صحيفة المثقف
قصص قصيرة / حنون مجيد
ينام ثمة متأخراً ويستيقظ مبكراً، يغسل أسنانه ويلقي نظرة على الكون الصامت إلا من تخاطف سيارات قليلة مسرعة. يهبط الشارع يبحث عن مطعم مبكر صغير صار مألوفاً لديه. يفطر ويتغدى هناك ولا يتعشى، يهيم في الشوارع ؛ كتابه ودفتره معه كلما جلس في مقهى قرأ أو كتب أو استطلع شيئاً. يعود إلى فندقه مساء يقرأ ويكتب وينام ويستيقظ مثل كل يوم. يحدث نفسه ؛ وحيد.. وحيد تماماً، لكن ما أوسع حريتي.
عمان 15/7/2011
الشاي في بغداد
كلما وفد على بلدهم استقبلوه قلوبهم دفء وبيوتهم سلام. يفكر في الشيء الذي سيحيطهم به لو زاروه في بغداد. يستيقظ على فتنة دجلة وما يزخر به من سمك طازج حر، والنخيل وما يجود به من تمر عذب، والحقول وما تقدمه من خبز نقي، إنما سيعرّفهم ثمة على أن الشاي في بغداد ألذّ ما يمكن أن يذوقه لسان.
عمان 15/7/2011
مزاح بريء !
مازح عجوز عجوزاً قائلاً لها :
- يحكى أن عجائز الرجال أعظم من يستطيع أن يفك لذائذ النساء.
ردت :
- ويحكى أن عجائز النساء أعظم في فك اللذائذ من عجائز الرجال، فإنهن، في الأقل أعرف من غيرهن بطريقة الفلي.
عمان 16/7/2011
عنتر
وقف حافلته في نقطة ما. هبط الأرض بإشارة صامتة إلى الركاب. إتجه مترنحاً بجسد كث ثقيل صوب مكان يحجزه عن أنظارهم ساتر خشب. لم يستطع أحد من الركاب تحديد هدفه الذي توجه إليه. بين دهشة الجميع عاد يضم أصابعه على علبة سجائر أطبق على سيجارة منها شفتيه.
ارتقى عربته صامتاً وانطلق بها مسرعاً كأنه عنتر في الصحراء.
عمان 16/7/2011
إلفة
هي قطة بيضاء جميلة، وهو صبي أسمر جميل. يتمازحان بود جارف ودفء لذيذ. ينصحه العجوزالوحيد بأن يحذر العلاقة بالقطط وما يترتب على ذلك من أمراض. يرد الصبي عليه، إنها "بسّي" أي قطتي، أحبها وتنام الليل في أحضاني. يصمت العجوز ويغيب.
عمان 16/7/2011
لغز
سألته مرة ماذا تقول برجل يكره آخر، ثم حين يموت يتأسى عليه !
قال: لغز .
عمان 17/7/2011
رغبة متأخرة
يوماً، رغب الشيخ في أن يعود شاباً , فحطم أضلاعه حصان.
عمان 17/7/2011
صبح
فزّ الصبح على صياح ديك، لكنه نام على شخير أسد.
عمان 19/7/2011
ميكانزم
قرأت الرسالة الحبيبة التي وردت إليها منه، قبضت عليها بجميع أصابعها، كانت تفكر مشوشةً في الكيفية التي تخبئها بها عن أعين حسادها. لا تدري من بعد كيف تراخت أصابعها عنها، لتدرجها ريح عاتيه في أطوائها.
عمان 21/7/2011
اسكنجبـيييييل
كان يسمع به.. لم يره ولم يذقه قط، فكان من امنياته ان يجربه كما جرب غيره من قبل، وكان عطشان ممحلاً فأقبل على بائع الشرابت يسأله :
- ألديك اسكنجبـيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل ؟
عجب البائع من سذاجته فرد عليه يجاريه :
- نعم لديّ، ولكن ليس بهذا الثخخخخخخخخخخخخخخخخن.
عمان 24/7/2011
مقهى السنترال
مقهى السنترال فارغة، موحشة تثير البكاء، غادرها إلى كندا عبدالستار فنبذها السوداني وتخلى عنها الساعدي وريكان. السنترال لا صوت فيها لعراقي ولا إيقاع زهر. السنترال لم يعد يجلس فيها إلا محمد مهر الدين يتكيء صامتاً على ذكريات جمّدها في التماثيل.
عمان 24/7/2011
رد مفحِم
زجر الرجل الذبابة قائلاً :
- مالك تحومين عليّ الليل والنهار ؟
ردت قائلة :
- ليس الذنب فيّ، إنما في ما تعرض عليّ.
عمان 26/7/2011
إختيار
بين أن تصل إلى هدفها عبر واحد من طريقين ؛ قصير يتلف زينة الحذاء، وطويل يرهق القلب، اختارت طريقها الطويل.
عمان 26/7/2011
ظن
تفتحت أنفاسه على صباح رائق عذب، فظن أن بمقدوره أن يصبح أكثر قرباً منه، فمضى يرتقي إليه جبل.
عمان 26/7/2011
الطريقة الأمثل
استخدمتُ الأساليب كلها لتطلقني زوجتي فلم أفلح، فتعالي يا سيدتي الجميلة نأخذ صورة معاً.
عمان 26/7/2011
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2212 الاثنين 27/ 08 / 2012)