة السردية الجديدة ) (350 صفحة).

ولعل التساؤل الأول الذي سيثور في ذهن القارىء هو : لماذا جابر خليفة جابر تحديدا ؟

نشر جابر قصته الأولى عام 1986 ومجموعته القصصية الأولى "طريدون" عام 2006 ، ثم الثانية "أصوات أجنحة جيم" عام 2010 ، في حين نشر روايته الأولى "مخيّم المواركة" عام 2011 . ومع المجموعتين هناك العشرات من النصوص القصصية القصيرة والمخطوطات وقصص الأطفال .

يطلق جابر على المجموعة القصصية تسمية "كتاب قصصي" ولهذا دلالات مهمة تعرض لها المؤلف في دراسته عن كتاب "طريدون" التي ضمها الفصل الأول المخصص لتحليل نماذج من المنجز القصصي لجابر . والكتاب القصصي يقف على محيط دائرة الرواية بل ويتداخل معها في خصائص كثيرة أخلص لها جابر في منجزه القصصي المنشور وغير المنشور (مخطوطة كتابه القصصي "الرجل الغريق" مثلا) . وفي القسم الأول من هذا الكتاب سيتوقف القارىء وعبر تحليل عميق ومستفيض على "البصمة السردية " الخاصة بجابر في الفن القصصي ، والتي رسمها لنفسه بين مجايليه وأقرانه عبر الموهبة و"الفلسفة" السردية الخاصة والثراء المعرفي والملاحقة للمنجز الحكائي الحديث محليا وعالميا .. وقبل كل ذلك الإيمان بأهمية الفن في الحياة والذي ينبغي أن ينتصر للإنسان المقهور مع عدم إغفال الأشكال الفنية الباهرة وجمالياتها الحساسة .

وبالإضافة إلى "طريدون" ضم الفصل تحليلات لثلاثة قصص أخرى هي "زيد النار" و"الكابتن مشاري" و"الهولندي الطائر" .

وقد بيّن المؤلف إن مهمة التميّز لأي قاص في البصرة تحديدا تواجهه "معضلة" اسمها "محمد خضير" . وقلة قليلة جدا من حكّائي البصرة الجدد أفلتت من تأثيرات محمد خضير السردية ومنهم ، بل في مقدمتهم جابر خليفة جابر .

أما القسم الثاني من الكتاب فقد خصصه المؤلف لتحليل رواية جابر الثانية "مخيم sarmak.jpg-624المواركة" بعد روايته الأولى "هدى والطواهر" التي أصدرها عام 2001 . وقد قام بتحليل هذه الرواية بجهد مضن استنزف منه أشهر من العناء والعرق والسهر والكد التحليلي وعبر أكثر من مئتي صفحة تقريبا لأنها تثير بصورة مباشرة وغير مباشرة موضوعة محنة الأندلس كـ "حالة" حيّة ومدمّرة مازلنا نعيش تأثيراتها حتى يومنا هذا . وقد اختار جابر مدخلا حكائيا مميزا واتبع آليات اشتغال شديدة الفرادة حملت مضامين معرفية وفنية وإنسانية هائلة سيطلع عليها القارىء في اثناء مسار التحليل الشائك .

أهدى المؤلف كتابه هذا إلى :

(إلى حكّاء البصرة :

الراحل "مهدي عيسى الصقر"

خمسة عقود من السرد سخّرها في خدمة هموم الإنسان المقهور).

صمّم الغلاف الرائع الفنان المبدع "صدام الجميلي" .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2203 السبت 11/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم