صحيفة المثقف
عاشق الأرض / جميل حسين الساعدي
ألقيت هذه القصيدة بتاريخ 24ــ 8 ــ 2008 في الحفل الذي أقامته المنظمات الفلسطينية والعربية في برلين لتأبين الشاعر العربي الكبير محمود درويش
مغـــارةٌ أرضعتها الروحُ خضرتـها
فأينعتْ في أديــم ِ الرمْل ِ نسرينا
الليلُ أوحش َ حيث ُ الصمْت ُ مقبرةٌ
في جوفها رَقَـدت أحلى أغانينـــا
روحي تحنُّ إلى لحن ٍ يســــامرهـا
فلتبحثوا يا صحــابي عنْ مُغنينــا
الليل ُ أوحشَ والأقمارُ قد رقصتْ
علـــى مرايا نُهيْــرٍ لا يؤاخينـــــا
يا أقحوانَ زماني لو سكرتَ معي
هنيهــة ً لاغتدى شوك ٌ رياحينــــا
لأصبحتْ كلُّ نار ٍ في محارقنـا
بّرْدا ً وعمَّ ســــلامٌ في مغانينــــــا
محمودُ ماتَ ولكنْ لمْ يمُتْ أبدا ً
ماماتَ مَـنْ وّهب َ الدنيا دواوينـــا
الشاعرُ الحيُّ لا يحتاج ُ تعزية ً
بلْ أهْــل ُ مَـنْ مات َ أولى بالمُعزينا
محمــود ُ عاشَ لكلّ الناسِ قاطبة ً
فكان َ في شعــره ِ كالزهْر ِ تلوينـــــا
فلتطلقـــوا بدل َ التأبيــنِ زغردة ً
لا يطلب ُ الشاعر ُ الخلاّق ِ تأبينــــــا
*** ***
ما نحنُ نبكيكَ يا محمودُ, معذرة ً
بلْ أنت َ يا شاعر الزيتونِ تبكينــــــــا
كنتَ الغنيَ ولمْ تملُكْ سوى لغـة ٍ
في حين َ نحنُ ظننا المال َ يُغنينــــــــا
كتبت َ بالشعْر ِ تأريخا ً يُشرّفنـا
أعطيْت َ بالشعْر ِ ما لـمْ تُعـط ِ أيدينـــا
الحبّ للأرضِ يا محمودُ في دمنا
هلْ يقدرُ الدهْرُ تغييــرا ً لِـما فينــــــا
لوْ لمْ يكـُــــنْ ليَ دينٌ أستنيرُ بهِ
لأصبحَ الحبّ, حبّ الأرض لي دينا
عاشت فلسطينُ في أعماقِنا أبدا ً
جميعُنـــا نحنُ أصبحنـــا فلسطينــــا
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2203 السبت 11/ 08 / 2012)