صحيفة المثقف

جاء الحب .. فاحتفلت الحرب / خالد الخفاجي

عن شوارعنا

التي أتعبها

الخوف

والتسكع

والتمرد

على المعقول

واللا معقول

بعد أن

شيعت شباكي

المسحور

بحياة الموتى

الى مثواه

الأخير

ومسحت من

ذاكرتي

كل الصور

والمواسم

والفصول

بعد أن

طردت الليل

الأحمر

الذي كنت أجوب

فيه

أجساد النساء

المغرمات

بحبوب منع

الحمل

بعد أن نسيت

ملامح طفولتي

فتوتي

شبابي

وصرت أبحث

عن وجهي

الضائع

بين الأرصفة

وصبر التأريخ

ولحظات الخوف

من المجهول

ونسيت آخر

شفاه تغربت

بعد شفتي

بعد وبعد

وبعد

جلست عند

شيخوختي

التي سقط

بجوارها العمر

يستغيث

ببعض رفيف

ومرارة رغيف

وبقايا خريف

سافرت في رحلة

الجوع

من كل الأشياء

والمعدات

والنزوات

عانقت الصمت

في ليل

لايشبه الليل

وسط هذا الركام

والتحسب

والترقب 

تسللت الشمس

بقوامها الممشوق

الذي يمتد

الى عصر البابليات

المدججات بالسحر

والأميرات الموشحات

بحكايات شهرزاد

تزف سنابلها

من خلف النظارات

المحتشدة

بأسرار زمن مضى

وعمر

وخمر

ومساء

يبدأ بالجنون

ليعانق الفجر

دون أن تغادره

العيون

انه الحب

يطرق

باب الصمت

ويهمس

في وجعي

ملتمسا

الأمان في زمن

لايعرف غير

الدم

والفرح المذبوح

في أفواه العاشقين

انه الحب

يجيء

من أقاليم الغربة

والعزاء

يبحث في

عن

ليل

ودفء

وسفر

في وهج الخلوة

بعيدا

عن أنياب

النفايات

ونفاق القبح

والحسد

والجبروت

انه الحب

الأخضر يزف

قصيدته المتحررة

بأهازيج الهور

ودبكة الجبال

والعشق الذي

حاصرته الأقفاص

عندئذ

فتحت مفترقات

عمري

التي أوصدها اليأس

وأنا أذرف

العلقم

على حظي

المخضب

بغدر اليقظة

ووهم الأحلام ..

في تلك اللحظة

سمعت أصوات

الحرب

ظننتها زغاريد

المبشرين

تسمرت

وسط الأزيز

والرعد

والوعد

يالقدري المنكوب

الذي يتعكز

على قضبان الخيبة

تساءلت

جاء الحب ؟

لا

انها الحرب

تتنزه في سمائنا

وشوارعنا

ومدارس أطفالنا

ومتنزهات عشقنا

هي الحرب

إذن ؟؟؟؟

يااللــــــــــــــــــه

يااللــــــــــــــــــه

هاهي

تتنزه

في مخادعنا

التي هجرتها

الجميلات

بحثا

عن اللارعد

ترى الحب

هل سيموت

شهيدا ؟؟؟؟

لا

لكنها الحرب

بالتأكيد

ستحتفل معي

بأول عرس

في التاريخ

عرفته القنابل

والصواريخ

حينها

أدركت

من ينشد

الحب ..

عليه أن يدرك

الحرب ....

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2211   الاحد  26/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم