صحيفة المثقف

العصافير ترتوي بالغناء / عزوز عقيل

على ضِفَّةِ الجُرْحِ

يا صُبْحَهَا المدُنُ الماطِرَة

ياشَكْلَهَا الغَائبُ في الحضورِ

رصَاصَاتها دِفْؤُها القَلْبُ   

أم تُرَاهَا تبوحُ القصَائدُ بعطرِ المكَانِ

هي الممْكِنُ المستَحِيلُ

والخرابُ الَّذِي

يجْثُمُ في صَدرِهَا آيةٌ للضَبَابِ الكَثِيفِ

وعَلَى رَمْلِ خُطْوَاتِهَا يَعْبَقُ الوَرْدُ

والمشْكِلاتُ لكَي يتَفَنَّنَ

صُبْحَهَا العِشْقُ أمْ قَلْبَهَا

حِينَ يَرقُصُ في قَلبِهَا عَاشِقٌ

ضَيَّعَتْهُ عَلى وقعِ أسْوراهَا  الآنْسَنَة

الرَّصَاصَةُ في القَلبِ لا تُوجِعُ القَلبَ

لا تَصنَعُ الأزمِنَة

والكَلامُ الجمِيلُ إذَا قَالَه مُدَّعِي

قد يَضيعُ كمَا قد تَضِيعُ الرَّصَاصَةُ

ما بينَ قَلبِكَ والأمْكِنَة

فلسَفَاتُ الرُؤَى أمْ تُراهُ الصَّبَاح

على امتدادِ الخُطَى

يرحلُ الليلُ حَتَّى يَصير

شَذَى العِطر روحًا

تسيجها مُدنٌ من حريقٍ

أو نُشكِلها منْ بقايَا المدُن

من هنا تَبدَأُ الفَلسفَات

وتبدأ بعضُ الحكايَا فقد قِيلَ أنَّ الَّذين

يحبُون هُمْ واهمُون كثيرا

قليلا من الضَّوءِ يكفِي

لكي يكونَ البنفسَجُ أرجُوحَة

والحدائقُ فاكهة تتصعلك تَائهة

بين أرصفةِ الحزنِ أو مِنْ بقايَا المدنْ

المدينةُ قدْ لا تقولُ كلاماً وقليلاً من الشَّاي

في جلسَةٍ للتوحدِ قدْ لا يزيلُ التَّعبْ

المدينة غارقةٌ في اللعب

والتشكلُ في الغيابِ يمدُّ الأغَاني

وشوشَاتِ الرُؤَى حينَ يحلُو الطَّرَبْ

المدينة ساحةٌ للغناءِ المعلبِ

تفسِدُ ذوقَكَ يجرحُكَ الكِبريَاء

فَتَمضِي تُعانقُ حُلمَك ممتَطِيا جُرحَك

جُرحُك جُرحُهم

حينَ يأتي الضَّبَابُ على رمْلِ

هَذِي الخطى وأرَى القَلبَ مُتَّشَحًا بالسَّوَادِ

هُنَا سَاحةُ الرَّملِ والحُبّ

سَاحتهم للغِيابِ الجَميلِ وسَاحَتنا

للتفَلسُفِ يَبدَأ رِحلَتَه الحُزنُ

يَبدأ مِنْ نَبضِنا فَرحًا

تسقطُ الآنَ أزمنةٌ للبكاءِ وأخرَى على

رقصَةٍ تستبيحُ الخُطَى

تتأَوَّهُ أرصِفَة المدُنِ النَّائِمة

أستَفِيقُ تنامِين متعَبة وعَلى جُرحِ قَلبي

تحُطُّ العَصافِيرُ

كي تَرتَوي بالغِنَاءْ ..............

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2210   السبت  25/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم