صحيفة المثقف

صحيفة" المثقف" .. تجليات الإبداع وتحدياته / احمد فاضل

وما يحويه من ملفات تعود لمئات المثقفين من كتاب وشعراء وفنانين ساهموا بالكتابة فيها عبر سنوات تأسيسها، الهجوم حمل طابعا سياسيا لم تكن " المثقف " طرفا فيه في كل ما يكتب فيها من آراء تعود بالدرجة الأولى لأصحابها ولو كان هذا الهجوم ردا أو تعقيبا من تلك الجهة المعنية ينشر على صفحات الجريدة لرحب به الجميع، لكنه حمل عملا تخريبيا لايقل في قوته عن أي هجوم تتعرض له منشأة أو بناية بأقوى المتفجرات كالذي يحدث في كل وقت وحين لمؤسسات الدولة العراقية سواء أكانت حكومية أو مختلطة كما نقرا ونشاهد يوميا، والذي يدعو للدهشة حقا أن الجهة التي قامت بذلك التعدي البغيض والارهابي حملت عنوانا سياسيا وصورة لرمز قائد كوردي هو السيد البارزاني الذي أرجو أن يكون إسمه والعلم الذي يقف خلفه بعيدا كل البعد عن مثل هذا العدوان، سيما ونحن نعلم مقدار النضال الذي قاده أحرار كوردستان العراق من أجل إعلاء الكلمة الحرة والدفاع عن الحرية والديمقراطية في ربوعه التي تعرضت لهجمات الدكتاتورية سنوات الحكم الشمولي الذي عرفه العراق طويلا .

صحيفة " المثقف " ومنذ تأسيسها كما أعلم اختطت لها طريقا لا إقصاء فيه للآخر ولا حكرعلى فكر ولا قيد على رأي، فالكل في فلك الرأي الحر والهادف يسبحون، ولا إبعاد لمبدع حتى " لا تظل طيور الظلام تنعق في سماء التنوير " كما عبر عنه أحد الكتاب المصريين وهو يدفع عن إحدى الصحف الأدبية الجادة هناك دعوات ضالة وباطلة كالتي تعرضت له صحيفة " المثقف " التي هي صحيفة ثقافية بالدرجة الأولى تحمل رسالة واضحة تتوسل بكل مفردات العمل الصحفي من أخبار الفعل الثقافي الخلاق في المقام الأول، الى التحقيق والحوار والمقال والنص الإبداعي، وتقنية الصورة، والرأي والرؤية، وتعدد الأصوات، والأفق الأكثر انفتاحا، ولم تقف عند هذا الحد بل راحت عن طريق مؤسستها تعضيد نشر الكتب الثقافية والفكرية بمختلف اتجاهاتها اسهاما منها في نشر الوعي الثقافي والفكري وتثوير التنويري منه وجعله في يد القارئ في كل مكان، رائدها في ذلك تعميم المطبوع الورقي كما دأبها في التعميم الإلكتروني الذي هو خط سيرها الحضاري للتواصل مع بقية الأمم .

عرفت " المثقف " ومنذ أن طالعتها قبل أكثر من سنتين أن لها مفهوما واسعا هو " الحوار " وهو ما استقطب اسماءا لامعة سواء على المستويين الفكري أو الإجتماعي كانت لاتخرج فيه عن منظومة الاقناع حتى وإن سادها تزمتا من هذا الطرف أو ذاك، دليلها فيه الصراحة والمحبة ومساحة الحرية الممنوحة للجميع فيها، هذا المفهوم هو الأبقى في الأذهان حين يطوي النسيان كل شيئ، فبالحوار نستطيع أن نبني ولا نهدم، وهو ضالة المثقف في تثويره لمنضومة القيم والتحولات في مجتمعه من هذا المنطلق أدارت " المثقف " المعارك النقدية الجادة فحاورت وتحاورت، ثم عبرت آفاقا أخرى من المعرفة فتناولت الكتاب كخير جليس في الزمان وهو الأبقى أثرا والأطول عمرا، وهو نقطة ارتكاز للإنجاز العقلي، تناولت من خلاله أحدث ما نشر في المكتبة العربية والعالمية وسعت الى اكتشاف المواهب الكتابية للأدباء والشعراء والقصاصين والنقاد.

 "المثقف" مشروع كبير أراد مؤسسه البحاثة الأستاذ ماجد الغرباوي أن يكون منارة معرفة وعلم فهل يستحق كل هذا العدوان؟

إنه سؤال نضعه أمام من سولت له نفسه أولا، والخيرين الشرفاء من محبي الثقافة أن يستهجنوا هذا العمل الجبان ثانيا ولسوف تبقى راية " المثقف " خفاقة في دنيا الثقافة والحرية الفكرية للجميع لا تهزها سوى ريح عطرها أريج من المحبة والخير لكل البشر

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2209 الجمعة 24/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم